الفصل السابع عشر - الجزء الثاني

31.2K 1.2K 99
                                    


الفصل السابع عشر ( الجزء الثاني ) :

_ كانت في حجرتها تجوبها ذهاباً وإياباً وهي ممسكة بأحدى المذكرات الدراسية وتجاهد لحفظها عن طريق أستخدام أسلوب ( التسميع )..

كانت تعقص شعرها على شكل ( كعكة) بشكل غير مهندم ، فتركت بعد الخصلات تنسدل بصورة متمردة لتزيد من مظهرها العبثي ..

وأثناء حفظها شعرت بنفاذ طاقتها وإنحدار مستوى حماستها فألقت المذكرة أرضاً بصورة عنيفة ثم صرخت وهي تمسك برأسها :

اااااه ، دماغي هتنفجر ومش عارفة أحفظ .. دي مش ثانوية عامة دي زفت وقرف... مش ممكن كل ده في صفحتين ومش عارفة أحفظهم !!

زمت شفتيها لتضيف بإستهزاء :

-اللعنة على الثانوية واللي عملوها

_ ألقت بجسدها على الفراش ثم حركت ذراعيها في الهواء ، ومطت جسدها وهي تتأوه بخفوت .. وفجأة توقفت عن الحركة وحدقت أمامها بنقطة ما في الفراغ..

استقامت في جلستها سريعاً ثم خرجت من حجرتها راكضة وهي تبحث عن شئ ما ..

انطلقت لحجرة أخيها وضغطت على زر الإنارة ولكن خابت ظنونها ووجدت الحجرة خاوية ..

تملكها الحزن ، وأصيبت بالإحباط ..

كان مجرد وهم .. ليس هنا .. فقد تردد في أذنيها صوتاً ألفته منه .. وكأن عقلها توهم سماعه لصوت دندنات خافتة وألحان تشبه ألحان أخيها ...

تنهدت بإستياء ، وبدت أكثر عبوساً وهي تتأمل غرفته الخاوية ..

كل شيء مرتب في مكانه ، لكنها تخلو منه ..

بدت باردة قاسية .. تحمل الجفاء والغربة ..

أطرقت رأسها بضيق ثم ولجت للداخل وجلست فوق مقعده الخشبي ، تأملت حوائجه ومراجعه الدراسية التي تركها خلفه ثم أمسكت بإحداهم وأخذت تفر في أوراقه بلا إهتمام ..

هي تبحث عنه بين طيات الأوراق ..

أرادت أن تستشعر بقوة وجوده إلى جوارها ..

هي تفتقده بشدة ، تشتــاق إليه .. ترغب في إحتضانه واللهو معه كما اعتادت ..

التوى ثغرها بإبتسامة باهتة وهي تتذكر استفزازها له ..

تنهدت بعمق ، ولمعت عينيها قليلاً ..

همست بآسى :

-وحشتني !

وفجأة لمحت ورقة مدون عليها أسم '' إيثار '' بالإنجليزية وزهرة حمراء جافة الأوراق وهي تقلب بين الصفحات ..

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن