الفصل الرابع والعشرون

35.4K 1.3K 90
                                    



الفصل الرابع والعشرون :

(( وَبَات اللقاءُ بَيّنَنا مُحَـــال ،

لنْ تَأتِي أَبَداً إِليّ ،

حَتَى وَإِن الزَمَـــان طَال

فَكُل شِيءٍ بَعدُكَ أَبِي أَصبَحَ فِي زَوَال ))

هكذا شيعت إيثار والدها إلى مثواه الأخير بعبرات حارقة .. كانت تعتقد أنه سنوات عمره ستمتد إلى سنوات وسنوات ، ولكن لكل أجل كتاب ، وها قد حان وقت رحيله ..

جرجرت تحية قدميها وهي مستندة على سيدتين من أقاربهم ممن أتوا لتأدية واجب العزاء

شـــارك عمرو في حمل جثمان أبيه ، وتعهد له بتنفيذ وصيته الأخيرة في حق أخته الصغرى ..

نعم سيصبح سندها ، ظهرها الذي تحتمي فيه من غدر الزمـــان .. من تلجأ إليه في أصعب الأزمـــات .. سيعوضها عما فات ..

.....................................

جلس مالك في الحديقة يترقب وصولها بعد أن قرر عدم الذهاب إلى عمله اليوم ، ولكنها تأخرت على غير عادتها ..

طالع ساعته لأكثر من مرة ، وزفــر بإنزعـــاج واضح ..

هز ساقه بعصبية ، وارتشف أخـــر ما تبقى من فنجان قهوته ..

مل من إنتظارها ، وعقد العزم على مهاتفتها ..

أمسك بهاتفه ، وعبث بأزراره ليتصل بها ، ولكنها لم تجب على اتصاله ..

ظن أنها تتجاهل إياه عن عمد ، فتجهمت قسماته ، وتوعدها بالتوبيخ اللاذع ..

عاود الإتصــال بها ، لكن لا جديد .. فزاد حنقه منها ، وتمتم بنبرة محتدة :

-ماشي يا إيثار !

ثم نهض من مكانه ، وتوجه إلى الفيلا وهو يصيح بصوت منفعل :

-راوية ، جهزي ريفان ، أنا هاخدها وخارج

ردت عليه الخادمة راوية بنبرة خانعة :

-حاضر يا مالك باشا !

ثم توجه بعدها إلى الدرج ليصعد إلى غرفته ويبدل ثيابه ..

......................................

توقفت لتلتقط أنفاسها في جانب الزقاق الضيق بعد أن ركضت بأقصى سرعتها هاربة منهم .. إنهم يطاردونها الآن بسبب عجزها عن سداد الدين ..

لم تعد تتحمل تلك الضغوط القاسية ، بل هي لم تتخيل أن تتحول حياتها إلى جحيم لا ينتهي ..

كانت تبحث عن الثراء والراحة ، ناقمة على حياتها الماضية ، وظنت بزواجها من رامز ستتحقق جميع أحلامها ، لكن مع أول ليلة لهما بعيداً عن وطنها ، اكتشفت أن وعوده بالكامل كانت مجرد أوهـــام ..

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةWhere stories live. Discover now