تميم يعترف بحبه (31)

1.3K 91 54
                                    

ماضي سيف

الفصل الواحد والثلاثون

لا تنسو التصويت على الفصل إن أعجبكم

وكأن الزمنَ يُعيدُ نفسه ، لقد تمَ سجني مجدداً ، ولكن هذه المرة بتهمت الإعتداء بناءاً على العقد ، سحقاً لتلك الفتاة لا زِلتُ أشعر بتلك الصفعات على وجهي لم يسبق أن نظرت لي بتلك النظرات المخيفة ، كانت في السابق كالفأر ترتعش أمامي فما الذي حفز شجاعتها هذه لمواجهتي ،كلما نظرت لها أتذكر تلك العاهرة .

سُحقاً لا يزال الماضي عالقاً في رأسي ولن أستطيع نساينه ، ألا يكفي أنه سلب حياتي مني وجعلنني ذليلاً ، حاولت غسل العار عن يدي ، لكن مع ذلك كنتُ لا أزال أشعر أنني ممرغ بالدماء ، لقد كنتُ رجلاً صالحاً كلُ ما أردته هو العيش بسلام فهل كان طلبي صعباً .

لقد كنتُ شاباً مفعماً بالحيوية ، كان والدي بسيطاً كان مزارعاً يعشقُ الحراثة ، وكانت يدانِ والدي كالسكر الذي يُوضع في الشاي لتتلذذ بطعمه ، كانت الأرض مفعمة بالحيوية لمجرد وضع والدي البذور فيها .

لم أرى أرض والدي يوماً قاحلة ، كانت مُفعمة بالألوان والحياة ، لقد كان يسطحبني معه منذ أن كان عمري عشر سنوات لنوم تحت أكبر شجرة يمتلكها وهي شجرة اليوسُفي ، لأرى والدي يتساقط من جسده العرق ويُخيم التعبُ على وجهه إلا أنه كان يتوقف للحظة لينظر إلى الشجرة التي أجلس تحتها ليبتسم قائلاً

-إنها تستحق ذلك

ما أعرفه أن والدي كان بسيطة وتتدفق الطاقة في جسده ليلاً نهاراً

كانت دائماً تشتكي والدتي من حركته الدائمة وكانت تتمنى لو يقضي وقتاً أطول معها ، لكنها كانت سعيدة بوالدي لأن والدي كان بلسان معسول حتى لو غضبت منه كان يستطيع محوى غضبها وجعلها تبتسم متناسية أنها كانت على وشك الشجار معه .

كان والدي يحب صديقاً له يُدعى رامي لكنه فارق الحياة منذ شهرين ، لذلك تَكفل والدي بالإعتناء بعائلته ، كان يذهب شخصياً لإعطائهم سلة من محصوله اليومي لكن هذه المرة أمرني والدي بينما كنتُ مُستلقياً تحت شجرة اليوسفي بأن أذهب قائلاً

-سأطلبُ طلباً صغيراً ومن ثم عد للإسترخاء كما تشاء تحت هذه الشجرة

-بالطبع أبي

- أريدك أن تأخذ هذه السلة وتُعطيها لمنزل رامي ، لقد كان صديقاً مخلصاً وقد حان الوقت لأرد له هذه الجميل وأعتني بعائلته نيابة عنه .

-إنها ثقيلة

-أنتَ رجل وبإمكانك حملها .

كنتُ في طريقي إلى القرية ، لكنني لن أنكر أن السلة حقاً ثقيلة ، كانت هنالك فتاة تمشي خلفي كان مِن المُحرج جعلها تراني على أنني لا أستطيع حمل سلة فواكه ، فحاولت حملها بأقصى ما لدي من قوة حتى تملكني التعب وجلستُ أرضاً ، تلك الفتاة أكملت سيرها تنظر لي ، ثم توقفت لدقيقة قائلة

الهروب إلى الأحلام🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن