الفصل الثامن والعشرون

2.7K 94 4
                                    

هل اختفت ذرات الهواء فجأة.......
هل سمعته حقا وهو يقول انها زوجته ام انها اصبحت خرفة......
رمشت عدة مرات غير مصدقة لما يقول لتقول  ببلاهة.....
:- ها......
اقترب منها اكثر فأكثر حتي كاد يلامسها ليقول بحشونة وصوت اجش فضح توتره.....
:- انتي مراتي من ساعة ما آدم كان هنا...
ضربها الإدراك فجأة لتقول بضيق....
:- دي كانت ورقة عشان مرات بابا متقدرش تتحكم فيا بعد سفر ادم ثم ان وقتها انا كنت تحت السن القانوني يعني ملهاش لزمة ثالثا ......
صمتت لثواني وقد غامت عيناها بدموع..... هل يستبح حرماتها لمجرد ورقة بينهم يعلم جيدا ان لا قيمة لها..... هل هي في نظره بهذا الرخص تابعت بتلعثم فضح انهيارها القريب.....
-: ان...انت....انا ماشيه.
اوقفها وهو يمسك بكتفيها ليقول بغضب وهو ينظر اليها.....
:- انا قولت هتسمعيني يا دنيا...... الورقة الي بتتكلمي عنها دي اتثبتت من تلت سنين..... انا فعلا مكنتش اعرف ان بابا ثبت عقد جوازنا بس دا بقي حقيقي انتي قانونا مراتي يادنيا......
دفعته عنها لتقول بغضب....
:- ميهمنيش...... ابعد عني يا سامر.....
قال بغضب هو الأخر.....
:- مش هبعد يا دنيا......
قالت بينما تدفه عنها بغيظ وغضب وقد انفجرت دقاتها وعقلها لا زال حتي الأن مذهولا بما سمع......
:- هتبعد يا سامر.. ..... اصلا انا غلطانه اني وقفت اسمعك.....
امسك كفيها ليضعهم خلف ظهرها بقيضة واحدة ثم قال بغضب....
:- اهدي بقي عصبتيني....... بإرادتك او غصب عنك هتسمعي الكلام يا دنيا....
:- مش هسمع يا سامر ولو مسبتنيش دلوقتي هنادي علي بلسم وهقول لخال.......
لم تكمل كلماتها الحمقاء التي يعشق التهامها.....

