الفصل العشرون

35.7K 1.3K 151
                                    


الفصل العشـــــــرون :

صمت رهيب ساد في اﻷجواء بينهما لكن أعينهما كانت تنطق بالكثير ...
قست تعابير وجه مالك ، وبدت نظراته أكثر حدة وهو يحدجها بنظرات مطولة متعمداً التقليل من شأنها .. فهي بالنسبة له تعد رمزاً للخيانة والغدر ، من جرحته بضراوة في فؤاده ، من دفعته للرحيل والتخلي عن أحبائه ...
أما حال إيثار فكان لا يتختلف عنه .. هو أهانها وظلمها في وقت كانت تعاني فيه بمفردها ، كانت في أمس الحاجة إليه ، و اختارت أن تضحي بحبها من أجل حمايته هو حتى وإن كان الثمن حريتها ...
هي أرادت أن تحميه على طريقتها ، لكن انقلبت الظروف ضدها ..
ابتلعت ريقها بتوجس كبير ، و لم تنس رغم كل شيء صدق حبها له ..

تفاجئت به يجذب صغيرته منها عنوة ليضمها إلى صدره فصرخت الصغيرة برعب قليل قبل أن تبدأ في البكاء من إثر الخضة ،
حاول هو تهدئتها ولكنه فشل بسبب حركاته العصبية ..
صدمت إيثار من ردة فعله ومن تصرفه المباغت الذي أفزع الصغيرة ، فهتفت بلا وعي مستنكرة فعلته :
-
انت خضيت البنت !!


رمقها بنظرات نارية قبل أن يصيح بصوت قاتم :
-
انتي هتعرفيني أربي بنتي ازاي ؟

فغرت شفتيها مذهولة وهي تمتم بصوت متقطع :
-
هاه .. ب.. بنتك !!!

ثم صاح فجـــأة بصوت جهوري أجفل جسدها، وأفزع الصغيرة أكثر :
-
راوية .. راوية تعالي خدي البنت !!

خطت الخادمة بخطوات سريعة نحوه وهي تردد بإمتثال :
-
حاضر يا مالك باشا

تناولت الصغيرة منه بحذر .. وسارت بها مبتعدة وهي تحاول هدهدتها لتكف عن البكاء .. .

شعرت إيثار بالخوف من وجودها بمفردها مع مالك .. فوجود تلك الصغيرة كان يشكل درعاً يقيها من انفعاله المباغت ..


دنا منها خطوة ، فتراجعت عفوياً للخلف متحاشية القرب منه ..

نظر لها بإحتقار ، ثم أردف قائلاً بجمود :
-
ايوه دي بنتي ، كنتي مفكرة هافضل زي ما أنا أبكي على فراقك وحبك الرخيص !

صدمت من كلماته اللاذعة ، واضطربت دقات قلبها ، وردت بصوت متذبذب :
-
انت .. آآ

تابع قائلاً بشراسة وهو يتعمد تجريحها :
-
أنا يا مدام عشت حياتي وقابلت انسانة حبيتني بجد واتجوزنا وخلفت منها ، مش واحدة زيك !!!!


لم تقو على الرد عليه .. بل حدقت فيه بصدمة حزينة .

شعور رهيب بالخذلان سيطر عليها ، وتملك من مشاعرها المضطربة ..

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةOnde histórias criam vida. Descubra agora