الفصل السابع عشر -الجزء الأول

29.5K 1.1K 109
                                    

الفصل السابع عشــــر ( الجزء الأول ) :

)) وأهدوني قلباً غير قلبي ..

أصابه الصدأ وتبلد ،

وصبوا الثلج فوق صدري..

أصابه وتجمد))

_ جلست أمل تفكر مشدوهة ، هل حقاً ورغم قِصر المدة التي مرت على تلك الزيجة أن تكون أثمرت بتكوين نطفة معلقة برَحِم تلك الصغيرة الساذجة ، أيعقل أن تحمل في أحشائها طفلاً لم يردْ الله أن ينعم عليها به ، وهي التي كانت زوجـــة لسنوات تعاني من حرمان نعمة الإنجاب ؟ ..

حكت رأسها وهي تفكر جيداً فوجدت أن الأفضل هو إخبار زوجها لينوب عنها بالتصرف .. وما كان من محسن إلا أن أحضر هذه السيدة الودودة التي تدعى '' أم فتحي '' فهي صديقة العائلة منذ زمن وتعلم أسرار وخبايا ذلك البيت وكل ما له صلة بهم ..

_ لبت المدعوة '' أم فتحي '' طلب محسن لها وحضرت للكشف على إيثار سراً للتأكد من الشكوك المزعومة .. والإفصاح عن صدق هذه الأعراض التي شعرت بها

في حين كانت إيثار متذمرة للغاية ، ورفضت بإصرار جــــاد أن تكشف تلك السيدة عليها ولكن كيف ستصمد تلك الرقيقة الهشة امام ذلك القاسي الذي لا يرحم بإهاناته وبطشه اللفظي عليها ،وكما هو المعتاد أرغمها جبراً لكي تنصاع لرغبته في الكشف عليها ....

_ وبالفعل تفحصتها أم فتحي كما إعتادت أن تفعل مع غالبية نســـاء قريتها على أمل أن تبشر رب المنزل بالبشرى ، فيغدق عليها بالحلوان ..

وعندما ولجت خارج الحجرة نطقت بلهجة مشبعة بخيبة الأمل وهي مطرقة الرأس :

-مفيش حبل ولا حاجة ياسي محسن ! الله يعوض عليك

تجهم وجــــه محسن بشدة ، وصــاح بإمتعاض جلي وقد عقد حاجبيه :

-يعني إي؟! لسه مفيش حاجة ؟!!!!!

رسمت أم فتحي ابتسامة تنجح في صنعها في المواقف المشابهة ، وهتفت بحماس زائف لتدب فيه الأمل :

-متقلقش ياسي محسن هي كويسة وتقدر تخلف في إي وقت بس الصبر ، لسه معداش على جوازكو يا ما

وكــأن كلمات تلك السيدة كالطعنات المسمومة التي تغرز في قلب أمل التي تقف على مقربة منه ، وتتابع بتحسر بادي على وجهها ما يحدث ..

ورغم شعورها بالإرتيــاح لكون إيثار لا تحمل جنيناً في أحشائها ، إلا أن هناك شيئاً ما يعكر مزاجها ...

أصاب محسن الوجوم ، ثم أشـــار لها بيده وهو يهتف بلهجة مقتضبة :

-طب روحي انتي

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةWhere stories live. Discover now