الفصل العاشر.....

3.7K 90 19
                                    


وقفت تعد طعام العشاء المتأخر كالعاده بعد الثانية عشر مساءا وهي تردد بعض الألحان الجميله بصوتها العذب وتتمايل بخفه وهي تعمل وابتسامة سعادة ترتسم علي وجهها حتي شملت جميع وجهها .......
شعرت فجأه بزراعان قويتان تحيطان بخصرها لتشهق بفزع وقد علت دقات قلبها برعب .....
هدأت قليلا بعد ان اشتمت رائحة عطره التي عبقت المكان لتعلم تماما من هو من الذي تجرئ وفعل ذالك بها.......
لتتسع ابتسامتها ويزداد وجيب قلبها وهي تريح رأسها الصغير وتميله قليلا الي الخلف لتستند علي ذالك الصدر القوي الصلب لتسمع دقات قلبه الثائره كما قلبها لتتسع ابتسامتها اكثر ..... لتغلق عينيها براحة لا تجدها الا في وجوده حولها وبجوارها لتشعر انها طفلة في احضان والدها حيث الأمان والحنان ...........
حيث لا هموم ولا احزان لتقول بهمس ناعم .......
_ : رعبتني حرام عليك.... انت عارف ان قلبي خفيف....كنت همو....
ادارها اليه بسرعه ليلتهم باقي حروفها بين شفتيه في قبله غاضبه سرعان ما تحولت لأخري حنونه متملكه وناعمه حتي ذابت اوصالها خلالها .......
ابتعد عنها قليلا بأنفاس لاهثة ووجيب قلب يغطي صوته علي كل الأصوات من حولهم نظر اليها بعد ان انتهت تلك العاصفه الهوجاء التي اطاحت بثباتها وبعقله ليلصق جبينه علي جبينها وهو يقول بزمجرة غاضبة و شيء من الحزم ........
_: اوعي......اوعي اسمعك بتقولي الكلمه دي ابدا ولو بينك وبين نفسك تاني يا شمس....مش عاوز اسمع كلمة الموت ابدا.....ابدا يا شمس.
التحمت نظراتهم معا ليقول بصوت مثخن بعاطفة عميقة وعيناه تبوح قبل شفتيه بما يحمله داخل قلبه لتلك القابعة امامه كالقطه الناعمه تنظر داخل عينيه منتظرة ما سيقول بلهفه ........
__: عشان ....عشان انا مقدرش اعيش من غيرك ... انتي روحي يا شمس ... انتي حبيبتي و صحبيتي و بنتي و امي و مراتي.....انتي شمسي شمس حياتي .
ابتسمت له وقد سالت دموعها من كلامه الرقيق الذي لا يعلم احد مدي صدقه إلا هي ليقترب هو مقبل كلتا عينيها بحنان وحب فاق الحدود حتي اتخم قلبه فلم يعد به مكان لسواها ....
تعلقت برقبته بحب ودموعها تزداد انهمارا وسعادتها لا توصف كأن السعادة الأن فقط خلقت لأجلها لا لغيرها كأن اهل الأرض جميعا لا يمتلكون راحة بالها وسعادتها لتبتسم بين دموعها وهي تتعلق به اكثر لتشعر فجأه انها تطير من علي الأرض لتشهق بخوف ....
ما لبست ان رأت نفسها محمولة بين زراعيه لتحمر خجلا....همست بخجل وهي تراه يتجه الي غرفتها ..........
: نزلني....يووووه مينفعش كدا يا مالك.
__ : هو ايه الي مينفعش يا عيون مالك.....اخواتك ونايمين من بدري وولدتك نايمه خلاص بقي.....وكفايه اني بجيلك سرقه زي الحراميه.
همست بحزن يمتلك قلبها دوما ......
__ : يعني عاوزني اعمل ايه يا مالك .... اسيب امي و اخواتي .... و حتي لو سيبتهم انت والدتك مش راضيه بيا وبتكرهني....هي لحد دلوقتي فاكره انك سيبتني عشانها وعماله تدورلك علي عروسه.
انزلها في غرفتها ثم نظر اليها ليواجهها بغضب و كأنها قد اثارت اكثر موضوع لا يريد اثارته والأن بالأخص........
__ : والله مادام بابا موافق وعارف بجوازنا انا اقدر اقنع ماما ....انا مش خايف من ماما يا شمس واظن اني ناضج كفايه عشان اختار شريكت حياتي والإنسانه الي عاوز اقضي معاها بقية حياتي لوحدي..... ودي مش حجة وانتي عارفه....انا بجد مليت يا شمس احنا متجوزين من ست شهور كاملين يعني نص سنه .....وكل شويه تتطلعيلي بأي حجه وخلاص عشان منعلنش جوازنا .
سالت دموعها حزنا وقهرا هذه المرة .....
_ : مش حجه يا مالك وانت عارف بس ...... بس ااانا مقدرش اسيب امي واخواتي .
مالك بعصبيه وهو يمسك كتفيها ويثبتها امامه ليتكلم امام انظارها تماما حتي تصلها كلماته عبر عينيه قبل حتي أن تنطق شفتيه بهم ..........
__ : انا مقولتلكيش سيبيهم يا شمس بالعكس انا ميت مره قولتلك والدتك محتاجه مصحه تتعالج فيها وانا كفيل اني اوديها احسن مصحة للعلاج النفسي ...... و اخواتك هيكونوا معانا طالما انتي مش عاوزه تدخليهم مدارس داخليه وانت عارفه ان انا بحب اخواتك وعمري مهعاملهم وحش ..... بس انتي الي بتتحججي يا شمس حجج ...... حججج من اول جوازنا وانتي بتخترعي حجج عشان منعلنش جوازنا....بس ليه دا الي نفسي اعرفه .
شمس بوجع وهي لا تود ان تطلعه علي السبب الحقيقي لمعارضتها .......
_ : يوووه يا مالك قولتلك مش حجج بس ظروفي متسمحش....ويتقدر دا وتفهم يا.......
مالك بغضب وقد استبدت به العصبيه والحزن والمراره ........
__: يا .... ايه يا شمس .... يا نسيب بعض .... يا نبعد ...... هو دا الي انتي عاوزاه يا شمس....انا فعلا هبعد لأني تعبت ......وزهقت انا الي دايما بحارب يا شمس بحارب اهلي عشانك وبحاربك انتي شخصيا عشان حبنا...لا لا عشان حبي انا لأن انتي مش بتحبيني يا شمس وانتهينا وافتكري ان انتي الي اخترتي ..... سلام .... و يريت تبقي تصرفي من الفلوس الي بسيبها ومتنزليش الشغل تاني .....
تركها وخرج صافقا الباب خلفه بغضب لتجلس علي طرف الفراش و هي تبكي بقوه وقد المها قلبها علي كل ما يحدث لها المها علي ضعفها وقلة حيلتها.....
يا الله كيف تخبره انها لاتود ان تشغله بهمها لا تريد له المشاكل مع عائلته كيف تقول له انه يكفيها وجوده بجانبها ووجودها داخل احضانه كيف تخبره انها لا تود سوي الأمان والحنان الذي يغرقها فيه ...........
اغمضت عيناها غارقتا في بحر من الحزن ولكن ما لبست ان سافرت ذاكرتها برحلة الي الماضي قبل عشرة اشهر .....10اشهر فقط غيرت كل حياتها حين دخل هو الي حياتها ........
****************************
تقف في المطبخ تعد افطارا ....لزوجها .....كم تحب تلك الكلمه ابتسمت بخجل وهي تتذكر رقته وحنانه معها .....
هاقد مر شهر علي زواجهم واليوم اول يوم له ليعود لعمله هي حزينه لأنه سيغادرها وقت عمله الا انها لا تحب ان تظهر ذالك فهي يجب ان تكون متفهمه لا طفلة تلتصق به كالغراء .....
انتهت من اعداد الفطور لتضعه علي الطاول و تذهب لتوقظ حبيبها وزوجها من نومه ليذهب الي عمله دخلت الي غرفتهم لتتجه مباشرة الي ستائر غرفتهم وردية اللون لتفتحها علي مسرعيها لتدخل اشعة الشمس علي استحياء لتسقط علي وجهه الرجولي المسترخي في نوم عميق ليتململ بإنزعاج و يتأفأف بهمهمات غير مفهومه و يضع الغطاء علي وجهه حتي لا تزعجه الشمس لتضحك هي بخفه وتذهب تجاهه وتزيل الغطاء و هي تنادي عليه برقه الا انه لم يرد عليها علت نبرت صوتها قليلا لكنه لم يرد لتقترب اكثر وتلمس كتفه علي استحياء وهي تحركه قليلا بخجل ...
: ياسين قوم .... ياسين اصحي بقي .
الا انه لم يعيرها ادني اهتمام ....
