Part 54

7.3K 366 161
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ♡

بعد ساعه تقريياً من هواش فيصل مع فهد واصراره على الخروج من المستشفى
فهد تنهد بقله حيله لان اخوه عنيد وراسه يابس ولازم تمشي كلمته ولاينجن جنونه
فهد ناظر فيصل وحك راسه ونطق : طيب طيب بطلعك بس ارتاح
فيصل ارتاح ان فهد وافق واسند راسه على الجدار وسكت
فهد هز راسه بيأس ونطق : يملا الي ماني بقايل لعنبوك مالك يوم توك راجع من الموت وتقول طلعوني
فيصل ميل راسه بثقه مبالغ فيها : انا اعالج نفسي
فهد رفع حواجبه وقرب من فيصل ونطق بسخريه وممازح: اهخ ياهياطك انا اعالج نفسي واخرتها تنصرع عاد انت خصوصاً ي فيصل بين اخواني كلهم السخونه العاديه تصرعك
فيصل كشر بأنزعاج وصد عنه ونطق بلامباله : خلصت؟ رح طلعني الله لايهينك
زفر فهد وناظر فيصل بتعجب من برود فيصل وطلع
الوجد لمحت فهد طالع من الغرفه معصب : فهد
فهد وقف ونطق بدون لايلتفت : هلا امري
الوجد شبكت يدينها ببعض ونطقت : فيصل فيه شي؟
فهد غمض عيونه بغضب وفتحتهم : رجلك عنز عنيده
الوجد عقدت حواجبها بعدم فهم : ليش عنز عنيده؟
فهد تنهد واشر على غرفه فيصل ونطق : روحي الله لايهينك وكلي رجلك الفطور لايودع بعد
الوجد هزت راسها بالموافقه وهمست بـ : تمام
راح فهد ودخان العصبيه يطلع من اذانيه ورجوله بعد
استغربت الوجد من عصبيه فهد بالعاده مايعصب وهو انسان راقي وهادي
ماهتمت لموضوع فهد ودخلت الغرفه وشافت برضو فيصل دخان العصبيه يطلع من عيونه وخشمه همست بـ : شفيهم هذولا كل واحد معصب من جهه
تقدمت ونطقت : شفيك ؟
فيصل التفت ببطئ ونطق بتعب : راح فهد؟
الوجد هزت راسها : ايوه راح لكن وين ؟
فيصل للحظه كان بيرد لكن الالم تغلب عليه وكشر والتزم الصمت
الوجد رفعت حواجبها واخذت الفطور وحطته على الطاوله الي على جنب السرير
فكت طرحتها الي ضايقتها وحطتها على كتوفها
حركاتها تلفت انتباه فيصل، الغضب بعيونه لازال ماهو ناسي الشي الي سوته له لكن حاول يخفف حده غضبه
تقدمت لفيصل وحطت يدها تحت ظهر فيصل تقومه عشان ياكل
كشر فيصل بألم لأنها لمست الجرح الي بظهره عن طريق الخطا : اهخ
الوجد عضت على شفايفها بضيق من شافت ملامحه المتألمه همست بـ : اسفه
فيصل حاول يرفع نفسه بصعوبه ونطق وهو يتألم : لاعادي
اخيراً بعد معاناه وآلم قدرت الوجد تساعد فيصل بالجلوس
جلس بتعب لان الجلوس يجهد عاموده الفقري بما انه مصاب
الوجد عدلت السرير وحطت المخدات ورا ظهر فيصل واخذت الاكل وجلست على طرف السرير تقريباً عند وسط فيصل الايمن
: سم بالله
فيصل من شده الالم عاف الاكل وصد بألم يخفي علامات الالم عن الوجد ونطق بتعب : شبعان
الوجد ضيقت عيونها بأستقعاد : متى اكلت؟
رفع يده اليمنى وحطها على وجهه بألم ومسح على وجهه وهو لازال صاد عن الوجد ويحاول يتجنب النظر
الوجد اقتربت منه ومسكت فك فيصل ولفته لها بهدوء وخفه : شفيك صـ...
سكتت وبلعت ريقها من شافت ملامح الالم على وجهه ونطقت بخوف : يعورك شي؟
فيصل ناظر عيونها وهز راسه بالنفي ونطق بصوت خافت : لا
تنهدت الوجد وهي تدري انه يتألم بس ساكت والمهدئات ذبحته من كثر ماياخذهم فـ هي مضطره تأكل فيصل وعقبها يعطونه مهدئ
نطقت تحاول تقنع فيصل بالاكل : فيصل كل بس لقمه عشان العلاجات ماتضرك !
فيصل اقتنع وهز راسه بالموافقه : تمام
ابتسمت الوجد من إجابه فيصل لها وعدم رفضه للأكل وابتدت تأكله بيدينها وهو يرفض وهي تجبره ياكل لقمه ورا الثانيه
انقطع هواشهم على الاكل من اتصل جوال الوجد وسحبت الجوال الي كان على الطاوله وقرآت الاسم ورجعت الجوال
والتفتت على فيصل ونطقت : شبعت؟
فيصل عقد حواجبه : من الي اتصل ؟
الوجد قامت ونزلت الاكل على الطاوله : جوري
فيصل : طيب روحي ردي عليها يمكن انها تبي شي
الوجد التفتت لفيصل ونطقت : اي برد بس بساعك تنسدح
فيصل كشر بالرفض : لا خليني مرتاح كذا
الوجد هزت راسها بالرضى واخذت الجوال وحطت الطرحه على شعرها وطلعت من الغرفه
،
العزاء
جوري وشيهانه واقفات عند الباب ودموعهم على خدودهم يبكون على وفاه جدهم ويستقبلون الحريم
جوري بدموع صافحت الحرمه : اجرنا واجرك
دخلت الحرمه للمجلس وجلست بين الحريم والعنود رجعت من جده عشان تحضر العزا وهي حالياً منهاره بحضن امها
شيهانه تنهدت بعجز : مدري ابتسي على جدي ولاعلى فيصل ولاعلى الوجد ولاعلى مازن الي مقفل الغرفه على نفسه ورافض يطلع
جوري مسحت دموعها ونطقت : الوجد بعد شوي بتصل عليها والعن خيرها كيف تزعل على رجلها وهو ماله ذنب ! اما عن مازن فهي مسأله وقت الين يقتنع وجدي الله يرحمه هذي الحياه
شيهانه عدلت طرحتها وهزت راسها بتأييد : الله يعين
حست جوري ان يد دافيه على كتفها التفتت
نطقت ام طلال بأبتسامه حزينه : تصبري يابنتي وادعي لجدتس ولاتبسين مايفيد
جوري نزل راسها ونطقت بضيق : جزاتس الله خير ماتقصرين
ابتسمت ام طلال وراحت
بضع ثواني وشرفت زوجه مازن المستقبليه شروق
: عظم الله اجركم
شيهانه وجوري : اجرنا واجرك
شروق بضيق : شلونكم بنات ؟
جوري مسحت دموعها ونطقت : بخير دامتس بخير جابتس الله تعالي اوقفي مكاني بروح اشوف امي
شروق هزت راسها بالرضى ووقفت مكان جوري تستقبل الحريم
اما عن جوري الي اخذت جوالها وطلعت من البيت بعد ماطلبت من شروق تحل محلها وتقوم بالواجب
توجهت للملعب الي بمزرعه الجد
جلست على الكراسي وهي تتمالك نفسها لاتنهار زياده
فتحت جوالها ودخلت سجل المكالمات واتصلت على الوجد
: الوو السلام عليتس يالوجد شلونتس اخبارتس اعلومتس
ردت الوجد وهي مصدومه ثلاث اسأله بجمله وحده : هلا وعليكم السلام بخير انتي شلونك؟
جوري تنهدت ونطقت : هلابتس بخير دامتس بخير الوكاد ي الوجد في كلام يحوفر بتسبدي له يومين ولازم اقوله
الوجد عقدت حواجبها بقلق وتعدلت بأنصات : اسمعك يروحي تكلمي
جوري مسحت على وجهها ورفعت انظارها للسماء ونطقت : عاني ي بنت الاجاىيد انا تاركه العزا بالي فيه من ضيوف وغيره عشان اقولتس هالكم كلمه
الوجد توترت ونطقت : شفيك جويريه وترتيني انطقي تكلمي تكفين
جوري عدلت حجابها تخاف احد يشوفها من ضيوف العزا : اسمعيني زين فتحي اذانتس ، شيهانه قالت لي كل شي من طقطق للسلام عليكم وجلست بيني وبين نفسي وحللت السالفه بالملي وانتي تعرفيني ماطيق الظلم بأشكاله
زاد توتر الوجد وعضت على شفتها ونطقت : وش قالت شيهانه ومن ظلمنا لاتوتريني اكثر من كذا بلياه !
