كسرتُ قيودها ( الجزء الثاني )الفصل (32)

806 79 45
                                    

كسرتُ قيودها

لا تنسو التصويت على الفصل 

لا أتذكر ما حصل معي ، كنتُ أعيش تجربة فريدة من نوعها ، أنا لست ذلك الشخص الذي يُحسنُ التَعبيرَ عما في داخله ، كنتُ أعتقد في البداية أن ما حصل كان مُجَرَدَ حُلُم ، لأستيقظ لأجد نفسي نائماً على سريرٍ في المشفى ، كنتُ قد فتحتُ عيناي لأجد شقيقتي تقف أمامي ، ترتسم إبتسامة غريبة وكأنها كانت تريدني أن أستيقظ ولم تَكن تريد موتي ، سمعتها تقول أن أمي قد أتت لرؤيتي ، وبدون أن ألتفت بحثاً عن أمي ، حدقت بسطح الغرفةِ قائلاً

-لِماذا أتيتي؟

لم أستطع تقبل أن والدتي جاءت لرؤيتي ، لطالما تحملتُ والدتي بالرغم من مقارنتها الشديدة وعشقها المبالغ لأخي ومحاولتها الفاشلة في تحويلي إلى نسخة من وائل، ولكنني بالرغم من كل ذلك كنتُ أحاول بكل ما إستطعت أن أكون لها ذلك الفتى الذي سيتمكن من إزالة مخاوفها ، لقد رفضت كلَ شيءٍ قد إخترتهُ بنفسها  لكن بمجرد أن تعرضت لذلك الموقف إلا أنها لم تُفكر في الإطمئنان على حالي أو حتى زيارتي في المشفى ، لا أستطيع النظر نحوها ليس خجلاً منها إنما كرهاً لها لأنها تخلت عن إبنها الوحيد عندما كان يُصارع الموتَ طالباً يدَ العون ، لكنها بالرغم من ذلك إقتربت وحدقت بوجهي قائلة

-هكذا النقاش أفضل ، وجهاً لوجه

-أنا مُتعب ، إن كنتِ تريدين تحطيمي بتلك العبارات الثقيلة كالجمر ، فأنصحكِ أن تخرجي من الغرفة ، فأنا لا طاقةَ لدي وقد تعبتُ من ثرثرتكِ الخانقة .

-لستُ هنا لثرثرة بالكلام الفارغ ، أنا هنا للحديث مع إبني تميم

-يا لسخافة ، ألم تتخلي عن إبنك تميم منذ فترة

-كلا لم يحصل هذا

-توقفي عن قول الهراء ، لقد تعبتُ منكِ ، لقد حولتِ حياتي للجحيم ، أنا لم أكن أريد الإستيقاظ لأجدِك أمامي

-تميم كيف تتحدث مع والدتك بهذا الأسلوب

بينما كانت النيران قد إشتعلت بيني وبين أمي ، إلا اننا صُدمنا بالباب يُفتح لتدخل سرينا معها حقيبتُ ملابس ، عندما رأتنا توقفت ومن ثم قال بصوت خافت

-أنا أسفة ، سأعود بعد قليل

أُصبتُ بالجنون لمجرد رؤيت سرينا ، فصرخت بسرعة دون تفكير

-كلا سرينا

إلتفتت سرينا بسرعة بينما كانت قدمها اليمنى لا تزال داخل الغرفة ، فطلبت من لارا بسرعة أن تُخرج أمي ، لتخرجَ أمي بعد أن حدقت بسرينا بنظرات تكاد تبتلعها ، ومن ثم خرجت لتُغلق الباب بقوة من شدة الغضب الذي تملكها ، توترت سرينا وكانت تقترب مني بخطواتٍ مُتأرجحة ، لتجلس على الكرسي أمامي ، قائلة بصوتٍ متوتر

الهروب إلى الأحلام🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن