#Marcus' POV
اعدت الهاتف الى جيبي مجدداً ،بعد اتصال ظننته من دوروثي لكن اتضح انه من جيم !
والذي كان "قلقاً جداً" بسبب الغارات القريبة من القاعدة العسكرية التي اعمل بها ..
ألم يفترض به ان يقلق قبل ان يدمر عائلتي وحياتي ؟.. كيف له ان يطمئن علي بعد ما فعله !
التفت مجدداً إليهم ولم يكن علي الاعتذار فعلاً لأنني اجبت مكالمة في منتصف اعداد خطة عسكرية .
كانوا منشغلين بالتحدث الى بعضهم البعض حتى قلت بصوت قوي "إذاً.."
ثلاثة احرف كانت اكثر من كافية لجعل الجميع يصمتون ، وتسبيب قدر كافٍ من الانتفاضات بينهم .
جارفيس كان الوحيد الذي بقي يبتسم وهو ينظر للأسفل ويقف بجانبي .
ضربت ظهره بخفة بدون ان يلاحظوا وقلت له : لا تبتسم وانا اتحدث .
ازدادت ابتسامته عرضاً وهو يحاول منعها ويومئ لي ، التفت مجدداً لهم وقلت : علينا ان نسلب اليونانيين مزاياهم ! نحن لا نعرف اعدادهم وهذا في صالحهم ، لذا سنرسل ألف جندي ! حتماً هم حوالي المئة إلى مئتين .. لأن انزالهم كان جوياً وطائراتهم لن تسع ابداً اكثر من هذا العدد .. واريد ايضاَ فرق اطفاء .. ومسعفين ، لقد خسرنا المشفى ومخازن الادوية .. لا نريد استعمال اي قنابل لأننا لا نعرف كم من المدنيين لا يزال موجوداً هناك ! اريد خمسين جندياً اضافياً يحرسون فرقة انقاذ .. لا اريد التضحية بأي مدني !
انتهيت من التحدث ثم قلت : أي اقتراحات ؟
لم يتحدث اي شخص ، فقلت لهم بصوت مرتفع : لأجل المانيا !
كررها الجميع خلفي ، واتجهوا للتنفيذ واستدعاء الجنود ، خرجت من الغرفة وقلت لجارفيس : جارفيس ، اذهب مع فرق الانقاذ .
جارفيس : لأحرسهم ؟
ماركوس : لا ، هم سيحرسونك .. اذهب لمساعدة فرقة الانقاذ .
جارفيس : انا جندي ، سأقاتل ماركوس .
ماركوس : وانا جنرال ، واخبرك انك لن تقاتل مجدداً .. هيا .
ابتسم بسخرية ثم صرخ : هل تظن الأمر مزحة ! لقد قتلت ما يزيد عن عشرين شخصاً في هذه الحرب اللعينة ! موتي لن يمثل الكثير ! سأقاتل اعجبك الامر ام لا !
ماركوس : حبس انفرادي لأسبوع ..
قلت له بهدوء ، واشرت للجنديين اللذان يقفان امام الباب ليأخذاه .. امسكا بذراعيه وحاول الافلات منهما وهو يقول لي : لا تفعل هذا !
ماركوس : خذاه ، إذا رأيته خارج السجن قبل اسبوع .. فسأدخلكما بدلاً منه .
سحباه وهو يلعنني بصوت مرتفع ، والجميع ينظر نحوه بفزع بينما يخرج من الغرفة .
حتى مع معرفة الجميع انه صديق طفولتي ، إلا انهم -يظنون- انه لا يستطيع حتى التحدث معي وعيناه في عيناي .
سأشعر بالذنب إذا قتلت ؟؟ هراء ! جارفيس فقط لا يعرف .. لا يعرف كم قتلت .
لقد قتلت الكثيرين ، اكثر مما يمكنه هو او اي شخص آخر ان يحتمل ، حتى انني توقفت عن العد عندما تجاوزت الخمسين ..
____________________________________________________________________________________
#Icarus' POV
جلست على السرير الذي اصدر صريراً مزعجاً .. مزعجاً لدرجة انه جعلني اقفز مجدداً عن السرير خوفاً من ان ينكسر .
لكن الأوان قد فات .. السرير انكسر بالفعل !
سحبت الغطاء الثقيل عن السرير ثم وضعته على الارضية مع الوساده ونمت فوقهما ..
قبل ان اسمع صوت الرياح القوية تصفع النافذة لتفتحها ..
نسيت اصلاح قفل النافذة !
وقفت بسرعة ثم اعدت اغلاق النافذة ووضعت امامها مجموعة كتب ضخمة ، جلست مجدداً على الارض وسحبت نظارتي عن المنضدة ، لن استطيع النوم على اي حال .
ارتديتها واخذت كتاباً بعشوائية ثم قرأت عنوانه ..-الخيميائي- ..
في كل مرة اقرأ هذه الرواية .. لا يسعني سوى تذكر عبارة واحدة ..
" -لماذا تريد تغيير مستقبلك؟
- كي أستطيع القيام بأشياء عدة ، ولكي أغير مجرى ما لا أحب أن يقع لي.
- عندئذ لن يكون هذا مستقبلك .
- لكن ربما أريد معرفة المستقبل لأحضر نفسي لتلقي ما ينبغي أن يحصل .
- لو كانت أمورا جيدة ، لحصلت على مفاجأة جميلة، ولو كانت سيئة فإنها ستسبب لك العذاب قبل وقوعها.
- أريد أن أعرف المستقبل لأنني إنسان، والناس يعيشون تبعا لمستقبلهم "
لقد عرفت ما سيحدث .. مع هذا لم اسع بأي شكل إلى تغييره ..
هل معرفة المستقبل تؤثر فعلاً ؟
________________________________________________________________________________
Xoxo
أنت تقرأ
Athazagoraphobia
Romance"آثازاجورا فوبيا " : الخوف من ان تَنسَى ، او الخوف من ان يتم نسيانك ، تجاهلك ، واستبدالك ..
