تميم يترك عائلته (24)

1K 79 16
                                    

تميم يترك عائلته

بعد مرور فترة على وفاة أخي ، لم يعد منزلنا ينبض بالحياة وكأننا فقدنا ما هو أثمن من الحياة
بات أبي شخصاً أخر لم يعد ذلك الوالد الذي يشتاق لأبنائه عندما يغادر من العمل
ولم يعد يسأل عني أو يناديني كي يتكلم معي

ووالدتي كانت ولا تزال تذكرني بالماضي حيث أنها متأكدة ان السبب في موت أخي هو انا ، ذلك المنزل أشعر أنه لا يُرحب بي بعد وفاة أخي لكنني أريد البقاء لأجل إكمال ما لم يكمله أخي ، كان دائماً ما يردد في أذني أنني نجمة ستتوهج قريباً لكنني أشعر أنني نجمة منطفئة ونشرت الليل في المنزل .

-أتريد أن تأكل ، مجد

-كلا أنا لست جائع ، فقط أريد الراحة في سريري

-لك ذلك عزيزي، هل تريدني أن أحضر لك كوباً من الشاي

-كلا

-لكنك لا تأكل جيداً في الفترة الأخيرة أرجوك فقط لأجل صحتك

-أرجوكي نرجس لا تكرري نفس الكلام كل مرة

-حسناً أنا أسفة، فلتنم جيداً

يوماً بعد يوم كنت أُعود من المدرسة لأجلس على الطاولة ويقوم مدير أعمال أبي بتعليمي الحرفة ، كان وقتي منظماً من قبل أمي
وقت لتناول الطعام ووقت لدراسة ووقت لتعلم المهنة ووقت لتنمية لغتي وأمورٌ أخرى

طلبتُ ذات يوم من أمي أنني أرغب ركوب الدراجة الهوائية مع أصدقائي فقامت بصفعي قائلة

-ما كان وائل سيطلب هذا مني ، عد لرشدك وتذكر أنك تحمل مسؤولية كبيرة فوق كتفك

-لقد تعبت يا أمي ، إن هذه الأعمال مملة ، أنا أريد أن يكون لدي أصدقاء
أنتِ تجعلين الجميع يُلقبونني بالإنطوائي مُحب الدراسة ، ألا يكفي
أريدُ أن أنهي مرحلتي الدراسية بصديق واحد على الأقل لم يتبقى الكثير على إنهاء دراستي في المدرسة ومن ثم سأنتقلُ إلى الجامعة
لقد سئمتُ من هذه الألقاب ، أنا أجلس لوحدي في المدرسة وأغادر المدرسة وحدي ، أرجوكي يا أمي لقد تعرفت على أصدقاء جدد وأنا لا أريد أن أخسرهم

صفعة جديدة على وجهي من أمي ، شعرت بنار تغلي في قلبي ، أمسكتني من يدي وخرجت بي للخارج ونادت على الخادمة قائلة ، أحضري عود ثقاب وكذلك بنزين ، كان أصدقائي ينظرون لي من البوابة بينما لم أستطع قول كلمة لهم وإكتفيت بوضع رأسي في الارض خجلاً

-أحرقي هذه الدراجة في الحال

لا أريد ذلك صرخت بأمي ، بينما الخادمة كانت قلقة حتى صرخت بها أمي كالثور الهائج

-ألم تسمعي ما قلته ، أم أنك تريدين أن يتم طردك

تناثر البنزين على دراجتي ومن ثم سقط عود الثقاب ليُشعلَ الدراجة ، النيران تأكل دراجتي بينما أمي أفلتت يدي وسَقطتُ على ركبتاي أحدق بالنيران ، ومن ثم إلتفتت أمي نحو أصدقائي والإبتسامة تعتلي وجهها قائلة

الهروب إلى الأحلام🖤Where stories live. Discover now