جوري اعتدلت بجلستها ونطقت بجديه : شيهانه قالت لي ان فيصل يتجاهلكم امنا بالله وهذا من حقه الي سويناه به ماهو بقليل وياعلم الله اني ماقلت هالكلام حباً بفيصل لابالله خايفه من الظلم والظلم شين وانا اختس
الوجد هزت راسها : ايوه كملي عارفتك مايحتاج مقدمات يرحم امك
جوري بلعت ريقها ونطقت : انا وانتي وشيهانه ظلمنا رجالتس وانا ماودي نظلمه اكثر من كذا صح مالي دخل لكن انا الي جيتس وقلت لتس ان شيهانه تكلم ويعني هالموضوع وقع على عاتقي مقدر اسكت اكثر من كذا
الوجد بنفاذ صبر : بنت! تكلمي بدون مقدمات
جوري وقفت وبدت تمشي رايح جاي : استغفلنا فيصل ولاعديناه رجال وسند لكم وخلينا بدوامه تفكير لانهائيه اتعبنا نفسيته وتفكيره وهذا الشي خالصين منه عرف الموضوه وراح لعن خير يزن ودخل بمشاكل هو بغنى عنها جاكم وتمشكل معكم
الوجد تنهدت تنهيده طويله : صح الي قلتيه وحنا عارفين اننا غلطنا بحقه لكن ماننكر انه هو كمان غلط بحقي كيف يبغى يستغنى عني عشان مشكله بسيطه ! لولا الله ثم مشاري كان انا الحين مطلقه وفيني بيـ...
سكتت من حست انها بتفشي سر حملها !
جوري ماهتمت لسكوت الوجد المفاجئ ونطقت : وجد الا الانانيه لاتصيرين انانيه حرام عليتس لاتخربين بيتس بيدتس عشان سالفه ماتسوى التاليه من الغنم ترى الي قاعده تسوينه انانيه كيف تصدين وتبعدين عن رجلتس وانتي المخطيه !
الوجد ارخت كتوفها بضيق من قالت ان تصرفت بأنانيه اتجاه فيصل
نطقت بضيق : بس هو كان بيستغني عني !
جوري : عارفه ياعيوني ي جوجي عارفه انه كان بيستغني عنتس بس ادري برضو مايهون عليه يتركتس اذا هو اخذتس من حضن ابوتس بيوم ابوتس رفض تروحين لفيصل اذا هو اخذتس من حضن ابوتس اكيد مايستغني عنتس وجد يرحم والديتس سويتي بالولد الكثير وهو لازال يحبتس مابي اظلمتس ولااظلمه وصح انكم غلطانين كلكم لكن مايضر ان اعتذرتي مره بحياتتس
الوجد ميلت شفايفها بحيره وتشتت : مدري وش اسوي احياناً احس اني اخطيت بحقه واحياناً احس ان الحق معي
جوري : تسمعين نصيحتي ؟ انسو الي صار طيب اذا اثنينكم تحبون بعد بس ولاواحد منكم تقبل خطاه !
الوجد نزلت راسها ونطقت : عارفه اني مخطيه بحقه والله ياجوري اني معترفه بخطاي
جوري تنهدت ونطقت : والله لو ان فيصل اخوي ولاعمي ولاخالي كان تكلمت معه بس مقدرت اتكلم الا معتس ف بقول لشيهانه تتكلم مع فيصل وتوعيه شوي على خطاء بحقتس
الوجد وقفت ونطقت بضيق : مايتكلم مع شيهانه
جوري بنفاذ صبر وملت من عناد الوجد : عاجبتس الوضع؟ اجل تذابحو وفكونا مع السلامه بذلت جهدي عشان اصلح بينكم بس الضاهر مامن صلاح بكم
الوجد بممازحه : الله يسلمك ابد لاتحاولين محاولاتك بتروح هباً منثورا
تنهدت جوري وقفلت الخط وقامت وطلعت من الملعب وبلعت ريقها وهي تشوف طلال طالع من العزا راكب سيارته
من صدمتها بشكله ماقدرت ترمش بأعجاب توها تدرك جماله ورزته وهيبته
توقفت للحظه وهمست بـ: هذا بيصير لي؟
حست بحراره بوجنتها بخجل وهي تتأمله الين اختفى عن انظارها
تنهدت بخيبه امل ودخلت للمجلس
،
في غرفه المستشفى- جده
فهد واقف عند فيصل ومتكتف ومعصب ونطق بنبره حاده : الدكتور يقول انثبر مافي طلعه
فيصل معقد حواجبه ومعصب : لاطلعني
فهد بصوت اعلى وبغضب نطق : قلت لك مافي طلعه انثبر
فيصل زفر بغضب : يامسلم قم طلعني ولاتضيع وقتي
فهد بأنفعال: مافيه طلعه ! وش بتسوي ؟ تعاند صحتك؟
فيصل رفع حاجبه بتحدي : بتختبر صبري انت؟ بلاء من ربي؟ فارقني قم طلعني
فهد جلس على الكنب وحط رجل فوق رجل : انثبر بس انت زين رجعت للحياه وتبي تطلع يالمهبول؟
فيصل بنفاذ صبر : بحضر عزا جدي ياثور
فهد ناظر فيصل بصدمه واضحه : كيف تبي تحضره ياادمي وانت ماتمشي ؟؟ ياأدمي احمد ربي انك عايش
فيصل بعناد وجديه : معليك امشي بس امش نحضر عزا جدي
فهد تنهد وحط يده على وجهه : لاحول ولاقوه الا بالله والله انك عقوبه من رب العالمين ! ياحمار باقي لك فحوصات وعلاجك مستمر لاسبوعين بالقليل كيف بتطلع من ثاني يوم وانت حتى اصبعك ماتحركها
فيصل رفع السبابه يثبت لفهد انه يتحرك : عان احرك صبعي لاتسوقها علي ويلا قم خلصني طلعني لاتصرف لي اعذار
فهد وقف : تصدق؟ الشرهه على الي قاعد يتجادل معك خل اروح اجيب الممرضه وتغزك بأبره منوم اقلقتنا
فيصل طفش من المنومات ونطق بعلو صوته وتهديد : تعال ان رحت بيصير شي مايعجبك
فهد التفت لفيصل ورفع حاجبه : ياخي تهديداتك ماتخلص وحتى وانت طريح فراش ؟
فيصل عقد حواجبه بعصبيه ومو فاضي لفهد : يامسلم انت لو مكاني بتطلع ؟
