الفصل الثلاثون - الجزء الأول

37.9K 1.4K 141
                                    


الفصل الثلاثون ( الجزء الأول ) :

جاهدت لتتخلص من حصاره المهلك الذي يضعف مقاومتها ، لكنها لم تستطع .. فقد أحكم قبضتيه حولها ..

خفق قلبها بقـــوة .. وتسارعت أنفاسها على صدره ..

أغمض عيناه مستمتعاً بقربها المغري منه .. وبث إليها عبر حضنه المطمئن أشواقه .. و إشتياقه .. وحبه ..

إن استسلمت له فقد ظفر بها .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..

دفعته إيثار بكل ما أوتيت من قوة للخلف ، فتفاجيء من ردة فعلها ، وحدجته بنظرات جامدة قبل أن تقول بحدة :

-وأنا مش موافقة

تسمر في مكانه مشدوهاً للحظة محاولاً استيعاب رفضها الغير متوقع ..

هو متأكد من حبها الجارف له ، بل إنه يثق أن خلايا دمها متشبعة كلياً بعشقهما ..

تأهبت للتحرك والهرب من حضرته المميتة لكن صدها مالك بجسده ، ووقف حائلاً أمامها ليهتف بنبرة مصدومة :

-إيثار ، أنا بأحبك !

-وأنا مش عاوزة الحب ده

قالتها بصعوبة بالغة وهي تحاول السيطرة على مشاعرها المضطربة ..

أغمض عيناه للحظة محاولاً السيطرة على انفعالاته ، ثم سألها بهدوء :

-طب انتي مش موافقة ليه ؟

عجزت عن الرد عليه ، أتخبره أنها تحبه بجنون ولكن كبريائها يمنعها من القبول بعرضه المغري لتحل كبديلة عن زوجته بتلك البساطة ؟ أم تدعي الكذب أنها تبغضه كما لم تبغض أي أحد من قبل ؟

مازالت أثار الماضي تطاردها ..

وهي عاجزة عن حسم أمرها معه ..

التقط كفها بين راحتيه ، وجذبها برفق إليه ، واحنى رأسه عليها ليطالعها بنظرات تعرف كيف تخترقها ببراعة ، وهمس لها :

-أنا بأحبك يا إيثار .. بأحبك ومقدرش أعيش من غيرك !

ارتجفت من تأثير كلماته ، وشعر بإرتعاشتها ..

أرخى إحدى يديه عن قبضتها ، ورفعها عند طرف ذقنها ليتحسس ملمسه بحرص شديد ..

أغمضت عيناها بإرتباك كبير ، وسيطرت على كيانها رعشة غريبة حجبت عنها التفكير بصورة عقلانية ، وزدات دقات قلبها المتسارعة ..

ابتسم بثقة حينما أيقن تأثيره الطاغي عليها ..

وأغراه سكونها لإختطاف قبلة صغيرة منها .. ولكن قبل أن يقدم على هذا كانت هي تنسحب منه بصورة دفاعية وهي تصيح بإصرار عنيد :

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن