الفصل التاسع والعشرون - الجزء الثاني

39.8K 1.4K 106
                                    


الفصل التاسع والعشرون ( الجزء الثاني ) :

توجهت السيدة ميسرة نحو باب منزلها بخطوات عاجلة بعد أن سمعت صوت قرعات ثابتة عليه ، ثم فتحته بهدوء لتجد السيدة ( تحية ) أمامها ..


كانت رؤيتها أكبر من قدرتها على الإستيعاب والادراك .. فقد مرت السنوات دون تواصل العائلتين معاً من جديد ..

أفاقت سريعاً من دهشتها ، و انتبهت لصوتها وهي تقول بنبرة مهذبة :

-سلامو عليكم يا ست ميسرة ! ممكن أدخل !

تنحنحت الأخيرة بحرج وهي تتراجع للوراء لكي تفسح لها المجال للمرور ، و نطقت بأدب :

- اهلا وسهلا ياست تحية ! اتفضلي !

ابتسمت تحية إبتسامة ودودة وهي تخطو عتبة المنزل ثم أجفلت بصرها على إستحياء منها ونطقت بنبرة عذبة

- اهلا بيكي ياست ميسرة

انتظرتها في مكانها حتى أوصدت الباب ثم التفتت لها وهي تشير بيدها للداخل وقالت :

- اتفضلي ياست تحية ، ده بيتك !

ردت عليها بود :
-
يزيد فضلك

جلستا الاثنتين على الأريكة العريضة .. وحل صمت حذر بينهما للحظات ..

فكلتاهما تشعران بالريبة تجاه الأخرى ..

فـ " تحية " تشعر بالتوجس من رد فعل ميسرة بسبب ما جاءت لأجله .. بينما شعرت ميسرة بالترقب وهي تنتظر أن تحدثها عن ذلك الأمر الذي دعاها للمجيء إلى أعتابها بعد مرور كل تلك السنوات .. فهي لم تزورها مطلقاً طوال تلك المدة ، وأخر زيارة للأخرى كانت عندما أدت واجب العزاء في زوجها الراحل ..

في النهاية ، لابد للحديث أن يبدأ .. لذا قررت ميسرة كسر حاجز الصمت وهتفت عقب نحنحة خافتة منها :

- احم ! تشربي ايه ياأم عمرو؟

أجابتها تحية وهي ترسم البسمة على محياها :

-لا متتعبيش نفسك.. آآ انا كنت عايزاكي في موضوع كده وو.... متعشمة فيكي يعني !

زاد فضولها عقب عبارتها الأخيرة ، فرمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تردف متساءلة بتعجب جلي :

-خير ياام عمرو؟!

ترددت تحية في إخبارها بذلك الأمر الذي حضرت لأجله ، ولكن لا مفر لديها .. فقد لاحقها عمرو وطاردها بإلحاحه الشديد لتقوم هي بتلك الخطوة عنه ..

فهو لم يقوَ على فعلها بسبب ما حدث بين العائلتين منذ سنوات ، فانصاعت له أمام رغبته الملحة في طلب الزواج من روان .

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن