الفصل الثلاثون - الجزء الثاني

36.4K 1.4K 70
                                    


الفصل الثلاثون ( الجزء الثاني ) :

لم تذهب "إيثار" لعملها بعد ما صــــار مع مالك ورفضها لعرضه بالزواج منها .. وقررت إعطاء نفسها إجازة مرضية حتى تستعيد زمام السيطرة على نفسها من جديد .. وتستعد لمواجهته بهدوء ..

هي حمدت الله في نفسها أن روان متواجدة هناك حتى لا يزيد شعورها بالذنب تجاه الصغيرة " ريفان " ..

تجهم وجهها بشدة حينما أبلغها أخيها " عمرو " بما حدث أثناء مقابلته مع مالك .. وتحولت نظراتها للشراسة ..

لم تتوقع هي أن يهينه الأخير بكل تلك القسوة والبرود .. وكأن قلبه قد تحول لحجر شديد الصلابة ..

أطرق هو رأســــه بذل واضح ، وبدت نظرات عينيه منكسرة للغاية ..

هو كان فيما مضى متحكماً في مصير غيره ، بل على العكس كان أكثر شراسة وقسوة وظلماً ..

ما آلمه حقاً هو إحساسه بالقهر وقلة الحيلة ..

فالفارق الآن بينهما كبير ..

لم يعد مالك كما كان متوسط الحال مثله ، بل بات أثرى من عائلته المتواضعة بمراحل ..

هو بالفعل خسر أول معاركه معه .. ولكنه لن يستسلم سيحاول مجدداً .. هي تستحق تكبد العناء من أجلها ..

تساءلت إيثار مع نفسها بغرابة ممزوجة بالحنق وهي تنظر إلى أخيها بشرود ..

ألم يكن مالك مثله عاشقاً ؟

ألم يخفق قلبه لأجل الحب ؟

ألم يقاتل من أجل الظفر بحبيبته ؟

فلماذا يتعامل مع أخيها هكذا ؟!

شعرت بالضيق لأجل عمرو الذي أدمعت عيناه وهو يحاول بصعوبة السيطرة على نفسه كي لا يبكي كمداً ..

تملكها الغضب والحمية لأجل أخيها ..

ربما كان متسرعاً في حكمه على مالك ، وفي تحكمه بحياتها وسعيه لتزويجها بالأنسب من وجهة نظره .. لكنها لم تكن لتتركه يعاني مثلها أو يكون في موقف يحسد عليه ..

وضعت يدها على كتف أخيها ، وهتفت بجدية وقد اشتدت تعابير وجهها :

-متقلقش يا عمرو ، احنا معاك إن شاء الله ، ومش هانسيبك

نظر لها بحزن واضح ، فزادت وخزات قلبها ، وتابعت بإبتسامة مشجعة :

-وماتنساش روان بتحبك وهتدعمك وهتحارب عشانك

رد عليها بنبرة حزينة منكسرة وهو يهز رأســــه :

-يا ريت !

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةWhere stories live. Discover now