الفصل السابع والعشرون - الجزء الأول

36.2K 1.3K 53
                                    


الفصل السابع والعشرون ( الجزء الأول ) :

'' عشقها گالسم في وريدي منتشر ،
وعقلي گالجليد ، وقلبي عليها حجر ..
إيا عشق تحن علي يوماً ، وتحضر ..
لي حبيبتي .. گسابق عشقنا ؟ "

ألقت حروف كلماتها التي أشبهت الشظايا في آثرها والذي وقع على قلبه گدلو من الماء الساخن شديد الحرارة فأحرقه بلهيب حبه ..

انصرفت من أمامه بخطوات راكضة لا تعلم ماهية الطريق ، هي تريد الهروب من كل شيء .. لم يعد يجمعهما إلا الإهانة والذكريات الموجعة ، وهي قد سئمت من هذا كله ..

ألا يحث لها أن تفرح ، ألا يحق لقلبها الملتاع أن يرتاح قليلاً ؟

حاول هو اللحاق بها سريعاً ولكن أعاقته طفلته التي يحملها بين يديه فهدر بصوته بلهجة حادة وهو ينادي على راوية والذعر يعتريه :

-راوية ، انتي فين ، تعالي بســــرعة !!!!

_ ركضت راوية نحوه مسرعة ، وهي تنتفض من صوته الأجش ونطقت بصعوبة قائلة :

-أيوه.. نعم يامالك بيه!

مد لها يده بالطفلة لتلتقطها ، ثم ركض على عجالة من أمره بدون أن ينطق حرفاً واحداً..

نظرت له مدهوشة .. ومسحت على ظهر الصغيرة بكفها وهي تهدهدها ..
خرج گالمجنون وعبر بوابة (الفيلا ) يبحث عنها ، ولكنها اختفت ، بل الأحرى تلاشت تماماً وكأنها لم تكن هنا أبداً ..

نظر يميناً ويساراً وتقدم بخطواته هنا وهناك ولكن لا آثر لها... كور قبضتيه وضرب بهما الحائط وهو يلوم نفسه لوماً شديداً ويوبخها أيضاً على قسوته معها ، فهدر بصوته بنبرة متشنجة :

- ليييه ، ليه مقالتش من أول يوم !! ب.. بس انا مكنتش أعرف ، يارب كفاية كده أرجوك كفاية !!!!!

تنهد بمرارة حارقة ، ووضع كفه باتجاه قلبه الذي نبض من أجلها من جديد ..

شعر بآلم يجتاحه ، بأوجاع ووخزات تقسو عليه لظلمه إياها ..

علقت العبرات على أهدابه وترقرقت بصورة واضحة ، ولكنها أبت الإنسياب على وجنتيه .. لقد خذلها وخذل نفسه وأوهم نفسه بأنها تعيش حياة سعيدة هانئة ، ولكنها كانت تعاني أكثر منه ورأت بعينيها ويلات الأيام .. هي بالفعل تحطمت ولم يبقى منها شيء ....

..............................................


وكــــأن القدر يُصر على لقائهما من جديد لحكمة غير معروفة...

كانت تغطي فمها بيدها لتكبح شهقاتها المرتفعة ولكن لم تستطع منع دموعها من الإنهمار .. فقد كانت گسيل المطر في ليلة عاصفة شديدة الرياح ..

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن