الفصل السابع والعشرون - الجزء الثاني

38.1K 1.4K 85
                                    


الفصل السابع والعشرون ( الجزء الثاني ) :

(( وما ضرني غريب يجهلني ،

وإنما أوجعني قريباً يعرفني ))

لم تعد تطيق إخفاء مشاعرها المتألمة ، بل الأحرى أنها لم تعد ترغب في الهروب والإختباء ..

كفاها معاناة في صمت ..

كفاها إرهاقاً لروحها المعذبة ..

هي تحتاج لمن تشكو إليه ، وتبوح له بما يجيش في صدرها .. وتروي عما ينهش بقايا روحها .. فمن ذاك الذي سيصغي إلى أوجاعها ؟

إنزوت في غرفتها ، واعتزلت كل شيء ..

شعر هو بها .. لقد تبدلت أحوالها في الأيام الأخيرة ، وحل عليها الوجوم ، واكتسى وجهها الرقيق بالحزن ..

لقد عادت كما كانت منذ انفصالها ، فما الذي جد ..

لم يستطع الصمت تلك المرة ، فهي أخته ، وهو عاهد أبيه أن يكون سندها ، أن يهون عنها آلامها .. فلم يتردد ، وولج إليها في غرفتها ..

مسحت عبراتها حينما رأته يقف أمامها ، وابتسمت بسخرية ..

جلس إلى جوارها على طرف الفراش ، ونظر لها بحنو وهو يسألها :

-في ايه يا ايثار ؟

لم تمنع نفسها من البكاء أمامه ، وارتمت في أحضانه لتخبره بذلك العبء المثقل في قلبها .. فهو في النهاية شقيقها ، ويحمل زمرة دمها ..

سردت عليه ما حدث كاملاً منذ بداية إلتحاقها بالعمل عند مالك ، وما آلت إليه الأمور ..

لم تخشَ من ذكر التفاصيل دون حذف أو تجميل ..

بل على العكس هي شددت على ذكر ما تشعر به حياله ، وكيف لم يتوقف قلبها عن النبض من أجله ..

ربما ظنت أنها لم تعد تحبه ، ولكن منذ تجدد اللقاء بينهما ، وهي أدركت أنها غارقة في عشقه ..


استشعر عمرو حديثها كاملاً بقلبه تلك المرة ، وأنصت لها بآذان مُحب مثلها ..

ولما لا فهو متيم بروان .. تلك الشقية التي كان ينبذها يوماً ، وبين ليلة وضحاها باتت شغفه ..

لمست كلماتها قلبه ورق لها ، وأخذ يعنف حاله على تسببه فيما وصلت هي إليه .. وبعد أن انتهت من البوح بمشاعرها ، وجدته يحتضن رأسها بين راحتيه ، ثم نطق هامساً بنبرة عاطفية تحمل العتاب :

- كنتي قولتيلي من الأول يا إيثار ، ليه شيلتي كل ده لوحدك ؟!!!


ردت عليه إيثار بنبرة متآلمة وهي تحاوط كفيه براحتي يدها :

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةWhere stories live. Discover now