الفصل السادس والعشرون - الجزء الثاني

34.1K 1.3K 78
                                    


الفصل السادس والعشرون ( الجزء الثاني ) :

استعدت إيثار للذهاب إلى عملها ، فقد ظنت أنه ليس من الجيد الاعتذار أو التكاسل عنه حتى لو أعطاها مالك اﻹذن بهذا .. ، هي تود إثبات أنها جديرة بتلك الوظيفة ، كذلك هي اشتاقت لرؤية الصغيرة ريفان ، والتي أصبحت جزءاً أساسياً من يومها ..
كما أنها لم تعد على التقصير في عملها ، ولن ترغب في أن تتراخى فيه ...
أحكمت ربط حجابها اﻷسود ، وعلقت حقيبتها على كتفها وخرجت من غرفتها ..

ألقت التحية على والدتها التي نظرت لها بإستغراب وسألتها مستفهمة :
-
إنتي مش كنتي هتاخدي كام يوم أجازة ؟


ردت عليها بإبتسامة هادئة :
-
ايوه .. بس أنا زهقت ، ومش حابة إنه يتقال عني مصدقت انهم أدوني أجازة وأنتخت !

هزت والدتها رأسها بإيماءة خفيفة وهي تقول :
-
ربنا يعينك يا بنتي ! خلي بالك بس من نفسك

همست له بنعومة وهي تنحني لتقبل جبينها :
-
حاضر
ثم تحركت بعدها إلى خارج المنزل ..


....................................

ظلت الصغيرة تركض حولها وهي تلهو بكرتها الملونة .. وما إن تشعر بالإرهـــاق حتى تحبو وتكمل لعبها ..

تابعتها روان بعينيها ولكن عقلها كان شاردا في تلك المصادفات ..
تنهدت بإستياء ، ولمعت عيناها بوضوح ..
أخذت تردد لنفسها أن ما فعله أخيها هو الصواب ، وأنه اﻷدرى بالصالح لها لكي تقتنع بقراره الأخير ...

لاح بعقلها ذكرى ضرب عمرو لذلك المتحرش في الحافلة ، وإعطائها سترته لتستر جسدها ، وابتسمت لنفسها بسخرية وهي تتذكر كيف كانت تمقته وتنعته بأسوأ اﻷلقاب ... وهمست لنفسها بحرج :
-
حمبوزو !!

تعثرت الصغيرة ريفان ، وبدأت في البكاء ، فأفاقت روان على صوتها الباكي ، وهبت من مكانها راكضة نحوها ، ثم أسرعت بحملها بين ذراعيها وظلت تقبل وجنتيها بعطف ومسحت على ظهرها برفق ...

في نفس التوقيت وصلت إيثار إلى مدخل الفيلا ، واتجهت نحو الحديقة حينما سمعت صوت بكاء الصغيرة ..
تسمرت في مكانها مدهوشة حينما رأتها أمامها ، رمشت بعينيها غير مصدقة أنها هي ..
فغرت ثغرها لتنطق بصدمة :
-
روان !!!

التفتت روان للخلف عقب سماعها لذلك الصوت الأنثوي المألوف الذي تعرفه جيداً ..
لم يقل إندهاشها عنها ، وهتفت مصدومة :
-
إيثار !


أسرعت كلتاهما نحو بعضهما البعض لتحتضن إحداهما الأخرى بعاطفة صادقة ..
وحُصرت الصغيرة في المنتصف بين أحضانهما المشتاقة ..

✅ وَبَقِي مِنهَا حُطَام أُنثَى ©️ كاملةWhere stories live. Discover now