Chapter.3

30.9K 1.4K 872
                                    

#Marcus' POV

وصلت السيارة خلف التلال التي كانت مكسوة بأعشاب خضراء .. قبل ان تتحول تلك الاعشاب لوقود نيران القذائف اليونانية لا اكثر !

خرجت منها راكضاً ، لبيوت المزارعين التي تفجر نصفها بطريقة تجعلك تدرك ان كل من هناك قد لقي حتفه ..

"اخرجوا ! "

قلت بصوت مرتفع ملتفتاً إلى السيارة ، خرج الخمسة واشرت لاثنين منهما ليأخذا القسم الجنوبي من البيوت ، وآخران اخذا القسم الشرقي .. بينما اخذت انا وجارفيس الغرب ، متجاهلين ان التل شمالاً غير مغطى وقد تأتي القوات اليونانية في اي لحظة ..

وجدت امرأة عجوز تجلس على الارض بساق نصف محروقة وهي تصرخ الماً امام جثة ابنها ..

حتى بعد عشر اعوام من العمل في السلك العسكري ، وثلاثة اعوام من رؤية هذه المشاهد بسبب الحرب ..

بعد كل هذه الدماء التي رأيتها ، والمظاهر التي تجعل السفاحين اشبه بملائكة امامها ..

لا يزال الامر يقتلني في كل مره ..

اشرت لجارفيس عليها ، اتجه نحوها ووضع يده حول كتفيها وهو يحاول جعلها تستند عليه ليحملها ويقول : هيا سيدتي ، علينا الذهاب ..

صرخت وهي تحاول الافلات منه ، لتحتضن جثة ابنها من جديد .. اغمضت عيناي سامحاً للدموع فيها ان تلمس وجنتاي .

"لا ماركوس ! ليس هذا الوقت المناسب !"

صرخت بنفسي داخلياً ، ثم ادرت عيناي عنهما ودخلت اكثر في القرية الصغيرة ..

ركضت بين البيوت المحترقة وانا افتح كل باب والقي نظرة سريعة على ما بداخله .

"الرحمة يا الهي !"

صرخت وانا ارى ست جثث محترقه في منزل واحد ..

اغمضت عيناي بقوة لأمحو المشهد وانا اشعر بمعدتي تنقلب ، وبحلقي يغلق تماماً بالدموع ..

لكن المشهد كان مطبوعاً على باطن جفناي بالفعل .. اعرف جيداً ، انه بعد نهاية هذه الحرب ، كل ما رأيت ، كل ما فعلت ، لن يسمح لي بأن اعيش للحظة اخرى .

اقسمت بأنني سأحرق من فعل هذا بهم حياً ! واكملت طريقي محاولاً انقاذ من يمكنني انقاذه .

دخلت الى منزل آخر ، لأرى طفلين فيه يبكيان بملابس رثة وهما يحتضنان بعضهما البعض والنيران تحيط بهما .. ركلت الاخشاب المحترقة لأدخل بينها واخرجهما وانا احملهما .. بينما صرخا بـ"أمي" .

"باسم الاب ، وباسم الابن .. يسوع ابن مريم المطهره و ...."

سمعت ذلك الدعاء يأتي من احد البيوت صارخاً ، فدخلت اليه لأجد رجلاً بسيطاً يركع امام تمثال يسوع وهو يبكي .. سحبته ليقف وجعلته يحمل الطفلين وانا اقول له : سر خلفي !

Athazagoraphobiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن