الفصل السابع عشر

2.9K 113 4
                                    

تقف في الجامعه تبتسم بمرح و تتحدث مع بعض زملائها الذين تعرفت عليهم وتصادقت معهم بسرعه فهي دائما لطيفة مع الجميع مرحة منطلقة  ......
قالت احدي صديقاتها بمرح  وهي تشير لبضعة فتيات يجلسون وحدهم في شلة منفردة.....
- : اموت و اعرف عملتي فيهم  ايه ....... دا شلة سوسن كلها بقت تشوفك تبص في الأرض.
ابتسمت هي برقه وقالت بينما تتذكر حبيبها الذي لا ينفك يحميها ويحرسها .....
-: يمكن ربنا هداهم ....... انا هعملهم ايه يعني يا جميله .
قالت اخري وهي تتخصر لها وتقول بمكر بينما ظهر من لهجتها الشعبية بعض الشيء مستواها البسيط.....
:- لا والنبي.....يا بت صيعي علي حد غيرنا.
-: يا ربي.....نفسي اعرف في واحده محترمه تقول الكلمة دي صيعي .....لو جوزك سمعك بقي يا ست مرام .
قالت اخري بضحكه مرحه وهي تضحك بانطلاق.....
- : اذا كان هي متعلماها منو اسكتي اختي وانا عارفاها.
-: تصدقو انتو الاتنين فظاع اوي .... اختين و مولودين في نفس الثانيه و مش توؤم....نفسي افهم ازاي يا مي .
قالت مرام بضحكه بينما تغمز بعينيها لمي.....
- : ايه يعني يا بنتي ما انا قولتلك قبل كدا ....ماما ومرات ابويا خلفونا مع بعض نقول لا يعني .
عادت البلاهة تحتل وجه دنيا وهي تقول بحيرة.....
- : طيب دي وفهمناها.... ازاي بقي انتي يا مرام متجوزه اخو مي مع انكم اخوات .
- : يووه يا دنيا ما انا حكيتلك ميت مرة..... عشان هي اختي من الأب وهو اخويا من الأم يا اذكي اخواتك.
بغضب  مصطنع تحدثت وكأنها غضبت حقا من اقوالهم ......
- : كدا تصدقي انت و هي جزم انا ماشية.
مرام و مي .........
: استني يا بت تعالي هنا.
دنيا بضحكات رقيقه وهي تخرج لهم لسانها بطفوله......
- : لا.... انا هروح بقي عشان سامر ميزعقش.
جميله ومرام ومي معا وفي نفس الوقت .........
-: ااااه.....سامررررر.... قولتيلي.
رفعت حقيبتها تهددهم بها وهي تقول بغيظ .........
- :  هضربك انتي وهيا ملكوش دعوه بسامر .....بس صحيح فين الواد حسام وطاهر....
اتاها صوت مرح يقول بعبث وهو يتظاهر بحركات تمثيليه......
- : اااه قلبي الصغير لا يحتمل ..... القمر بيسأل عليا .... لا انا مش مصدق.
استدارت له لتضربه بطرف حقيبتها  بمزاح .......
: تصدق انا غلطانه....اتحرق يا حسام.
قلب حسام عيناه ببرأه ثم قال بصوت حاول جعله رقيقا....
- : اهون عليكي.
مازحه صوت رجولي اخر وهو يضربه بخشونة علي كتفه......ظ
- : ياض استرجل.....يا لهوي علي الرجاله.....مساكم عسل يا حلويات.
ضحكت دنيا بانطلاق وهي تغمز للفتيات وتقول بحسرة مصطنعة......
- : احب اقولكم يا جماعه اني فعلا فقدت الأمل فيكو شله فشلللللللة.....انا مروحه. باااياااات.
ودعها الجميع بتحية مرحة....
****************************
تركتهم وذهبت بخطوات سريعة الي ان وصلت الي باب الجامعة لتسمع صوت تعرفه جيدا يناديها بمزاح.....
- : رايح فين بس يا جميل .
ضحكت دنيا وهي تقول لها بغيظ  ...
- : وربنا يا يزن لو مكنتش يزن لكنت عملتلك عاهه مستديمه .
- :بس انا مش مازن يا روحي  لا ابن اختو...
ضربت  كتفه بمزاح ثم قالت بغيظ.....
- : يخرب بيت دمك دا.....
يزن بستفزاز وهو يحرك حاجبيه بشقاوه .......
-: خفيف انا عارف.
دنيا وهي تخرج له لسانها......
- : لا يا حبيبي معندكش منو اصلا.
ضحك يزن قائلا بمرح .....
- : بقي كدا طيب حسابك تقل معايا اوي وانا........ الي ياعيني عليا كنت جاي اعزمك علي الغدا.
