٢٦

297 31 3
                                    

شيار..
الابيض يليق بك..
اسما...
_____

اقتحم عزلتها بقوه..رغمًا عنها..يومان منذ علمت ما فعله ذلك الحقير ولا تتكلم ولا تجيب أحد...وحدها والدتها من تثير الفوضى وتدفعها لتجيبها بإنهيار تام ..
لقد سأم وحدتها..سأم حزنها على ذاك النذل الذي اختفي فجأة ولكن إلى متى هو سيلاحقة والي اخر الزمن...!

اقتحم عزلتها رغمًا عنها يكفي لهنا..جذبها من ذراعها لتنظر له..
مردفًا بغضب منها ومن نفسه..ومن كل شيء...

_ الى متى.؟
إجابته بتوهان كالعاده:
_ الي متي ...متي؟
_ الى متى ستغلقين علي نفسك هكذا ..؟!الي متى ستظلي تبكين علي ذاك الحقير..؟! الا تعلمين انك تقتليني هكذا...؟!
همست بوهن شديد:
_ اتركني يا رامي...أتوسل إليك..انا لا ابكي عليه...الا يكفي ما أمر به مي يبكيني؟!
دار حولها مردفا بجنون...
_ على ماذا تبكي إذا...ستجنينني يااينة العم...؟!
نظرت له بألم وتعب منه ومن كل شيء...الم ودت بنظراتها لو يشعر بها وبما تعانيه ..
_ انا ابكي على حالي..وحال أبنائي..لا أحد يشعر بي...حتى أنت لا تشعر بي يارامي..
انفطر قلبه لهدرها الغير متزن يبدو أن الوجع جعلها كالذبيحه لم تعد تفرق بين من هو داعم لها، ومن يريد ذبحها حبه..
همس بعتاب يحوي حنوه عليها:
_ أصدقاً تقولين..اتشعرين بحالك وأنتِ تخرجين تلك الكلمات من بين شفتيك...بئسا لك يا كارمن..وبئساً لأفكارك الانهزاميه هذه...!
ايتها الغبيه.. ألا تخبركِ هيئتي كم اعشقك..كم أعاني وعانيت من فقدت...انظري...
شق قميصه بغضب .. مشيراً بيده ...علي ذاك الشق الطولي...
_ انظري...الي قلبي كيف كانت حالته ببعدك..كيف عانيت وعانيت..من الامه طوال أعوام..
اقتربت منه بلا وعي كالمغيبه وكأنها تتحسس شيئا آليًا..تتحسس شق صدره الطولي...مردفه بهمس مختنق:
_ رامي...ما هذا؟!
_ منذ فراقك والقلب لم يعد علي مايرام ياقلب رامي...أنظري ..
امسك بأصبعها الذي يسير ببطء على شق صدره الطولي وهتف بتعب:
_ هذه العملية لتغيير الصمام أجريتها اول عام...
_ وهذه الأخرى لتغيير الآخر ثاني عام..
_ وتلك الثالثه...كان انسداد بالشريان التاجي..من كثره الحزن والألم..
وآخرهم كان العام الماضي..حيث فقد القلب الأمل..ورقد طريح الفراش لستة أشهر..ولولا مروان الذي علم بمعاناتي وأتي لي لكنت بالقبر منذ أشهر..
أغلقت فمه بيدها ...والقت بنفسها بين ذراعيه تعانقه بقوة..وتجذبه اليها...مردفه بجنون:
_ لا تقولها بالله عليك...لا تلفظها... سأموت من غيرك...يا رامي...حمدالله انك بخير..
اغمض عينيه وشدد عليها بحنو حامدا شاكرا لله أن وهبه لحظة كهذه كان يظن أنها محال..همس بحنو وهو يتلمس شعرها بيديه:
_ لا تبكي يا كارمن كلي فداء لك..
"عناقها حياه....حلم دوما ما كان يحلم أن يحيا به، وقربها امنيه كم دعا الله جهرا وسرا لتتحقق له"
_ آااااه يا قلب رامي...كم اشتقت لك..ولرائحتك..
_ أحبك..يارامي..أحبك ...لا تتركني مجدداً أنا خائفة..أشعر بالبرد..والوحده
شدد من عناقها وهو يهمس بكلمات العشق الخالصة بأذنيها...حلمٍ هي الأخري ودت لو تحيا به.. وها هو يتحقق..كم عاشت ليالي تحلم بوجوده جوارها...بعودته نادماً..وبكبرياؤها الذي يجعلها تتعنت عليه...
تهكمت على حالها..أي كبرياء لعين كانت تأمل أن تتمتع به..وهي ما أن رأته حتى انهارت حصونها بين ذراعيه
دفن وجهه بعنقها مردفاً برجاء..قاطعته هي بهمس :
_ رامي ..انظر الى..
_ رامي لا تفعل ...
همست به برجاء حينما زادت قبلاته لعنقها تهوراً..بات يخجلها..
_ رامي ...ابتعد ..أتوسل اليك...

شيارWhere stories live. Discover now