الفصل التاسع عشــــر :
تحسست إيثار بكفها ملمس القماش الناعم المغطي للمقعد الممتد الطول ، ولكنها شعرت بشئ غريب.. ربما فقدت قدرتها على الإحساس بالمثيرات من حولها ، أو شعرت بمرارة طعم الحياة گكل..
أراحت رأسها وتمددت بجسدها على المقعد وصوبت بصرها من خلف نظارتها نحو السماء المشعة بضوء الشمس..
التوى ثغرها بشبح ابتسامة ، وتمتمت مع نفسها ( ياللهي ما أجملها وأسطعها! )
_ ورغم ضوئها الساطع إلا أنها بدت في عينيها مظلمة سوداء ، لا تشعر بجمال صفوها - خاصة أنها ببداية فصل الصيف ، ولا باعتدال الجو ودرجات الحرارة ..
كان هجوم ذكرياتها - ذكرى تلو الأخرى - هجوماً عنيفاً تصدع له القلوب .. تشعر بلوعة الإشتياق والتي لايضاهيها شعور ، ويؤلمها شعور الخزي والحسرة .. بينما ينهش بها شعور الفقدان والمذلة لغير الله .
_ ولكنها ابتسمت ساخرة عندما تذكرت كيف تخلصت من هذا الزوج الشنيع الخلق _ الفظ اللسان_ السيء الطباع ، كما تخلص بُصيلة الشعر من العجين .. وكان هذا نتيجة الخطة التي فكرت في تنفيذها فوراً عقب علمها بفقدانها قطعة حية من روحها ، ابن قلبها الذي لم تره بعينيها ولم تلمس نعومة أظافره ..
ولكنها علمت حكمة الله في قضاه فيما بعد ، فلم يشأ المولى أن يتوطد الرابط بينها وبين هذا الطالح ، وخيراً خيراً ما حدث. ....شردت في ذكرى بقائها في المشفى ، وما تلته من لحظات حرجة ...
..........................................
(( عودة بالوقت السابق ، قبل ثلاث سنوات ))
_ دلف الطبيب لحجرتها لكي يطمئن على حالتها المتدهورة، ويعاود فحصها .. وعقب غرزه للأبرة المحوية بالمحلول الطبي ، وتفحصه له ، اتجه نحو الباب ، و كاد يترك الحجرة وينصرف ولكنها استوقفته بصوتها الواهن ، فاستدار نحوها ، وبلهجة ضعيفة يتملكها الوهن رددت :
-دكتور ، أرجوك أنا.. آآ محتاجة مساعدتك !
نطق الطبيب مترقباً وقد قطب جبهته بفضول زائد :-مساعدتي!! في اي بالظبط؟
_ ابتلعت مرارة حلقها وهي تجاهد للنطق بحروف متقطعة وهي تمسح بكفها على جبينها :
- انا آآ جوزي.. ي.. يعني ، اعتدى عليا بالضرب و.. و.. آآ..
قاومت إنهيار عبراتها ، لكنها لم تستطع ، فالأمر أكبر من قدرتها على الإحتمال ..
تساءل الطبيب محاولاً مساعدتها وإستكمال القطع المتناقصة من كلامها :
أنت تقرأ
✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملة
Romanceجميع حقوق النشر محفوظة لموقع قصص وروايات بقلمي منال سالم https://www.facebook.com/LoveStories.by.ManalSalem/?hc_ref=PAGES_TIMELINE&fref=nf ------------------------------------------------------------ ولموقع روايات بقلم الأميرة ياسمين عادل https:...