الفصل الثامن عشر - الجزء الأول

29.3K 1.1K 156
                                    


الفصل الثامن عشــــر ( الجزء الأول ) :

(( هَا قَدْ عُدتُ إِلَيكِ .. وَلَكِن خَالِية الْوِفَاض ..

لَا أَملُك إِلَا تَعَاسَتِي .. وَذِكرَى البِعَاد ..

أَلَا تَرفَقِي بِي مَدِينَتِي ، وَتُعِيدِي إليَّ حَبل الوِصَــــال ؟ ))

إنهار محسن جالساً على أقرب مقعد غير مصدق ما سمعه تواً..
لقد كانت زوجته إيثار حاملاً ..

هي حملت في أحشائها وريثه المرتقب .. وهو بغبائه وعنفه المفرط قتله بلا وعيٍ ..
ضرب رأسه بكفه عدة مرات ليصرخ من بين أسنانه :
-
ليه .. ليه .. كان فين مخي ؟!

تابع الطبيب قائلا بجدية :
-
الموضوع فيه شبه جنائية ، اﻹجهاض حصل نتيجة اعتداء ، ده غير أثار الكدمات الواضحة على وشها ، والتجمعات الدموعية عند آآ...

انتبه له محسن ، وسيطر سريعاً على حالته الهائجة ، وهتف مقاطعاً إياه بغلظة وعينيه تنطقان بالشرر الصريح :
-
ده كان قضاء وقدر .. سامع يا دكتور .. قضاء وقدر !!!

استشعر الطبيب من لهجته العدائية وجود تهديد بين كلماته المتوارية ، فأطرق رأسه خوفاً منه ، خاصة أن قرأ في عينيه نية مبيتة لإيذائه .. لذا تنحنح بخشونة وهو يضع يده على فمه :
-
أكيد .. ربنا يعوض عليك ، وألف سلامة على المدام !

ثم تركه وتحرك مبتعداً عنه ليكمل عمله ...

........................


وقفت أمل إلى جوار باب غرفة العمليات منتظرة بتلهف خروج تلك المسكينة التي فقدت شيئاً ثميناً تتمناه مثيلاتها في لحظة جنون وطيش من زوجها دون أن تدري بوجوده أصلاً ..
تحرك اثنين من الممرضين نحوها وهما يدفعان أمامهما ناقلة طبية ممدد عليها إيثار ..
فأسرعت هي نحوهما ، ونظرت إلى تلك الغائبة عن الوعي بإشفاق ، وهتفت بحزن وهي تطالعها بنظراتها المشفقة :
-
إيثار ! ان شاء الله هاتبقي كويسة و...آآآ...

قاطعها الممرض قائلا بنبرة رسمية :
-
حاسبي شوية يا ست

نظرت له بتوسل وهي تقول :
-
أنا عاوزة اطمن عليها

رد عليها بجمود نسبي :
-
هي هتتنقل على أوضة عادية ، وإنتي تقدري تشوفيها هناك
-
ماشي

تركتهما ينصرفان بها ، واستدارت بجسدها ناحية محسن الذي بدى في حالة غريبة .. لم يظهر عليه الندم .. ولكن تشكل على وجهه تعابير الوجوم الصريحة ..
لم تتوقف عن رمقه بنظرات تحمل اللوم واﻹستهجان .. فكل ما تعانيه تلك البائسة نتيجة بطشه القاسي .. ورغم هذا لم تنبس ببنت شفة ..
.............................

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةWhere stories live. Discover now