الفصل الثامن

34.4K 1.3K 187
                                    

الفصل الثامــــن :

(( وَلَمَحتُ فِي عَيّنَيها وَمِيضاَ ،

فَسَلَبَ عَقْلِي رُغمَاً عَنِي ،

وَأَرّدَانِي - فِي مِحرَابِ حُبِهَا - قَتِيلَا ... ))

استمتعت إيثار بالوقت الذي قضته بصحبة روان وأخيها مالك ..

كم ودت لو استمرت تلك اللحظات الممتعة للأبد .. فهي قلما تقضي وقتها بصورة طبيعية .. ولكن لكل شيء نهاية ..

وقبل أن ينقضي اليوم ، قرر مــالك إصطحاب الاثنتين إلى مكانه المفضل ..

في البداية اعترضت إيثار قائلة :

-كده أنا هتأخر ، ومش حابة يحصل مشاكل مع بابا وأخويا

نفخت روان من الضيق وغمغمت بخفوت :

-اخوها الغلس أبو بوز

إلتقطت أذني مالك ما همست به أخته ، فلكزها وهو يرمقها بنظرات محذرة :

-خفي يا خفة !

لوت فمها لتقول بضجر :

-الله !

رسم مالك إبتسامة بلهاء على ثغره متسائلاً :

-ها يا إيثار ، موافقة ؟

لفت روان ذراعها حول كتف إيثار ، وهتفت بحماس :

-يالا يا ريري ، مش هنتأخر ، عشان خاطري وافقي . بليز بقى

أضــاف مالك قائلاً بحزن زائف :

-ايوه ، عشان خاطر الغلبانة دي

اضطرت إيثار تحت تأثير إلحاحهما المستمر أن توافق ، وهزت رأسها قائلة بإستسلام :

-ماشي ، بس هي نص ساعة بالكتير

رد عليها مالك بسعادة بادية عليه :

-يــــاه .. ده نص ساعة هتكفي وتزيد

ســـارت روان وهي متأبطة في ذراع إيثار ، وإلى جوارهما مالك الذي لم يكف عن الحديث عن مكانه المفضل ، ومدى جماله وطبيعته الساحرة ...

تشوقت إيثار كثيراً لرؤية المكان الذي استحوذ على تفكير مالك ، وبات بقعته المفضلة ...

-وصلنا

قالها مالك وهو يشير بيده نحو ( كورنيش ) البحر حيث صفحة مياهه الزرقاء ، ورذاذ أمواجه المتلاطمة والهوجــاء ...

ضيقت إيثار عينيها ، وأمعنت النظر في هذا المكان المميز الذي خطف أنظارها فور أن رأته ..

لفحت نسمات الهواء العليلة وجنتيها ، فأصابتها بإنتعاشة رقيقة ..

ورغم مرور بعض الوقت منذ إنتقالها للعيش مع أسرتها في الإسكندرية إلا أنها لم تقم بزيارة واضحة لمنطقة الكورنيش الشهيرة ..

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةWhere stories live. Discover now