تنهدت بغضب طفولي ثم نظرت الي كأس الماء المغطي بجانب الفراش لتبتسم بخبث وهي تلتقط الكأس ...
رشت قليلا من الماء علي وجه ياسين وهي تبتسم الا انها لم تلقي ادني ردة فعل بل علي العكس بدي هادئا كأن شئ لم يكن ........
خرجت منها شهقه لا اراديه حينما جذبها لتصبح خلال لحظات اسفل ياسين الذي كان ينظر لها من عليائه مبتسما بخبث و هتف بهمس بجانب اذنيها الصغيرتين المغطتان بقرط دائري معلق به فراشه صغيره ...
: اد الي انتي عملتيه دا .
نظرت له ببرأه وهي ترمش عدة مرات بطفوله و هزت رأسها بنفي ......
كانت احدي يديه تحيط بخصرها والأخري يمررها علي وجنتها لتغمض عينيها بخجل ....
همست بتلعثم .....
_: ش....شغل...شغلك يا ياسين .
ابتسم لها ثم طبع قبله دافئه علي وجنتها الورديها ثم ابتعد عنها وتقدم تجاه الحمام لكنه التفت لها ليقول بمكر ....
: عقابك لسه بليل يا .....يامدام .
غمز لها بخبث ثم دخل الي الحمام لتقوم هي من علي السرير وهي تطير من سعادتها لتقفز علي الفراش بحركات راقصة مرحه ثم تحركت في شقتها كالفراشه السعيده .......
بينما خرج ياسين من الحمام ليرتدي ملابسه وعلامات السعادة تملئ وجهه وهو يستمع الي صوتها السعيد وهي تغني بلطف يشعر انه يغني معها........
لكن ذالك الٱحساس المقيت بالذنب يعكر سعادته.......
......
انتهي من ارتداء ملابسه ثم اخذ محفظته السوداء ليفتحها لتطل منه صورة لشقيقته زهره وياسمين ليخرج الصوره من مكانها ليري صورة اخري قديمة نوعا ما لطفله ذات أثنتي عشر عاما وبجانبها شابة فائقة الجمال كانت تماثله السن في ذالك الوقت التصقت عليناه بعينيها ذات الزرقة المشعة كأنها ألف حجر كريم .......
اخرج هاتفه ثم تحدث عبره مع غاليته....
وصله صوتها الناعس وهي تقول ....
:_ عاوز ايه يا ياسين.
ابتسم لسماعه صوتها ثم قال ببهجة اسعدتها.....
:_ عاوز اقولك صباح الخير....
رغم سعادتها لسعادته لكنها قالت بخشونه .....
:_ بجد...... طيب صباح النور.
قالتها ثم اغلقت الخط في وجهه لتتسع ابتسامته علي جنونها المرحب به دائما .......
وضع صورة اختيه والصورة الأخري ثم ضع في فراغ مقابل لهم صورة زواجه ......
ابتسم وهو يلثم صورتها الرائعة وهي عروس.....
خرج من الغرفة ليذهب الي المطبخ الذي اكتشف ان زوجته تهواه.....
وقف مستندا الي الباب يراقبها بحنان....
تقدم نحوها ليلثم وجنتها بلطف....
ابتسمت له وهي تضع الأطباق علي الطاولة......
:_ يلا يا ياسين عملتلك فطار....
جلس علي احد مقاعد الطاولة ثم جذب كفها اليه ليقبله.....
:_ تسلم ايدك.....
تناولا الإفطار معا ثم اوصلته الي الباب ليقبل رأسها بحنان و هو يودعها بلطف ثم ذهب الي عمله لتبقي هي في شقتها مملكتها كما تحب ان تسميها بدأت بتنظيمها وتعديلها برقه وهي سعيده كأن الحياة اخيرا اعطتها كل ما قد تحلم به .......
******************************
قبل عشرة اشهر ............
........(ذكريات شمس)..........

دخلت الي الجامعه بسرعه فهي متأخره علي أولي محاضرتها في هذا اليوم ......فقد تأخرت في العمل اليوم ...... وللأسف المعيد الذي يعطيها هذه المحاضره لا يسمح بالتأخير ابدا بل يجازي علي ذالك ايضا وقد يطردها من المحاضرة فلا تحضرها ابدا.....
في اثناء شرودها وتفكيرها بمعيدها الغليظ اصطدمت بحائط صلب لترتد الي الخلف بضع خطوات ثم سقطت
ارضا بعنف لتتأوه بصوت عالي ثم تنظر الي ما اصطدمت به لتقابلها عيون لامعه بلون القهوة المرة تاهت بهما للحظات ...........