نظرت له بستغراب  ثم قالت بمزاح يشبه الجد......
-: ايه يا يزن يا حبيبي انت عيان ولا ايه....مش معقول .....تجيلي وكمان تعزمني علي الغدا..... لا اكيد الموضوع في إنه.
يزن وهو يضربها علي رأسها بأطراف اصابعه......
- : لا يا خفه.... في اوامر عليا من رضوان باشا يتحداكي في لعبة دومنا وتمارا هانم عزماكي علي الغدا انتي وسامر وطنط ملاك وخطيبت سموره الأموره .
ضربته علي رأسه هذه المرة ثم قالت بغيظ.....
- : متقولش سموره يا غلس .....اسمو سامر باشا .
يزن بغرور مصطنع وهو يحرك ياقة قميصه.......
- : انا اقول الي انا عاوزو.
- : خلاص يا روحي انا هقولو انك بتقول عليه سموره.
- : لا وحيات ابوكي يا شيخه......عشان سامر وجواد اخويا اديهم مشاء الله طرشه  تهد الحيطه والعبد لله راجل غلبان.
ضحكت بقوة ثم قالت .......
- : هههههههه ..... طيب يا غلبان انت .....خلص خلينا ناخدها مشي .
وصلت دنيا الي منزل تمارا وهي تمزح مع يزن الذي يكبرها بخمسة اعوام وتضحك معه بصوت عالي و هي لا تعي تلك العينان التي تتابعها بغضب وتكاد تفتك بها هي ويزن.
دخلت دنيا لتسلم علي ملاك وتمارا وجواد وفارس وتحتضن رضوان الذي تعتبره بمثابة والدها  وهو يعتبرها ابنته التي حرم منها فهو لم ينجب غير الذكور.
تناول الجميع الغداء الذي لم يخلو من مزاح فارس ويزن الممتع ونظرات الإحتقار من هايدي الي دنيا وهمسات تمارا و ملاك و كلام رضوان و جواد و شرود سامر الواضح ونظراته المشتعلة بغضب اسود بارد .
بعد الغداء لعبت دنيا مع رضوان دومنا و يزن الحكم و هو يعلق تعليقات ساخره علي اللعبه لتضحك و هي تشاكسه......
- : ياه يا يزن دا انت كنت هتبقي معلق ماتشات روعه هتخلي الناس ميتفرجوش علي الماتش ابدا ......
ضحك رضوان وفارس الذان كانا يجلسان بجانبهم بينما ذهبت ملاك وتمارا الي ركن قصي من الصالون يتكلمون بهمس كأنهم يناقشون احد الأسرار الحربيه....
كان سامر جالس مع هايدي لكنه شارد في ضحكة دنيا الناعمه كأجنحة فراشه وغضبه يزداد كل لحظة وهو يراها تشاكس يزن وتضحك معه .......
يشعر ان ضحكاتها حصرية له فقط هو فقط من يحل له سماعها.....
ظل يفكر لماذا ......
هي كبلسم عنده وبلسم لا تتؤك يوما يمر بلا ضحكات مشاكسات مع كل فرد في العائلة  ....
لكن دنيا........
هو لا يشعر بهذا الشعور مع بلسم ......
يمكن لأن بلسم كبيره بينما هذه صغيرته .....
صغيرته الناعمه .......
يا الله كم يحب ضحكاتها .....
عيناها اللامعه البريئة ....
شعرها الحريري ....
اااه منها تلك الفتاه التي بقدر نعومتها بقدر خطورتها ...
افاق من شرود  افكاره بها  علي جملة من رضوان و هو يمازحها اشعلت في قلبه نارا محرقه ....
-: بس مشاء الله عليكي يا دنيا بقيتي عروسه زي القمر و نقصك العريس......ايه رأيك بقي ندورلك علي واحد  .
ابتسمت دنيا بخجل بينما هتفت تمارا بفرحه كأنهاكانت تنتظر تلك الجملة بفارغ الصبر......
- : و انا عندي العريس.....
قال فارس بمزاح.......
- : اكيد مش انا.....انا واحد غلبان مستحملهاش.
شاكسه يزن بمزاح.......
- : ليه بس دي حتي كيوته خااااالص ...... تعالي يا دودو يا حبيبتي و انا اتجوزك و يقتلك يا تقتليني مفيش حل تالت.
ضحكت دنيا ثم قالت بشقاوه  وهي تحرك حاجبيها بطفولة ......
-: لا يا اخويا انا اخدك انت ليه مستغنيه عن عمري ...... او حتي فروس الغلس دا..... لا يا بابا انا هتجوز ملك جمال زي عموا رضوان كدا.
ضحك رضوان بمشاكسة ثم قال.....
-  : و احنا فيها ابعت هات المؤزون يا يزن.