فهد حط يدينه بجيوب ثوبه : لو انا مكانك تنقعت بالمستشفى عشان الدلع الي يجيك يارافس النعمه حرمتك تدلعك وتخاف عليك والممرضات والدكاتره مايخلونك تشيل شي وانا ياغافلينك الله تعال جب رح جب
دخلت الوجد من سمعت اصواتهم العاليه وضنت ان فيصل فيه شي : شفيكم تصارخون؟ اسكتو تراكم بمستشفى لايطردونكم الحين
فيصل بغضب : احسن خل يطردوننا انا ادورها دوره
فهد اشر على فيصل ونطق بغبنه : خذلك الستيمه بيطلع
اتسعت عيون الوجد بصدمه ونطقت : تطلع؟ عين خير وانثبر
فيصل ماقدر يسوي شي غير انه يصرخ صرخه وحده تعبر عن قهره
التفتو فهد والوجد على فيصل بصدمه
فيصل ناظرهم من فوق لتحت وصد عنهم
تنهدت الوجد وتقدمت لفيصل ونطقت بهدوء : فيصل كم عمرك ؟
فيصل وهو صاد ويتأمل المزهريه : اربعيني جاد لزواج المسيار هذا وانا زوجك ماتعرفين عمري ؟
فهد كشر وطلع ينادي الممرضه ويتاكد هم طلعو الرصاصه من جسم فيصل ولاطلعو عقله لانه انهبل
،
مازن كان حابس نفسه بغرفته من يوم توفى أبوه، وهذا ثاني يوم عز
البيت مليان ناس أصواتهم تسمع بكل زاوية لكن غرفته كانت هادية بشكل مخيف
مازن جالس على طرف السرير راسه بين يدينه ويحس إن العالم صار عليه ضيق بشكل ما ينوصف
مازن ما كان قادر يسيطر على مشاعره قلبه مثقل بالحزن وعيونه ما جفت من البكى من يوم ما دفن أبوه.
كل ما يحاول ياخذ نفس عميق ويهدى يرجع الحزن يغلبه ويطيح مكانه
أبوه كان مصدر قوته وسنده واليوم فقده خلاه يحس إنه مكسور وضعيف.
دخلو اخوان مازن الكبار يهدون مازن ويجبرونه يواجه العالم !
ابو بتال رفع يده وحطها على كتف مازن ونطق: الحياة كذا يا مازن كلنا بنمشي هذا الطريق شد حيلك ما ينفع تبقى منهار قدام الناس.
مازن بغضب مكبوت وحزن واضح : أنت تعرف كيف كان معي وكيف كان يعاملنا! حتى وهو قاسي كنت أعرف إنه يحبنا
ابو نواف تقدم لمازن ونطق بهدوء وحنان: يا مازن، ما في أحد يقدر يعوضه ومو مطلوب منك إنك تنساه بس الآن حنا محتاجين نوقف مع بعض نكون أقوياء عشان نحفظ صورته قدام الناس.
ابو الوجد: الرجال الحقيقي هو اللي يوقف بعد المصايب ما يطيح معاها!
مازن مسح دموعه بنصف اقتناع : طيب كيف أوقف؟ كيف أتجاوز؟
ابو نواف مسك يد مازن وشد عليها : يوم ورا يوم خطوة ورا خطوة
ابو بتال: وأنا أقولك يابوك الحزن ما يرد غايب إذا تبي تسوي شي له، ادع له، قم واجهه الرجال !
