17

232 17 0
                                    

شيار ١٧

"حينما تجبرنا الظروف  علي وأد الحب، وعلي  زرع الكره بدلا عن الحُب وحينما تُميتنا الحياه كل بعض الوقت.
حين نكون مجبرين على شيء لم نضع له مخططاً بعد، وحين تبعدنا المسافات جبراً عن من نحب..!
فهل من صبر..؟!هل من خلاص..؟!
الابتلاء  ياعزيزي خلق ليهذب العبد فكن صبوراً شكوراً، وتعلم كيف تناجي الرب فالله ما ابتلاك الا ليمتحنك بامتحان الصبر، فلا تجزع"

اجتمعت العائلة على المائدة بأمر من الجده كلٌ يشغل مكانه إلا هو وهي
ضربت الجده بعصاها الأرض بقوه موجهه حديثها لمريم بأمر:

_ اصعدي ونادي علي ابنتك يا مريم والا…

قاطعها عصام بحسم وهو يمسك بيد مريم لتجلس ثانيةً:

_ ابنتي قادمة ياأمي  لا عليكِ.
هبطت الدرج بأقدام خاوية، عيونها لا تجف ولكنها مجبرة على محوها.
بين يديها تحمل  هاتفها حيث لا تنفك كل دقيقه تهاتف بها زينب ولا رد منها ستجن لا محالة ، ولولا بعد الصبر التي مازالت تتمسك  به للطمت خديها وصاحت بعلو الصوت: أين ابني، أعيدوه إليّ

ولكنها بهكذا وضع. وضع كلما تذكرته علمت أنها من وضعت نفسها به خارت قواها وهي تستسلم للصمت والوجع ينهش قلبها لكن.

فجأة توقف كل شيء حينما وقعت عينيها التي بالكاد استطاعت اخفاء دموعها عليه بوضع لطالما نكرته بأقصي خيالاتها. كان هو وتلك التي تلك تتمسك بيده، وتسير بغنج عيناها عليه .

سقطت عينيه عليها لكنه سريعا اشاح نظره عنها وهو يتقدم من المائده يديه تحتوي يداها مقدماً إياها لهم بكل الفخر :

_ اقدم لكم...زوجتي "حسناء رضوان عامر"

لو كانت القلوب تدمي من  طعنات المحبين، وتصريحاتهم اللامبالية، لاقسمت أن قلبها تسيل دماؤه لكن حتي وإن فعلت من سيهتم بها عليها أن تكرس كل طاقتها لإيجاد ابنها وفقط واللعنة عليه وعلى عشقه الذي أتى بها لهنا مره ثانيه.

كادت  أن  تتيبس قدمها بمكانها بالقرب من المائدة حينما سقطت عيونها عليه مره أخرى بينما  هو ثابت كجلمود صخر لم يعبأ بها وهي تراه يحافظ على  كل قواعد الإتيكيت الخاصة بتلك الطبقة الملعونة التي تزوج منها.

ويمد يده  يجذب ذاك المقعد اللعين التي كانت بالماضي هي صاحبته وحدها ولا تجرؤ إحداهن أخذ مكانها لتجلس عليه أخري.
تهكمت على تقلبات الزمن لقد كان مروان بجانبها على الدوام حاميها، وراعيها، بالحقيقة لا تعرف ما هو جرمها؟ لما لا يستوعب ما حدث معها؟وهل سألها من الأساس ام حكم عليها كما يحكم العالم والناس؟

تفكر بغضب هل تنتحر الآن، وتموت كافرة ليرتاح العالم منها  ؟

أم ماذا عليها أن تفعل به؟!

هل تخرج عن صمتها وتصرخ به وتسأله، كيف لك أن تفعل هذا بي يا حبيب العمر؟!

للان لم يستوعب قلبها المجروح من فراق الاحبه ومصائبها التي أوقعت نفسها بها ما يحدث لها؟ وماذا كان عليها أن تفعل وهي لا تعلم للان كيف ولا متي حدث لها ما حدث ؟ كم  تشعر نفسها طفله علي الدوام  الكل يسوقها إلى ما يرغب به .

شيارDonde viven las historias. Descúbrelo ahora