الفصل الواحد والثلاثون

3.1K 98 0
                                    

:- زهرة......
ذالك الهتاف العالي القادم من غرفة النوم ازعجها لكنها تعلم سببه جيدا لهذا ردت بصوت طفولي غاضب .......
:- متحاوليش يا وجد مش هلبس الفستان المقرف دا never  ......
:- يا زهرة لو سمحتي....... والله هيكون تحفة صدقيني...... Please......
هتفت زهرة بهدوء مغيظ بينما تتابع قرائتها لذالك الكتاب الطبي الخاص بدراستها......
:- لا يعني لا...... انا اصلا معرفش ايه الي عجبك في الفستان دا ثم اني اصلا مش هقابل الراجل دا ..... He such a monkey.
  قالت وجد بغيظ  ......
:- he isn't a monkey .... انتي الي غورلة....... يلا بقي يا زهرة لو سمحتي بجد عبود هيزعل.......
:- متحوليش...... ثم ان طيارتنا لمصر بعد one hour......
قالتها زهرة بحزم فهي لن تجعل وجد تستدرجها لذالك الفخ هي لا تحب ذالك الغبي عبود ابن السفير.....
لن تكون ابدا لعبة ارادها مدلل....
هي تعلم هذه الأشكال جيدا.....
تنهدت بقوة ثم اكملت قرائتها لذالك الكتاب بدون ادني اهتمام لتلك التي تعالت شهقاتها في الداخل.....
سمعت صوت خطوات خافتة تتجه ناحية الباب لتوقفها بصوت صارم..
:- يارا اقفي مكانك حالا انا قولت مش هتخرجي بالبس دا ابدا....
ضربت يارا بقدميها الأرض بغيظ ثم قالت......
:- زهرة انتي مش ماما هنا...... وبعدين حتي ماما مش معترضة علي لبسي....
عادت زهرة تقول بلا مبالاة... .
:- اخرجي خطوة وحدة وانا هكلم عمو يوسف ونشوف رأيه ايه في اللبس دا...
تنهدت يارا بغيظ ثم قالت......
:- خلاص هغيروا.....
***************   
********************    
وقفت وجد بتوتر في شرفة منزل والديها.. ... لقد وصلو منذ خمس ساعات تقريبا......
وبالطبع ما ان حطت اقدامهم ارض الوطن حتي كانوا محاطين بالعائلة من كل صوب......
زهرة ويارا كانتا اكثر اندماجا وسعادة بالرجوع الي الوطن .......
يارا ظلت تقفز بطفولة حول دنيا وهي تغني بسعادة احدي الأغنيات الرومنسية بينما زهرة هنئتها بهوء لا يخفي سعادتها واندمجت اكثر مع شقيقتها ياسمين....
بينما هي كانت تتأفأف طوال الوقت فقد نفذت زهرة ما قالت ولم تذهب لمقابلة عبود يبدو انها فشلت مرة اخري في جعل زهرة تندمج مع الجنس الأخر بدون رهبة......

*****************         
تنهد بقوة وهو يغلق الباب خلفه بسرعة.....
استدارت تنظر لمن حضر وجدته هو...
حبيبها الأول والأخير  .....
ابتسمت وهي تراه يتقدم منها ببطأ....
تهادت اليه بصعوبة قليلة فقد فكت الجبيرة عن قدمها منذ ساعة تقريبا....
هي لا زالت تتذكر همسه لها في السياة بأنهم بحاجة للكلام معا....
جديته الظاهرة علي ملامحه ازعجتها سألت بهدوء لا يعكس وجيب قلبها....
:- في ايه يا سامر....
زمجر بغيظ ثم قال ببعض الحدة....
:- في ان اخوكي بيستظرف..... أل عاوز يأجل الجواز..... اساسا انا متجوزك ويضرب دماغه في الحيط....
شهقت برقة وهي تقول بغيظ....
:- سامر ايه الأسلوب دا..... ثم ان ايه متجوزني دي... لا يا بابا دا مجرد كلام علي ورق ثم ان اخويا من حقه يقول هتجوز امتي....