ابو الوجد: مازن! ترى حنا كلنا مثلك مو مطلوب منك تكون أقوى واحد بس تعال معنا واجهه الريجيل
لحظة صمت بينهم مازن رفع انظاره لإخوانه والدموع ما زالت بعينيه همس بـ : تمام بجي معكم
مازن أخيرًا قرر يطلع من غرفته بعد صراع طويل مع نفسه ومع اخوانه
دخل مجلس الرجال وكل العيون التفتت عليه والنقاشات سكتت فجأة
مشى بخطوات ثقيلة وجلس لكن النظرات كانت كافية توصله كل الكلام اللي ما انقال
كان يسمع همسات بعض الرجال "وينه من الصبح؟"، "المفروض يوقف مع الرجال مو يقعد بغرفته" "الرجال ما ينكسرون قدام الناس لو كل واحد انهار مع أول مصيبة كيف يبني بيته؟"
كلامهم كان ثقيل على مازن لكنه ظل ساكت لأنه ما كان عنده أي رد يوقف هالسيل من الانتقادات
،
مستشفى جدة
فهد جايب الدكتور المشرف على حالة فيصل ومعه ممرضة عشان يتأكدوا إذا عقل فيصل موجود أو لا.
الدكتور مستغرب من فيصل ومن كمية الاستهتار والتهور اللي فيه، شيء مو طبيعي، وشك للحظة إنه مراهق!
فيصل كان متكتف ويناظر الدكتور اللي يعطيه محاضرة عن استهتاره بحياته.
الوجد كانت واقفة وراء الدكتور وتهز رأسها مؤيدة كلامه.
أما فهد ناشب للممرضة يبيها تعطي فيصل منوم لكنها كانت رافضة
الدكتور: فيصل! اعقل وش حركات المراهقين هذي؟ تبي تطلع؟ بكتب لك الآن تحويل لمستشفى الرياض، غيره ما فيه!
فيصل نطق بإصرار وجدية: مو سجن هذا! قلت طلعوني ما لي قعدة هنا
فهد التفت للممرضة وقال: تشوفين؟ أقول لك غزيه بإبرة منوم وما جاك علي.
الدكتور ارتخت كتوفه بتعب،له ساعة يحاول يقنع فيصل ينثبر ويمسك أرضه، لكن لا جدوى فيصل عنيد وراسه يابس ومتهور.
التفت الدكتور للممرضة وقال: زي ما قال أخوه غزيه بإبرة منوم
الممرضة هزت رأسها وتقدمت للمحلول عشان تحط فيه منوم
فيصل اتسعت عيونه بصدمة ونطق بتهديد للممرضة: يا ويلك إن قربتي بفلم فيك تقـ...
ما كمل كلامه لأنه طاح عليهم نايم
الوجد فزت وعدّلت نومته.
فهد ابتسم بانتصار لأن كلمته مشت على فيصل
الدكتور تنهد براحة: أصعب مريض أواجهه في مسيرتي كلها! الله يعينكم، حاولوا إذا قام تهدونه لأنه بيجن جنونه
فهد وهو يدق على صدره: لا توصي حريص، يا دكتور. أرنه بمخمس يفقد الوعي خمسة أيام!
الدكتور ضحك بخفة وقال: لا اهجد، ترى بنفقد المريض إذا هذا تصرفك
فهد التفت يناظر فيصل اللي نايم ببراءة وكأنه مو نفس الشخص اللي قبل شوي مقوم ومقعد المستشفى: معليك يا دكتور هذا أخوي وأعرفه ما يمشي إلا بالعين الزرقاء مو بس الحمرا
الدكتور: عموماً ما يشوف شر وأنا بطلع أخليكم على راحتكم إذا احتجتوا شيء نادوني.
فهد بابتسامة: ما تقصر، يعطيك العافية
الدكتور طلع من الغرفة مع فهد، وقال: الله يعافيك، هذا واجبي.
أما الوجد اللي كانت جالسة على طرف السرير عند وسط فيصل، وتناظر وجهه والكدمات الخفيفة اللي على وجهه بسبب هوشته مع يزن،
تنهدت بضيق من ملامح وجهه الشاحبة والتعبانة من كثر الأدوية والعلاجات والمهدئات، وقلة الماء والأكل لأنه يرفض ياكل شي!