ضحك الجميع علي مزاحهم لتقول تمارا بغضب مصطنع  ......
-: رضواااان.
رضوان بضحكه رجوليه خشنه ......
-: يا حبيبتي انا بقول عشان نجوزها ليزن مش اكتر.
دنيا بحزن مصطنع وهي تصطنع بعض الحركات المسرحية......
- : هعيط و ربنا ..... كدا ...... كدا تخلي بيا وتسيبني بعد ما وعدتني  يا وحش طب والله ماهسامحك....
صدح صوته الجليدي وهو يهتف بغضب اسود.........
-  : دنييا.
نظرت له ببرأه وقد فزعت من صوته العالي لا تدري ما الذي اغضبه بينما نظر اليه  الجميع بستغراب قطعته ملاك وهي تقول....  
  : في ايه يا سامر.... بتزعق كدا ليه .
تدارك سامر احراج الموقف بينما يقول بهدوء يخالف ما يشعر به حاليا......
- :معلش يا ماما انا عاوز دنيا بره في حاجه مهمه ..... بخصوص حاجه في الجامعه.
تركهم وخرج وهو يشير اليها بأن تتبعه...
خرجت معه الي الحديقه وهي ترتجف وعقلها لا يتوقف عن التفكير ......ماذا يا تري اغضبه.......
ما ان خرج من المنزل حتي امسك يدها بقوة وهو يجزبها خلفه حتي كادت تقع عدة مرات بسبب خطواته الواسعه..... ولكنه لم يهتم بل ظل يجذبها خلفه  حتي وقف تحت شجرة عاليه ..... .......
نظر إليها و لرعبها الظاهر علي محياها الرقيق  .........
ليتنهد بقوه و يحاول تمالك اعصابه والكلام معها بهدووء هو اصعب ما قد يمتلكه في هذه اللحظه .....
-  : انتي شايفه ان هزراك جوه دا صح......
دنيا ببرأه وهي لا تفهم عما يتكلم الأن .....
- : اناااا....كلنا كنا بنهزر و.....
سامر بفحيح من بين اسنانه......
- : اخر مره.....مفهوم.
هزت رأسها بنعم في خوف.....
بينما تابع هو بصوت أهدء قليلا.......
-  : طيب البنات الي في الجامعه زعلوكي تاني.
هزت رأسها بنفي....
تكلم بحده بينما غضبه منها يتزايد.....
-: دنيا ردي عليا متدنكيش تهزي راسك كدا.
خرج صوتها مرتعشا خائفا بينما تجيبه.....
- : مش ضيقوني.
كانت تخفض رأسها عنه وتفرك كفيها بتوتر .......
كان هو يبتعد عنها بضع سنتي مترات فقط .....
اقترب منها ببطأ ..... لتتراجع هي غريزيا بدون ارادة منها ......
حتي لامس ظهرها الشجره الكبير ..... دق قلبها بعنف .......
و هي تراه يقترب منها حتي لم يعد يفصلهم الي القليل جدااا جدااا....
بينما هو لم يعرف ماذا يفعل ........
هو فقط يتبع ما يشعر انه يود فعله .........
شعر بقلبه يكاد يخترق قفصه الصدري من كثرة دقاته المجنونه التي تخطت مستواها الطبيعي بمراحل ....
ظل ينظر اليها و هي محنية الرأس بتوتر  ...... و جهها القمحي الناعم مثل الأطفال يلمع مع ضوء الغروب بشكل ساحر ........ و رموشها البنيه الطويله ترمش كل لحظه بتوتر ...... رفع ذقنها بأحد اصابعه ..... لتقابل عيناه ذات اللون الذهبي الداكن كوالدته .....عينان بلون القهوة الصبوح ....... ذاب فيهما لدرجة لم يشعر بأي شيئ حولهم كأنه غارق في بحر متلاطم الأمواج من القهوة الداكنه ......
بينما هي ..... ذادت دقات قلبها واحمرت وجنتيا بخجل وهي تري نظرته الذائبه بعينيها......لأول مره تعلم ان عيناها جميلتين ...... اغمضت عينيها بخجل و حاولت ان تخفض رأسها الا انه لم يسمح بذالك وهو يتلمس وجهها برقه  ..
همس لها بصوت خشن ذا بحة غريبه لم تعتد عليها منه  : افتحي عينيكي.
فتحت عيناها برقه اذابته اكثر واكثر...... همست بنبرة ضعيفه مرتبكه وخجوله وهي تقول : سامر.....ل....لازم ندخل.... طنط ملاك .....
لم يكنه يستمع اليها من الأساس بل كانت عيناه تتابع حركات شفتيها وانفاسه تتضطرب وتعلوا وتيرتها   .... ليقترب منها كالمغيب اكثر واكثر حتي تلامست شفتاهما معا ......
