5

362 31 0
                                    

الخامس
شيار
الأبيض يليق بك ِ
أسما السيد
------------------
حينما  تُجبرنا الظروف علي فراق الأحبه، علي ترك الأوطان، والأهل ..وعلى حصاد الشوك بدلاً عن الورد..
وعلي ذرف الدمعات  من شدة الشوق، حينما تُبذل كل الجهد من أجل فقط نظرة  ممن تحب ، أو عناق وحيد يطفئ نار الشوق..وفي كل مرة تجد الـ لا رد..
حينها فقط ستعلم أن مشيئة الرب فوق مشيئة العبد..فاستسلم..وقل ...ياخالق الكون..يا من بيده الأمر..اللهم الصبر

ستة أشهر منذ آخر لقاء، آخر عناق، وآخر همسه من شفتيها  بإسمه إستمع لها..

ستة أشهر لا أحد يعرف كيف مروا عليه بدونها،  بحث عنها بكل شبر ..ولا أثر لها..

كم احتمالاً جال بخاطره...عنها..وكيف حاول وجاهد ليتقبله، وبالنهايه لا ينفع شيء..

تُري كانت حلماً، وانتهي سريعاً..ومازال متأثراً به..أم كانت حورية من البحر ، ورحلت حيث عالمها بعدما علقته..أم وهماً من الخيال..وتبخر ولم يعد منه شيء .

اه حارقه خرجت من عمق قلبه العليل بعشقها..تبعها بإسمها الذي لا ينفك يهمس بإسمه ليل نهار، علها ترأف بحال قلبه…ويأتيه منها رد..

استطال شعر رأسه ، ولحيته التي ازدادت أعداد شعيراتها البيضاء ، لقد اندثر شبابه فجأه وتحول لآخر كهلا عجوزاً من البؤس والحزن..والفراق..

صدق من قال إن كل الجروح تشفى بلا نُدب ، إلا جروح القلب من فراق المحب تبقى ..محدثة عميق الأثر.

اغمض عينيه بتعب  ، حينما اندفع الباب فجأة..وآتاه صوت  زوجة خاله، (والدتها )الباكي..الذي يشق قلبه اسكرين بلا رحمه

_ مروان..أين ابنتي يامروان..لقد تركتها بعهدتك ..حباً بالله..لم أفرح برجوعها بعد…!
أعدها لي يامروان...بالله عليك...

أنهت والدتها الحديث ككل مره بوصلة من بكائها الحار عليها..يتبعها اشقائها الذي تبناهم خاله واصبحوا يمكثون معهم هنا..

ضرب جبهته بقوه، لم يعد يستطع ..سينفجر..كل شيء يحثه على الإنهيار..ماذا فعل بدنياه حتي يحدث له ما يحدث الآن..ليتها كانت حلماً، ليته لم…يلـق....

بتر حديثه مستقيماً فجأة ..غير قادراً علي نطقها...يلوم نفسه، كيف يقول ذلك ، هل يتمنى حقاً أنه لم يلقاها..ولقياها كان أجمل ما حدث له بالحياة..ماذا حدث له..هل أصبح بائساً لذاك الحد ليتمني لو لم يلقاها..أين إيمانه، أين رضاه؟
زفر بندم..منذ متي ولم يدخل المسجد ، لم يدعه بتضرع، لم يمسك كتاب الله..منذ رحيلها..

انتفض علي صراخ والدتها بإنهيار ، ولكنه تركها وهبط للأسفل..ليهرب من هنا، حتي لا يسقط منهاراً، مطالباً بعناق حار يحتويه، ولا يجد من تحتويه…

منعته يداً حنون يعلم صاحبها جيداً..كانت يد خاله (والدها)
الذي أردف بإبتسامه حزينه..

ستجدها..لا تيأس.. أرجوك يابني لا تيأس أنا أثق بك..أنت تربية يدي..وأعلم أنني ربيت رجلاً يعتمد عليه..

شيارWhere stories live. Discover now