عاد يزمجر بغضب بينما يمسك رسغها ليقربها منه....
:- بقي كدا...... طيب مفيش فرح يا دنيا.
قالت ببرود ودلال أنثوي وهي تبعد كفه عنه وتتهدي من امامه بدلال....
:- عادي هروح مع اهلي وخلاص ومش مهم جوا.....
مرة اخري تفاهات وترهات....
ومرة اخري اسكتها بأحلي الطرق....
لكن هذه المرة أرق....
أنعم....
شعرت بقدميها تتحولان لهلام من تحتها لتتمسك به بدون ارادة منها.....
احاط خصرها بأحد زراعيه...
بينما كفه الأخري تحيط برأسها وأصابعه الطويلة تتخلل شعيراتها الناعمه.....
ابعدها عنه وكلاهما يلهث....
قال بحدة وخشونة....
:- انتي مراتي..... سواء عملنا فرح او لا......
زمت شفتيها بغيظ ثم قالت.....
:- وانت عاوز تجوزني ليه اصلا.... متروح لخطيبتك اتجوزها.....
زمجر بخشونه وهو يقول بينما يمرر انفه الطويل علي وجهها الناعم....
:- اولا انتي خطيبتي ومراتي الوحيدة.... انا حتي ملحقتش اطلب هايدي رسمي.... مقدرتش في وحدة في قلبي..... وحدة اغلي من روحي هي دنيتي.....
انفاسها المضطربة ازدادت اضطرابا وقلبها الخافق اصبح ينافس المطر سرعة......
انفه التي لامست انفها أنبأتها بقبلة قادمة وهي حقيفة وبوقاحة لا متناهية ترحب بهذا......
ولكن قبل ان يقترب فتح الباب بعنف طفولي وصوت بلسم تقول بسرعة....
:- دنيا ماما بتقو......
توقفت وهي تري حالة الارتباك والتوتر التي احاطت بالجو....
وجه دنيا الأحمر خجلا واحراجا واذنا شقيقها التي احمرت اطرافها انبأتها بأنها اتت في الوقت غير المناسب....
ابتسمت بتساع ثم قالت كأنها لم تلاحظ شيء....
:- ماما بتقول الاكل جهز انزلو كلو....
*******************     
:- ياسييييين......
:- آدمممم.....
تعالت الهتافات الصاخبة المرحة من الفتيات الجالسات بمرح  وتحفز وقد انقسمن الي فريقين........
نظر كلا الفريقين  للأخر بتحدي ثم اشاحوا وجوههم بشكل مضحك بينما ينظران الي شاشة التلفاز الكبيرة التي تعرض احدي العاب كرة القدم الالكترونية التي يلعبها كل من ياسين وادم الجالسين متجاورين علي وسائد مريحة موزعة علي الأرض بشكل انيق..
وبجوار كل منهما تراست الوسائد فوق بألوان مختلفه لكلا الفريقن من جهة ياسين كانت وعد وياسمين وزهرة يجلسون علي وسائد بالون الأحمى وكل واحدة منهن تمسك طبقا ممتلئ بالبوشار وآخر ممتلئ بالسكاكر والمكسرات .....
وفي الجهة الأخري بجوار  آدم كانت بلسم ودنيا  تجلسان بتحفز وهن يراقبن آدم هاتفين بإسمه بحماس وكل منهما تحمل علبة من المثلجات بالشوكولاتة وبجوارهم يارا التي تكفلت بدور المعلق الرياضي لتلقي بتعليقات مرحة وبصوت عالي  ......
تعالي صوت يارا بحماس وهي تقول....
:- و... هددددددف......
صرخ ياسين بظفر وقد احرز  هدفا لتقفز ياسمين ووعد هاتفتين بسعادة كأنها مباراة حقيقية نظرت وعد باستفزار لبلسم ودنيا بينما قفزت ياسمين محتضنة ياسين ثم قبلته علي وجنته بحماس.....
بينما قالت يارا بتعليق مرح......