.......: سامر.....انت بتعمل ايه.
انتفض سامر مبتعدا عن دنيا التي ارتجفت من جزور شعرها حتي اظافر قدميها و قلبها يدق لكن تلك المرة برعب مختلط بحزن وانكسار جعلها تفقد القدرة علي الحركه وقد تسللت الدموع لتغرق وجنتيها .....
بينما استدار سامر و هو يحاول تمالك اعصابه ولملمت شتات نفسه التي تبعثرت تحت قدمي تلك الصغيره ......
سامر بهدوء جليدي عكس الحمم البركانيه التي تشتعل بداخله : في ايه يا هايدي.
هايدي بستنكار : في ايه......انت شايف ان دا سؤال....ولا الهانم نستك نفسك.
سامر بغضب  : هايدي الزمي حدودك و وطي صوتك احسنلك ..... و تعالي اوصلك .....و انتي يا دنيا ادخلي جوه و ترجعي مع ماما ....... هحاول ارجع اوصلكم.
سار مع هايدي الغاضبه الي السياره وركب معها وانطلق بها .....تاركا خلفه فتاة محطمه ....... بقدر ماتحمله من مشاعر تجاهه.....
وقفت تنظر نظره خاويه بارده كعاصفه جليديه ....
دخلت الي المنزل لتجد ملاك القلقه عليها ....
ملاك بحنان : في ايه يا دنيا ياحبيبتي...... انا عارفه انو سامر غبي شويه في التعامل....عملك ايه ياروحي.
دنيا بصوت بارد : معملش حاجه...هو سؤلني عن الناس الي كانو بيضايقوني في الجامعه...و خد هايدي يروحها ...... وانا كمان عاوزه اروح .....بس خليكي انتي يا طنط لأن هو هيجي يوصلك.
ملاك بتفهم : طيب يا حبيبتي ....هتروحي لوحدك ..... مينفعش ..... خلي علي الاقل يزن يوصلك .
دنيا ببتسامه صفراء : لا انا عاوزه اتمشي لوحدي و كدا كدا الفيلا مش بعيده.
خرجت دنيا من فيلا تمارا تمشي الي فيلاتهم بخطوات بطيأه ......وصلت الي الفيلا الخاصه بخالها والتي كانت غارقه في السكون وقد أخذ الخدم القليلين الذين يعملون هنا راحة لعدم وجود احد من اصحاب الفيلا .....دخلت الي غرفتها مباشرتاً لترمي نفسها علي الفراش بارهاق ......
صدح صوت زوجة ابيها الكريه من بين ذكرياتها لحرق قلبها ويحطمها اكثر واكثر.......
(الكل هيبعد عنك...... الكل بيكرهك ........ الكل بيعاملك بشفقه....حتي امك ماتت بسببك ...... وابوكي اتعذب بسببك واخوكي سافر واتغرب بسببك ....... و يعالم هيرجع ولا.... لا .....وحتي امير كرهك و بكري كلهم يكرهوكي حتي اهل امك الي اتي رافعه راسك بسببهم ....... هما مش بيحبوكي هما بيشفقو عليكي.....
هيجي يوم ويسيبوكي....)
ترافق كلامها مع مشاهد قديمه من معاملة والدها لها بالسوء واتهامه بأنها من قتلت والدتها وصور لادم الذي سافر ولم يعد....وقد لا يعود ....ومعاملة امير وزوجته لها .....والأخيره صورة سامر و هو يمسك يد هديل ويمشي معها مبتعدا  ويتركها......فهي دائما وابدا ستظل وحيده......
صرخت صرخه عاليه وبكت فجأه .... هي تصرخ بوجع : اسكتي ......اسكتيي.
و صمتت فجأه كما بكت لتتحول عيونها لقطعه من الجرانيت بارده و صلبه .... قامت لتفتح درج مكتبها الصغير و تبدأ بجرح نفسها ونقش عدة حروف علي ساقها الحريريه  .....لتنظر الي دماءها بنظرات خاويه كأنها لا تراها ولا تشعر حتي بألمها .....
ضمت نفسها علي الفراش بوضع الجنين وساقها المجروحه ممدده علي طرف السرير لتقطر دمائها علي الأرض ...... بعد مدة قامت من مكانها لتتحرك ببطأ لتتجه الي الحمام ....دخلت الي الحمام لتملئ الحوض بماء ساخن ....استرخت في الماء الساخن الذي الهب خليها جلدها الناعم حتي جعله احمر ......
اغمضت عينيها لترتاح ......هي فقط تريد ان ترتاح.
..............................................          

انا زعلانه منكم جدا التفاعل مش عجبني

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Donde viven las historias. Descúbrelo ahora