الفصل الثاني :
تعالت أصـــوات الجــر والسحب ، ووقــوع بعض الأشياء ، محدثة دوياً مزعجاً لدى السيدة ميسرة ، والتي ظلت تطالع السقف بنظرات قلقة ..
أخذت نفساً عميقاً ، ولوت فمها وهي تزفره على مهل ..
-ميسرة بنبرة ضائقة : يا روان ، بت يا روان
خرجت من الغرفة المجـــاورة فتاة صغيرة في السن – في السادسة عشر من عمرها – وهي تضع مشبكاً للرأس في فمها ، ونظرت إلى عمتها بتفحص ، ثم حاولت أن تتحدث ، فبدى صوتها غريباً وهي تقول :
-ايوه يا عمتو
-ميسرة بنبرة حادة وهي ترمقها بنظرات إستغراب : شيلي يا بت البتاع ده من بؤك عشان اعرف افهمك
جذبت روان مشبك الرأس من فمها ، وربطت به شعرها ، ثم اقتربت منها ، وجلست على مسند الأريكة الجالسة هي عليها ، وانحنت لتقبلها من رأسها ، وتابعت بتساؤل :
-خير يا عمـتووو؟
طــــــرااااااااخ
إنتفضت كلتاهما بذعـــر ، وحدقتا في السقف ، ثم صاحت ميسرة بغضب وهي تضرب فخذها :
-سامعة الدوشة اللي فوق دي ، هما هيهدوا البيت على دماغنا
-روان متسائلة بإنزعاج وهي توزع أنظارها ما بين عمتها والسقف : ايه ده يا عمتو ؟ أنا من الصبح سامعاها بس مش فاهمة في ايه ؟
أشــارت لها ميسرة بيدها وأمرتها :
-اطلعي بصي كده وقوليلي
-روان وهي توميء برأسها موافقة : حاضر
ثم نهضت عن المسند ، وتوجهت ناحية باب المنزل ..
في نفس التوقيت فُتح الباب ليدلف منه شــاب في مقتبل العمـــر ، في بداية العقد الثاني ، ملامح بشرته قمحية ، وعينيه بنيتين داكنتين ، أما شعره فهو أســود كثيف ، وذقنه حليقة ، أمــا طوله فهو فــاره ، وجسده عادي ليس بالممتليء ولا النحيل ..
ابتسمت روان لرؤيته ، بينما طالعها هو بأعينه الناعسة ، فهتفت هي بحماس :
-مالك جه أهوو ! هو أكيد عارف اللي بيحصل فوق !!
-مالك متسائلاً بصوت هاديء : سلامو عليكم ، في ايه يا جماعة ؟
-ميسرة بصوت منزعج وهي تشير بيدها : وعليكم السلام يا بني ، في صوت هد ورزع في البيت من الصبح ، وإحنا مش عارفين ده من ايه
أومــأ هو برأســـه ولم يعقب ، بينما تابعت روان :
-وعمتو خايفة السقف يقع علينا !
YOU ARE READING
✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملة
Romanceجميع حقوق النشر محفوظة لموقع قصص وروايات بقلمي منال سالم https://www.facebook.com/LoveStories.by.ManalSalem/?hc_ref=PAGES_TIMELINE&fref=nf ------------------------------------------------------------ ولموقع روايات بقلم الأميرة ياسمين عادل https:...