زوجي جيد(2)

2.2K 110 13
                                    

الفصل الثاني


-سرينا أليس كذلك

-هذا صحيح

كان الإنطابع الأول عن الرجل أنه جيد ، تحدث معي بكل لباقة بالرغم من كونه يكبرني بسبع سنين إلا أننا تحدثنا وكأنه بنفس عمري ، أنا إستسلمت للبقاء معه لأنني مهما قلت ومهما حاولت لن يفيد ذلك بشيء والزواج هذا سيكون بلا ريب

فترة الخطوبة إعتقدت أنه سيكون ذلك الرجل المتفهم واللطيف لكنه على العكس تماماً لم ينتظر حتى يَكشف حقيقته بعد الزواج
بل عاملني أسواء معاملة ، هذا الرجل غني لذلك إختاره والدي حتى يتمكن من عقد مشروع مربح معه لأن والدي عمله بسيط ولطالما حلم بأن يكون ثرياً ، لكن المشكلة أن العقد إحتواني وجعلني لعبة بين الطرفين ، بكيت أمام أمي مجدداً فدخل أخي الغرفة وأمسكني من شعري قائلاً

-فلتخرسي الأن ، لقد سَئمنا منكِ وحان الوقت لوضعك بين يدي رجل لكي يقوم بتربيتك من جديد

-فل تتشاجرا خارج الغرفة فأنا متعبة وأريد النوم

قررت بعدها النوم ، وضعت رأسي على وسادتي وبدأت أبكي ، عندها سمعت صوت والدي يصرخ ، لا بُدّ وإنه قد إفتعل شجاراً أخر مع أخي سأذهب لأرى

لكن الصدمة أنني تتبعت الصوت إذ بي أرى أمي وجبينها ينزف وأبي ممسك بشعرها ويصرخ بها

-أيتها اللعينة ، لا تقولي لي أنك تعبِئين هذه الأفكار في رأس ابنتك

-كلا إنها واعية ، وعليها أن تختار حياتها بنفسها ، لا أريدها أن تعيش مع رجل مثلك

-ربما لم تتعلمي بعد ما رأيك بأن ألصق رأسك مجدداً بالحائط

-إفعلها فأنا أريد الموت على البقاء معك ، لقد كنت غبية من بين جميع الرجال لم أختر غيرك

لحظات وكاد أبي سيُجرِمُ بحق أمي ، فصرخت بسرعة قائلاً

-كلا أنا أريد ، سأتزوجه

أفلت أبي شعر أمي وجعلها تسقط أرضاً بينما تقدم نحوي ، وكان جسدي يقشعر خوفاً فرفع يده لصفعي هذا ما ظننته لكنه قام بوضعها على كتفي قائلاً

-هذا ما أريده

خرج أبي بينما رقضت نحو أمي ، لأرى حالتها فقامت بدفعي قائلة

-غبية وستبقين كذلك ، فلترحبي بنفسك في الجحيم

-لكن أمي لو لم أفعل ذلك لكان

-أكنت خائفة من موتي ، غبية ، الموت يعني الراحة ، أفضل الموت على البقاء في هذه العائلة القذرة سحقاً لأبيكي ، وسحقاً لكم

-أمي أنت تنزفين

-وماذا في ذلك إنها ليست المرة الأولى ، هيا أخرجي أريد العودة لنوم

-هل ستنامين بعد كل ذلك

-سرينا ، لقد قلت لكِ إنها ليست أول مرة

جاء ذات يوم خطيبي تميم لزيارتي وقد كان يحمل الزهور وعلبة من الشكولاتة ، سلم على والدي ، ومن ثم جلس بالقرب مني عندما تركتنا العائلة نجلس مع بعضنا البعض لوحدنا فأمسك خصلة من شعري وبدأ يلفها بإصبعه قائلاً

-لم يتبقى غير أسبوع على زواجنا ، وعندها ستُصبحين ملكاً لي ، ستكونين خادمتي وخادمة أمي ، فهل أنت مستعدة لذلك

-تميم لماذا تفعل هذا معي؟

-لأنني أريد إفتعال المشاكل مع عائلتي

-ماذا تقصد؟

-إنهم يرفضون زواجي من الفتاة التي أريدها ويريدون تزويجي من فتاة ليست جميلة ، فصدف وأن تحدثت مع صديق لي فكان والدك يسترق السمع فقام بعرضك علي ، فقررت رؤيتك وأنت لا بأس بكِ أعني جميلة ومطيعة ويسهل التحكم بك

-إذاً أنت ستتخلى عني في اي وقت تريده

-بالطبع بعد أن أجبر عائلتي على قبول عشيقتي ، لا أعلم كيف وافقوا على زواجي منك بينما عشيقتي لا يريدونني أن أقترب منها

-لا بُدّ من سبب يستحيل أن يرفضوها هكذا

-لا سبب أبداً

يوم الزفاف ، إنه من أسوء أيام حياتي حيث أنني كنت أجلس أنتظر اللحظة التي سيأتي فيها تميم ليمسك بيدي وندخل كعريسين ، دخلت صوفي هائجة وقامت بالصراخ بي قائلة

-سرينا لا أصدق ما أراه ، أنا أخر من يعلم بزواجك ، ثم كيف؟ ومتى ؟ماذا حصل ، لقد تركتي المدرسة ولم أسمع أي شيء عنك والأن تتزوجين دون إخباري

-أسفة صوفي

-سرينا ، هذا الزواج رغماً عنكِ أليس كذلك

-كلا أنا إخترت ذلك

-كاذبة ، إن الدموع تنهمر من عيناكي أنتِ لا تريدين ذلك

-أنا ليس بمقدوري الرفض

-سرينا لماذا لم تقولي لي لأخذتك إلى منزلي ومنعت الزواج

-لم أكن أريد أن أتسبب لكِ بالمشاكل ، أنت تعلمين والدي جيداً

-سرينا هذا غير مقبول هذه حياتك لا حياتهم

كنت أبكي بشدة وصوفي توبخني وكأن الأمر بيدي فقام تميم بالدخول وهنا تصنع ذلك الوجه

-عزيزتي سرينا الجميلة ، لِما تبكين

-كلا فقط

قاطعت صوفي كلامي قائلة

-إنها تبكي بسببك يا ذكي

-عفواً هل أنتِ صديقتها

-كلا أنا شقيقتها أليس واضحاً علينا

-سرينا عزيزتي سندخل قريباً لذلك فلتمسحي هذه الدموع لا أريدك أن تبكي الأن فلا يزال الوقت مبكراً على ذلك

-سأمسحها وحدي

-لا عزيزتي إسمحي لي أن أساعدك

-ما الذي تفعلانه

-صحيح أنتِ هنا ، ما رأيك أن تخرجي أريد الحديث مع جميلتي على إنفراد

-سأخرج ، لكن فليكن في علمك أنني أكرهك

-شكراً على صراحتك
-سأخذ سرينا من بين يديك وستبكي ندماً على فقدانها ، صدقني أنا لا أمزح

-حسناً سنرى ذلك

-أحمق

الهروب إلى الأحلام🖤Where stories live. Discover now