الممرضة: ممكن تحطين كمام الأكسجين على أنف زوجك؟
الوجد التفتت للممرضة وهزت راسها بالإيجاب، التفتت لفيصل وحطت كمام الأكسجين على أنفه
الممرضة بابتسامة: حاولي قد ما تقدرين ما يشيل الأكسجين عنده نقص والماء ضروري يشربه، لا تهملين الموضوع. وما يشوف شر إن شاء الله، وأنتي بعد ارتاحي.
الوجد بادلتها الابتسامة : آمين يا رب، أبشري يا عيوني.
الممرضة ابتسمت وطلعت من الغرفة.
الوجد مسكت يد فيصل وشافت مفاصله الي فيها اثار ضرب ونطقت : شاد حيلك ضارب يزن بقوه الله يسامحك
طق الباب وفزت الوجد وقامت وعدلت حجابها ونطقت بـ: تفضل
انفتح الباب وظهر لها شخص ماكان ودها يظهر خصوصاً ان فيصل بهالحال
سرعان ماتحولت ملامح الوجد إلى الغضب وتقدمت وهي معصبه : وش جايبك؟
يزن بلع ريقه ونطق : جاي ازور اخوي
الوجد رفعت حواجبها ونطقت بسخريه : اخوي؟ مافكرت يوم تدخل علاقه الكترونيه مع شيهانه وش رده فعل اخوك على قولتك؟
تنهد يزن ونطق : خلاص انا وشيهانه تفاهمنا مع بعض وقررنا نتوب لوجهه الله واساساً كنت بتصل وبتفاهم مع شيهانه بس الي رد علي فيصل ماكنت متوقع ان الامور توصل كذا وانا جاي اصلح غلطتي واعتذر ! وش فيها لو اعترفت بخطاي واعتذرت ليش كل ماجيت اصلح خطاي يوقف واحد منكم بطرقي؟
ماحصل اي رد من الوجد واكمل كلامه بـ : النبي ﷺ قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث
كلام يزن حرك شعور الوجد وان الانسان مو معصوم عن الخطاء والكل يغلط ويصلح خطاه بالاعتذار !
حتى هي بنفسها غلطت وبتصلح خطاها بالاعتذار من فيصل بأي وجهه حق توقف بطريق يزن اذا كان ناوي يعتذر ويصلح خطاه
مانطقت بحرف وكل الي بدر منها انها تبتعد عن طريق يزن وتسمح له يروح لفيصل
ابتسم يزن من تصرف الوجد وتقدم وجلس على الكرسي
الوجد احترمت خصوصيتهم وطلعت من الغرفه بكل هدوء وسكرت الباب وراها
يزن نطق بندم : انا ادري اني لو اعتذر من هنا لبكرا مابتسمع لي ولا بتسامحني لكن يشهد علي الله ان ماكان بيني وبين اختك شي غير الرسايل ماقد طلبت صوره ولاتجاوزت الحدود وانا افهم شعورك كأخ وكان من حقك تكفخني بس لعلك تهورت شويه خُشمي راح ياواد !
سكت بضع ثواني ورفع راسه يناظر وجهه فيصل والكدمات والجروح الي على جبهه وفك فيصل : بس تصافينا كلنا تسطرنا من بعض ! لكن معليه انا جاي اقولك مافيه شي يستاهل اننا نترك هالامور تكبر بيننا اتمنى لما تصحى تسمعني وتفكر
،
طلعت الوجد من الغرفة وهي جوعانة مرة ناسيه نفسها من هم فيصل وناسية حتى البيبي اللي ببطنها هي الحين مسؤولة عن أكلها وشربها وعنايتها بنفسها وبالبيبي.
