الفصل الأول

120K 2.3K 142
                                    


وبقي منها حطام أنثى
( الفصل الأول )

_ سماء صافية تزينها سحب بيضاء گكتل القطن الناعم ، وقرص ذهبي مصفر تنسدل خيوطه الدافئة لتتسلط علي مياه البحر لتزيد زرقتها .. ومع حركة المد والجزر تتضارب الأمواج علي الساحل ، ساحل البحر المتوسط بمدينة الأسكندريه .. عروس البحر المتوسط ، تقف فتاه في العشرينات من العمر أمام البحر مغمضة العينين عاقده ذراعيها لصدرها ، تداعب نسمات الهواء أهدابها الكثيفه وتلامس وجنتيها الباردتين .. فتحت عينيها الزابلتين فجأه لتأتي بحجابها الذي تطاير عن رأسها للوراء علي أثر الهواء ثم أستنشقت رائحة البحر وذفرت زفيراً علي مهلٍ .. توجهت نحو المقعد الممتد الطول ثم مددت عليه بجسدها واضعة نظارتها الشمسية علي عينيها لتحجب عنها ضوء الشمس ، فلقد بات ذلك الضوء بمثابه ذكري مؤلمه تنبش بصندوق ذكرياتها .. ثم دعت عقلها يتجول بين أوراق الذكريات العالقة برأسها .......
--------------------------------------------------------
( عوده بالوقت للسابق ) FLASH BACK

_ بأحدى البنايات الحديثه بالقاهرة ، كانت تقف فتاة ذات العشرون عاماً من عمرها أمام خزانة ملابسها ، تأتي بقطع الثياب وتضعها دون إكتراث في حقيبه كبيره .. لتستمع لصوت والدتها التي تهتف مناديه بإسمها

تحيه : إيثار ، تعالي يابنتي شيلي معايا الصندوق ده أحسن مش قادره أوطي
إيثار بتأفف : ماما أنا مش هعرف أشيل الصندوق ده

( إيثار _فتاة في العشرين من عمرها ، طالبة جامعية بكلية الحاسبات والمعلومات الفرقة الثالثة ، تتميز بقوام منحوت متناسق ، ذات عينين عسليتين وأهداب كثيفة بنيه .. إذا لامست خيوط الشمس عينيها تنير وسط وجهها .. شفتيها وردية اللون وفمها مكتنز ، أنفها صغير ووجهها ذات شكل دائري .. طولها يقع ما بين 155 ل 160 سم .. شعرها باللون البني الفاتح يتماشي تماما مع لون عينيها وبشرتها البيضاء ، كان جمالها بسيطاً طبيعياً غير متكلف )

_ دلفت إليها والدتها ثم وضعت كفها علي رأسها وهي تهتف بلهجة محتدة

تحية : يابنتي أبوكي وأخوكي تحت بينزلوا العفش ، عارفه أبوكي لو عرف أنك لسه مخلصتيش شنطتك هيطن عيشتك وعيشتي ، خلصي وتعالي شيلي الصندوق ده معايا عشان نطلعه بره الأوضه
إيثار مطرقه رأسها بأنصياع : حاضر ياماما

( تحية _ إمرأه في أواخر الأربعينات من عمرها ، ورغم عدم تقدمها المبالغ به في السن ، إلا أن ملامحها والتجاعيد المتكونة أسفل عينيها توحي بكبر سنها أكثر من ذلك ، تتداخل الخصلات البيضاء مع الخصلات السوداء برأسها لتعطي لوجهها ملامح وقورة هادئة ، كان جسدها ممتلئ بعض الشئ ولكن ليس إلي حد السمانة )

..............................................................

_ بمدينة الاسكندرية '' عروس البحر المتوسط '' بأحدى البنايات التي تطل علي البحر مباشرة ، جلس علي مائدة الطعام يتناول وجبة الأفطار مع أسرته.. حيث أصطفت أطباق الطعام المختلفه علي المائده بجانب مشروب الشاي الساخن .. وأثناء الطعام تطرقا للحديث

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةWhere stories live. Discover now