7

311 21 0
                                    

السابع
شيار
الأبيض يليق بك ِ
أسما السيد..
-------------------

تُمحي آناتي بإبتسامة منه، ويذوب شوقي الخفي كلما عانقته، يديه الصغيرة التي تداعب وجهي ببراءة، كلما انهمرت دموعي، كانت كبلسم شافي من جراحي، ودرع أمان من كل خوف يدب بقلبي كلما تذكرت الماضي، والعذاب وكل شيء مررت به..هو البدايه والنهايه..هو كل شيء لي...هو الفرحة  التي أهداني إياها الله كتعويض ، بعدما  اعتقدت أني فقدت الحياة...

تحتضن وليدها الصغير الذي،  أعطاهاا يديه الصغيرتين لتحمله كما اعتاد بعد وصلة ركض ليست قصيره  علي الشاطيء التي يعيشان بالقرب منه هنا ..

ابتسمت براحه عجيبه، وأمان غريب ما أن دفن وليدها رأسه بصدرها، يحتضنها كأنها العالم بأثره له..وكأنه دوماً يشعر بحاجتها الماسه لذاك الفعل منه..وكأنه والده ألقي عليه تعويذه سحريه بعيده ، أخبره فيها أنها تعشق ذاك العناق الخاص بتلك الطريقه المهلكه، الذي كان يخصها به..

عاد ذهنها للشرود بذاك الكائن الذي بين يديها، تتساءل كيف لذاك المخلوق الضعيف أن يملأ ذاك الفراغ الذي عانت منه العام الماضي ، وطوال فترة حملها به..

طوال حملها كانت مكتئبه، حزينه، تشعر بالضياع، والفراغ، رغم أنها كانت حره ، وتستطيع فعل ما يحلو لها،

الفراغ الذي  خلفه ، فراقها عن من مروان كان لا يحتمل..
ولكن...ما أن حملت طفلها علي يدها،  تناست به كل آلامها، ورضت وارتضت بما يحدث معها..بل والأغرب..أن كلما احتضنته، شعرت وأنه يواسيها في فقد غاليهم معا ً..أيعقل أنه أيضا يشعر بفراق والده..؟

دلفت لغرفتها ، ووضعت وليدها الذي غرق بالنوم كالعاده بعد تلك الفسحة اليومية عالشاطيء..

ووقفت تتأمله بعشق...تتأمل تلك القطعه المصغره منه..

_ يشبه أباه كثيراً..قطعه منه..بكل شيء.

انتفضت شيار علي الصوت القريب..وهتفت برعب

_ ياإلهي .. يوماً ما ستقضي علي  أقسم لك..

ضربت  زينب رأس شيار بخفه..وهتفت بضحك..

_ أنتِ من تمتلكين قلباً خفيفاً يافتاه..

تركتها شيار وخرجت من الغرفه بأكملها..

ولحقتها زينب تلك السيده الأربعينية، التي تمكث معها منذ عامان..

_ مروان لازال يبحث عنك كالمجنون..الم تشتاقي له..؟

اشاحت شيار رأسها للجهه الاخري، تخفي دموعها التي غمرت عيناها علي ذكراه..

تخبر نفسها أن زينب جُنت مؤكد..لتسألها  عن شوقها له..؟

_ لا تديري وجهك عني ياشيار ...؟

شيار بغيظ منها..

_ ماذا تريدين أن أقول؟

_ قولي الحقيقة..منذ متي تُخفي عني شيء..

شيارWhere stories live. Discover now