افاقها من شرودها بعينيه يده التي امتدت لها في محاولة كريمه لمساعدتها ...... امسكت يده لتقف بصعوبة و وجهها قد احمر خجلا ليصبح كحبة فراوله طازجه خطفت انظاره للحظات ولكن طبيعته العصبيه اطارت انجذابه لها لينظر لها بغضب......بينما هي كادت تعتذر عن سرعتها وتشكره علي مساعدته الا انه لم يمهلها الفرصه .
.......: اذا كنتي مش بتشوفي يا انسه فالأحسن تلبسي نضاره مش تمشي تخبطي في الناس .
نظرت له ببلاهه ثم استردت بشراسه فهي لن تسمح له بإهانته لها او التقليل من شأنها : انت مين انت عشان تكلمني كدا....اما انسان متخلف صحيح .......
المفروض حضرتك تكون متحضر عن كدا حاجه قرف .
نظر اليها بغضب وعيناه تبعث شرار يكاد يحرقها حيه وقد طار انجذابه لها كبخار الماء ليهتف بها بغضب ......
_ : لمي نفسك يا حيوانه انتي واتعلمي تتكلمي بأدب أحسن معلمهولك انا .
نظر لها بستهانه واستفزاز ..... ليردف بصرامه وهو يضغط علي حروف كلماته .........
_: انتي المفروض تخدي مخالفه من العميد علي جريك في الحرم الجامعي يا انسه ....انتي هنا في جامعة محترمة مش حديقة عامة .
ردت بغيظ وغضب.......
_ : انت انسان عديم الزوق والاحساس ومش محترم......وانا مسمحلكش تشتمني فاهم .
رد عليها بكل غيظ........
_ : انتي عارفه انتي ببتتكلمي مع مين.
....يا بتاعه انتي.
ردت بستفزاز وهي تشبك يدها علي صدرها وترفع احدا حاجبيها......
_ : هتكون مين يعني.....المفتش كرمبو حضرتك....ولا ابن رأيس الجمهورية وانا معرفش وعارف لو كنت كل دول برضوا ميهمنيش .
نظر لها ببرود ثم علت الابتسامه الساخره وجهه وهو يقول بغموض......
_ : بكره تعرفي يا آنسة و....وهتندمي صدقيني .
تركها ورحل ونظراتها تتابعه بصدمه وغيظ بينما تقول ان يومها لن يكون اسوء من ذالك مؤكدا ......
خاطبت نفسها بهمس (خلاص يا شمس هدي نفسك دا انسان متخلف اكيد بكرة تنسيه كفايه انو ضيع عليكي المحاضرة متخلف).....
اخرجها من شرودها صوت صديقتيها الأقرب لها رنيا وبسمة .....
بسمه بمرح هي مشهورة به ......
': شموشه في ايه بتبصي ببلاهه مزمنه كدا ليه و محضرتيش المحاضره بتاعت دكتور اسماعيل ليه .
شمس بغيظ وهي لا زالت في شرودها.....
_ : الحقير .....
رنيا بستغراب: هو مين دا.
_ : لا متخدوش في بالكم .....ورانا دكتور مجدي بعد دكتور اسماعيل صح ....دا انا جيه اجري بس شكلي ملحقتش دكتور اسماعيل .
بسمه بضحكه : شالوه .
نظرت شمس بعدم فهم : هو مين ده.
بسمه بضحكه : اسماعيل.
شمس بصدمه : احلفي .
رنيا : اه والله شلوه .....بيقولو سافر يعمل دكتوراه بره الحمد لله ربنا ريحنا يا شيخه .
_ : اه والله احسن حاجه عملوها دا كان دكتور زفت... ريح واستريح والله .
_ : متفرحيش اوي .....جايلنا دكتور يشل ....بيقول دكتور تسقيط .....السنه الي بيمسك فيها الكلية .... الكلية بينجح فيها كام واحد بس دا غير انه صعب اوي في التعامل ...... كل الي مسكهم قبلنا قالوا ان اسماعيل رحمه ونعمة لا تقدر بثمن بس بصراحه انا استحمل اي حاجه الا دكتور المجانين اسماعيل دا .
شمس بضحكه صافيه ......
' : الله يطمنك .....ربنا يستر ....يلا بينا مجدي مستنينا .

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Where stories live. Discover now