:- ...وأدي ياسين جاب جون...... لا ممتاز يا ابو النسناس القادم...... ابو الأدديم شكلو فقد مهاراته الكروية في باريس...... يا خسارة...
نظرت بطرف عينيها الي آدم الذي كان يظهر عليه الغضب بشكل ملفت.........
لماذا ادم غاضب........
مؤكدا ليس لأن ياسين احرز هدفا.....
تابعت نظرات أدم الخفية لتجد عيناه تنظران باتجاه ياسين.....
لا الي ما بجوار ياسين.......
نظرت الي بلسم لتغمز لها الأخري وقد علمت فيما تفكر......
تبادل الاثنين الضحكات مما لفت انتباه الأخري لتصمت كل منهما وهي تحاول ان توقف ضحكاتها........
ظل صراخهم يتعالي خاصة عندما احرز ادم هدف ضد باسين..........
تعالي الحماس بينهم وكل منهم يضحك علي الأخر........
رنين هاتف بلسم اربكها لتقول ببعض التوتر......
:- هروح اجيب ايس كريم......
خرجت بسرعه لتذهب الي المطبخ والذي كان اقرب مكان  لغرفة المعيشة التي كانوا يلعبون فيها......
نظرت حولها لتتأكد ان لا احد حولها ثم ردت علي هاتفها بسرعة ثم وضعته علي اذنها وقبل حتي ان تنطق بأش شيء بادرها صوته الخشن الحنون الذي يخترق قلبها بلا ادني جهد.........
:- وحشتيني......
اغمضت عينيها  بلا وعي وقلبها يتقافز كحبات البوشار  بينما داخلها يبتسم  ا
وهي تفكر انه لو قال لها شخص ما قبل عدة شهور انها من الممكن ان تفتقد خالد مروان بهذا القدر او يفتقدها هو لكانت ضحكت عليه حتي ألمتها معدتها من الضحك.........
همست تجيبه برقة  ودلال لم تقصدهما..
:- بجد......
ازداد تنفيه عنفا بينما يقول بنبرة شرسة...
:- بلسم....... ارجعي الشغل بكرة....
:- لا يا خالد مينفعش فرح اخويا بعد اسبوع..........
تنهد ببعض الغضب ثم قال بخشونة....
:- ماشي يا بلسم مع السلامة......
همست بحزن وصلته عبر نبرتها التي يحفظها......
:- خالد انت زعلان مني......
ابتسم بحب لتلك المخلوقة التي تحرك قلبها الصخري بعنف داخل صدره......
كم يحبها ويشتاقها......
تنهد مرة اخري ثم قال بحنان......
:- للأسف مقدرش........ مفيش حد بيزعل من نفسو........
ابتسم بخجل ثم قالت بهمس خفيض.....
:- انت كمان وحشتنى.......
عادت انفاسه تزداد عنفا بعلامة تميزها دائما .......
وتسعدها ان تعلم انها تأثر به.......
احساس حلو كالشهد........
ان تعلم انه يحبها كما تحبه يشتاقها كما تشتاقه.........
سمعت همسه الحنون يطربها ببعض الكلمات....
:- بجد بتشتاقي ليا يا بلسم.......
لا تعلم لماذا شعرت انه يسألها بخوف ويتمني التأكيد......
هل لا زال ليس بواثق انها تحبه.....
انه اصبح اغلي من انفاسها.......
هو الحنان الذي يحتويها دوما ......
جدارها الأمن الذي تستند اليه...... 
همست ببعض الكلمات التي كانت قد سمعتها في اغنية رقيقة من قبل.....
:- ألاف الأزهار .....
تبكيني تنادي......
تحترق كلها معا في داخلي......
شوق مثل النار.......
يندلع في دمي..... .
ولهيبه لظي لمدي لا منتهي......
....
......
اشتاق اليك.........
وكيف لا اشتاق .......
والقلب بيديك.......
احس واستفاق.. ..
توقفت عن الغناء بعد ان خانتها الكلمات.......
وهي تستمع لأنفاسه العالية العنيفة وهو يستمع اليها........
همس بصوت أجش كأنه يخاف ان يقطع ذالك السحر الذي احاط بهم ....
:- بلسم......
همست بخجل......
:- باي هقفل...
اغلقت وقد تألقت عينيها بحب.......
تنهد بحرارة وهي تفكر انه لا ضرر من ساعة مسروقة لزيارته غدا في النهاية هي تشتاق اليه......
:- هيييح...
وصلها صوت يقلد تنهيدتها لتنظر في ذالك الاتجاه لتجد يارا ودنيا ينظران اليها بحالمية مضحكة ثم قالت دنيا بصوت ناعم جدا ودلال.....
:- بجد ....
..
ردت عليها يارا بصوت مليء بالحزن المزيف ......
:- انت زعلان مني يا خالد......
نظرت بلسم لكل منهما بغضب ثم قال باستفزاز.......
:- اممممم....... دنيا هانم بتتريق مش كدا تحبي انا كمان اقول شفت ايه يوم ما رحتي انتي وسامر تفكو الكبس ولت تسكتي احسن.......
احمر وجه دنيا خجلا واحراجا ثم زجرت  بلسم بنظرة حلدة رغم انها تعلم ان بلسم لم تشاهد شيء سوي كلمات هامسة بينهم ........
ضحكت يارا وهي تقول بستفزاز.....
:- انا بقي متقدريش تمسكي عليا حاجة..
ابتسمت بلسم بحبث ثم قالت......
:- لا معاكي حق.......
اقتربت منها ثم همست لها بعدة كلمات لتتبدل الوان يارا مئة لون ثم قالت ببتسامة مغتاظة......
:- انا مسمعتش حاجة اصلا......
ضحكت بلسم بصخب ثم قالت....
:- انا قولت كدا برضوا......
خرجت وتركت كل منهما تظر اليها بغيظ ثم انفجرت كلتاهما في الضحك.....
********************      
استيقظت من النوم متأخرة كما اعتادت في كل يوم عطلة نظرت الي الفراش بجوارها لكنها تفاجأت حينما لم تجد نائما مكانه......
اين قد يكون الأن.....
ان اليوم عطلته وهو دائما يستيقظ متأخرا يوم العطلة.......
وقفت بحماس لتبحث عنه فاليوم سوف يذهبن لزيارة شقيقتيها .......
فشقيقتيها العزيزتين اصررن علي المكوث مع الخالة وروود بعد ان تمسكت بهن متحججة بأن كلتا بناتها مسافرتان وابنها متزوج وهي شبه وحيده.......
لقد احبت حقا كل فرد من هذه العائلة خاصة خماسي قطع السكر ( ملاك..تمارا  ...وروود وحياة وكارمن) ...  كما يسميهن العم يوسف المرح علي الدوام....  
خرجت من غرفة النوم بعد ما غسلت وجهها وارتدت مأزرا قصيرا يصل الي ركبة كان هدية من ملك توؤم زوجها.......
بحثت عنه في المطبخ ثم الصالون ثم دخلت إلى غرفة المعيشة لتتفاجئ بثلاثة وجوه ضاحكة تهتف في وجهها....
:- سنة حلوة يا جميل...... سنة حلوة يا جميل......
ضحكت بسعادة وهي تنظر الي مالك الذي كان يحمل حنين الضاحكة وبجواره حبيبة وامامهم طاولة مزينة بكعكة ضخمة وقطع من الحلوي.....
اقتربت منهم وعينيها تدمعان بسعادة....
انزل مالك حنين ليحيط الجميع بها في حلقة وهم يهتفون بمرح.....
:- سنة حلوة يا حلوة يا جميل..... يلا حالا بالا حي ابو الفصاد هيييي يلي عيد ميلادو الليلة اسعد الأعياد متحيو ابو الفصاد......
انتلقت ضحكاتها ناعمة عميقة سعيدة كما لم تكن من......
همست من بين شفتيها وهي تحتضن شقيقتيها.....
:- شكرا .....
يعلم انها لا تشكل علي ذالك الحفل البسيط.....
بل تشكره علي قلبها المتخم بالسعادة بسببه.......
************           

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Where stories live. Discover now