إختفاء غورين (18)

939 64 3
                                    

الفصل الثامن عشر

غورين مجرد كابوس لا أكثر

وفي اليوم التالي قررت زيارة تميم فهو لا يزال زوجي ثم إنني شعرت بالحزن لأجله ، عندما رأيت وجهه الذي يرتسم بالإحباط شعرت بأنه قد تحطم فعلاً ، لقد تحدث بالحقيقة ولم يفكر بالكذب لأجل حبيبته ، أعتقد أنني بحاجة لرد هذا الجميل

-ما الذي جاء بكِ إلى المشفى

-لقد قالت لي أختك أن والدتك متعبة قليلة ولن تتمكن من الإعتناء بك في المشفى لذلك أتيت

-لست مطرة لذلك

-تميم هل أنت جائع

-كلا أنا بخير

-لكن هذا موعد تناولك لطعام ، إن لم تكن ترغب بذلك فسأتناول الطعام وحدي ، لقد أعددت طعاماً تحبه كثيراً يا للخسارة سأتناوله لوحدي الأن

-توقفي عن إزعاجي وأخرجي وتناولي الطعام في الخارج

-إنه شهي ، أتريد القليل

-سرينا ألا أبدو مثيراً لشفقة

-ماذا تقصد بكلامك؟

-لا أصدق أن ذلك حصل معي حقاً ، لما بدوت ضعيفاً ، أنا هل تملكني الغباء ؟ لم أغفل عن أي نقطة في حياتي، كيف لم أتوقع أنها ستقوم بذلك؟ ومع مَن!
يا لي من مغفل .

-تميم لا بأس حصل ما حصل لم تخسر الكثير

-كلا لقد خسرت ماء وجهي ، لقد ظهرت مغفلاً أمام الجميع ، لا بُدّ وأنك ترينني هكذا أليس كذلك؟

-كلا تميم أنا لا أراك ....

-قوليها سرينا إنه الوقت المناسب فأنا لا أستطيع فعل شيء لكِ بإمكانك شتمي بإمكانك لكمي وإن كنتِ تريدين قتلي فبإمكا....

-أسفة لكن كان عليّ فعل ذلك لإسكاتك ، لا شك في أنك فقدت عقلك سوف أملاء فمك بالطعام حتى تتوقف عن قول الهراء مجدداً
يا لسخافتك شعرت بالإذلال الأن بينما كنت أتذوق الذل كل يوم
مِن الجيد أنك بدأت تفهم هذا الشعور لكن تميم كان ذلك دافعاً لكي لا تقع في مثل هذا الموقف في المستقبل وكن ممنوناً أنك لم تمت بإمكانك الأن إختيار فتاة أفضل لكي تقضي معها باقي حياتي

-هراء

-لكن تميم هناك شيء يُثير فضولي لقد شعرت أنك كنت تعلم بأنها ستُقدم على فعل شيء يوماً ما لك، أليس كذلك ؟

-لم أكن متأكداً لكن إنتابني الشك فقمت بإخفاء أموالي وبطاقاتي بعيداً عن ناظرها ، هي تعلم أنني أضع نقودي في الخزنة ، وبالرغم من شكي إلا إنني حاولت الوثوق بها لأنني أحببتها ، يا لي من مُغفل كيف تمكنت مني؟

-إذاً تميم لا شكَ بأنها قامت بكسر قلبك ، أنا أعلم هذا الشعور جيداً

-لن أكذب إذا قلت أنها المرأة الوحيدة التي أحببتها بينما كنتُ أمقتُ كل النساء ، سرينا لا شكَ بأنكِ أحببت شخصاً ما أيضاً

-لقد أحببت رجلاً لكنه فارق الحياة

-هكذا الأمر ، لا شك بأنه أحبك وكنت ُعائقاً بينكما

-ماذا قلت لتو؟

-سرينا فلتضعي لي طبقاً فأنا جائع الأن

-هل تستطيع تناوله لوحدك

-لا تقلقي فأنا بخير

-كلا تميم إن إصابتك قريبة من يدك اليمنى ، حتى إن يدك ترتجف لذلك سأقوم بإطعامك

-كلا أيتها الحمقا......

-ما الأمر تميم

- لا شيء ، إن كنتِ تريدين إطعامي فلن أمنعك فهذا واجبك بعد كل شيء

أشعر ببعض من الحزن على تميم ، بالرغم من أن هذا هو الوقت المناسب لكي أستغل حالة تميم وأبدأ بإزعاجه مثلما كان يفعل معي
لكنني أشعر بالإمتنان لأنه لم يُفكر بالكذب على القاضي والتخلي عني في هذه الحالة
لكن مع هذا كله أنا لا زلت لا أستطيع إيجاد غورين ، ربما كنت حمقاء ، غورين ليس إلا شخص صنعته عندما كنت حزينة والأن بعد أن أصبح كل شيء بخير لا أستطيع إيجاده ولكنني لا أستطيع إنكار أنني أحببت شخصيتاً من خيالي .

-ها لقد عدنا للمنزل ، من الغريب أن والدتك لم تأتي أبداً لرؤيتك في المشفى

-توقفي عن الثرثرة ، فأنا لست بمزاج جيد

-هل ستنام الأن؟

-أنا متعب وهذا الجرح لا يزال يؤلني لذلك لا تفكري بإزعاجي

النوم لم يعد سهلاً أبداً هذه الأيام ، لا زلت أتقلب في فراشي رأيت الكثير من الكوابيس مؤخراً وأنا في المشفى
كنت أرى رجلاً يقف بعيداً ويتقدم نحوي وفي كل مرة من الخوف أستيقظ ، أنا لا أريد إشعارها أنني فقدت عقلي ، يكفي أنها تحملت بكائي وصراخي من الخوف ليلاً ، سوف أحاول النوم هذه المرة عَلَني لن أرى ذاك الحلم مجدداً

-هذا الكراج مجدداً ، إلى متى سيبقى عالقاً في رأسي 

الهروب إلى الأحلام🖤Where stories live. Discover now