حطت يدها على بطنها وهمست بأسى: أنا آسفة يا روح ماما أكيد إنك جوعان معي، صح؟"
فهد كان واقف بعيد وشافها عقد حواجبه ونطق بينه وبين نفسه: يا رب عفوك ورضاك، فيصل وحرمته ما عندهم عقل
الوجد رفعت راسها وشافت فهد يطالعها بنظرة غريبة، استغربت وعقدت حواجبها بعدم فهم: وش فيه ذا؟
فهد استوعب إنه كان واضح، فصد عنها بسرعة ونطق : معليش، هوجست بالغلط
الوجد ما علقت فتحت شنطتها بهدوء ودخلت يدها فيها ونطقت: لا عادي
طلعت مفتاح سيارة فيصل ومدته لفهد
فهد مستغرب، طلع يده من جيب ثوبه: وش هذا؟
الوجد حطت المفتاح بيده بحرص بدون ما تلمسه: مفتاح سيارة فيصل، شوفها عند البيت واستعملها
فهد حاول يرفض بأدب ومد المفتاح لها بإحراج: لا يا أختي، أوبر مو مقصر ردي المفتاح الله يعافيك
الوجد تحاول تتجنب النقاش كذبت : فيصل قال لي تفاهم مع أخوك
تعدته الوجد بدون ما تسمع رفضه أو تناقشه، ومشت بخطوات سريعة وهي رايحة للكافتيريا عشان تاكل.
فهد وقف بمكانه يناظر المفتاح اللي صار بيده : "تسوي خير يا فيصل، كأنك حاس إني خسرت ثروتي على أوبر وغيره
،
مرت ايام العزا والكل متضايق على وفاه الجد يبقى جدهم مهما كان
ومازن ارتاح شوي من الضيوف ونظرات النقد عليهم
بغرفة مازن الباب مقفل وجالس على الأرض بجنب السرير وراسه بين يدي
جوري طقت الباب بخفه: مازن تكفى افتح الباب حنا هنا معك، ما نبيك تجلس لحالك
شيهانة: عمي مازن، لو أبوي كان هنا وشافك كذا وش بتكون ردة فعله؟ دايم يقول إنك أقوى واحد بيننا يلا اطلع نتطارح نشوف مين اقوى
مازن بحزن: روحو ي بنات خلاص برتاح
العنود حطت يدها على بطنها ونطقت: مازن، حنا محتاجينك أنا والجنين اللي في بطني كلنا محتاجينك توقف معنا
جوري: تكفى لا تخلي الغرفة هذي تكون سجنك حنا بنموت من القهر عليك
شيهانة: أفتح الباب !وش بيقولون لو دروا انك تركتنا وانهرت؟! أنت دايم اللي تضحكنا وتخفف عنا قم يامهرجنا
مازن ابتسم للحظة صغيرة رغم حزنه
العنود بصوت اقرب للبكاء: ء) اطلع، حتى لو ما تبغى تتكلم حنا ما نبي منك شي غير وجودك وضحكتك
صمت ثقيل يخيم المكان. البنات يعاينون لبعض بحزن فجأة يسمعون الباب
مازن طلع وعيونه متعبة وشعره منكوش لكنه حاول يكون طبيعي
مازن بصوت مبحوح:أنا آسف ما كان قصدي أخوفكم
جوري حضنت مازن: حنا معك لا تخبي حزنك عننا

شيهانة ضربت كتف مازن بخفة : يحيوان لا تعيدها! أنا كنت خلاص بجهز خطة نكسر فيها الباب
العنود سحبت يد مازن وحطتها على بطنها ونطقت بحب : الجنين هنا بيسمع قصصنا عنك يوم يكبر قصص عن أقوى خال بالدنيا
مازن بصوت خافت: الله لا يحرمني منكم

__________________
انتهى البارت ♡
رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد ﷺ رسولًا ونبيًا)، ♡
حسابي تيك توك :Ot348285
حسابي انستا انزل فيه الروايه : Ot34828
النجمه تدعم الروايه✨

البارت الجاي ان شاء الله رح يرجع كل شي لمجراه وتنتهي اخر مشكله وتبدا بارتات السعاده🌷

لاتقارنين حبي لك بأي مخلوق انا حتى بغيابك احبك Donde viven las historias. Descúbrelo ahora