قاومته بغضب وهي تضرب صدره لتحاول ابعاده لكنه احكم قبضتة عليها...
شيء فشيء تراخت قبضته ليترك يدها محيطا خصرها بزراعه رافعا الياها اليه فاقدا كل سيطرة له علي عقله الذي كان دوما يمتاز بالحكمة والعقل لكن معها لا شيء سوي الجنون التشتت واللذة المزينة بالسعادة.....
احاطت عنقه بزراعيها متشبثة به فاقدة لكل عقل ومنطق.....
ناسية كل ما كان وما سيكون......
كل شيء اختفي لم يبقي سواهما تحت ضوء القمر......
شعورها بشفتيه تغرق وجهها تقبيلا جعلها تسترد بعضا من وعيها.....
هي تفقد نفسها رويدا رويدا بين يديه...
تخسر كرامتها ونفسها......
تأكد له ملكيته لها بورقة لم يكن يعلم عنها شيء حتي وقت قريب....
من هنا استردت بعضا من وعيها لتدفعه بقوة بعيدا عنها.....
نزلت كفها الصغيرة بقوة لم تمتلكها يوها لتزين وجنته بصفعة وهي تنظر اليه لاهثة مغرقة العينين بينما كان هو ينظر اليها بصدمة لم يستفق منها حتي بعد ان تركته وركضت في اتجاه الي المنزل بسرعة.......
دموعها اغرقت وجنتيها......
ودقات قلبها التي كانت منذ لحظات  تكاد تكون مسموعة اصبحت بطيئة مؤلمة وغصة تكونت في حلقها منعت عنها الهواء.......
دخلت الي غرفة بلسم بعنف بدون ان تطرق الباب انتفضت بلسم التي كانت مندمجة في محادثة خالد لتعاجلها دنيا حتي قبل ان تنطق بشيء.....
:- انا عاوزة اروح بيتنا حالا...... مش هستني هنا دقيقة واحده......
*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*-*_*-*_*-*_*
ذالك الصوت المزعج اقلق نومه....
من قد يصنع تلك الجلبة في ذالك الوقت تقلب منزعجا في فراشة بينما يده امتدت تبحث عنها بجواره لكنه لم يجدها.....
فتح عينيه بنعاس لنظر حوله باحثا عنها......
طار النعاس بعيدا وهو يراها تقف في مرجاض غرفتهم المفتوح مائلة علي الحوض الصغير تشهق كأنها تبكي....
قفز من الفراش بسرعة متجها نحوها وقلبه يهدر بخوف....
لامس كتفيها ليقول بقلق استبد به....
:- وعد يا حبيبتي انتي كويسة.....
ابعدت عنها وهي تنحني علي الحوض مرة اخري لتتقيء بصوت مسموع وهي تشهق بألم......
ربت علي ظهرها بحنان ثم فتح صنبور المياه ليغسل لها وجهها بحنان ثم اعادها الي الفراش ليقول بحنان قلق....
:- انتي كويسة يا وعد...... اتصل بماما....
هزت رأسها بنفي بينما تقول ببتسامة شاحبة.....
:- انا كويسة يا ياسين...... هو بس انا تعبانة شوية شكلي خدت دور برد في معدتي .... عشان انا حاسة اني بردانة...
احتضنها بحنان وهو يقول لها بقلق
....
:- حتي لو كدا..... احنا بكرة نروح لدكتور.... انتي شكلك تعبانة اوي....
ابتسمت له بينما تستلقي علي الفراش جواره.....
سمعها تقول بهمس ناعس....
:- انا بحبك اوي يا ياسين....
ابتسم لها بعشق ثم مال عليها مقبلا جبينها وهو يقول بهمس مماثل...
:- وانا بعشقك يا وعد ياسين.....
يعلم انها تحبه وتعلم انه يحبها.....
فهناك افعال تجزم اقوال قيلت في صمت....
وهناك اقوال تقتل عاطفة خلقت في صمت.....
وهناك صمت يقتل افعالا خلقت كلمات وأدها الصمت  ....
""""""""""""""""""   
:- يا ياسين والله انا كويسة مش محتاجة دكتور دول كانو شوية برد راحو لحالهم.....
نظر لها باستنكار ثم قال بغيظ  ......
:- شوية برد ايه يا وعد انتي قولتي كدي امبارح وكنتي بتموتي.... هنروح عند دكتور يعني هنروح عند دكتور.. ومفيش اعتراض....
قالت بغيظ وترجي.....
-: عشان خاطري يا ياسين..... طيب استني يومين لو دنتني تعبانة نروح.
:- يومين...... وعد انتي مخلية عني حاجة.....
نظرت له ببرائة بدت مصطنعة وهي تقول......
:- انا لا ابدا.....
اقترب منها رافعا احدي حاجبيه لتتراجع هي لا اراديا حتي اصطدمت بالحائط ليقول بخشونة....
:- وعد.....
تغضنت ملامحها ببكاء ثم قال....
:- انا حامل يا ياسين .....
:- نعم.....
قالها بغباء رجل شرقي تلقي اجابة لم يتوقعها لترد هي بغيظ انثي افسد لها رجلها مخططاتها....
:- حامل يا ياسين...... اديك بوظت المفاجئة بتاعت عيد ميلادك........
:- مفجأة ايه انتي حامل بجد.....
ضربته علي صدره بغيظ وهي تبعده عنها.....
:- لا بهزر معاك ..... في ايه يا ياسين....
شهقت بصدمة وهي تشعر به يحملها ليدور بها بسعادة بينما لم تشاركه سعادته بسبب ذالك الشعور بالغثيان الذي راودها.....
:- نزلني يا ياسين.....
انزلها وهو ينظر اليها غير مصدق.....
:- انا مش مصدق نفسي.....
ابتسمت له ثم قالت بحنان بينما تلمس وجنتها الخشنة بيدها.....
:- مبسوط يا حبيبي.....
:- هو دا سؤال يا وعد ......
نظرت اليه بغيظ ثم قالت....
:- يعني هو سؤال انت حامل عشر مرات هو الي مكنش سؤال يا ياسين....
:- متزعليش يا بطتي...... تعالي اثبتلك انا مبسوط ازاي.. .
اقترب منها لتبتعد عنها وهي تناوره حتي لا يقترب بينما تتعالي ضحكاتها السعيدة وضحكاته الخبيثة وقد قرر ان لا عمل اليوم ولا ضرر من المكوث في المنزل احتفالا بأسعد خبر سمعه في حياته.......
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*  
وقفت تنظر بغيظ الي تلك الواقفة امامها تعدل من مظهرها امام المرأة لتقول بضيق وهي تحذرها.....
-: علي فكرة يا دنيا الي انتي بتعمليه دا   غلط  واخرتو وحشه افتكري اني حذرتك انا مش موافقة علي جنانك دا...... حتي لو انا كمان متضايقة من تصرفات سامر الغبية.
زفرت دنيا بملل وهي تقول بلامبالاة مصطنعة بينما قلبها يرتجف خوفا مما ستلاقيه بعد عودتها........
- : اولا هو ملوش يتدخل في حياتي.... ثانيا مش هو الي رفض اني امشي ووقف قصادي خلاص اعمل الي انا عوزاه ثالثا...... انا عملت ايه اصلا لكل دا......واحده صحبتي و عزمتني علي عيد ميلادها اقولها لا يعني.
رفعت بلسم احد حاجبيها بغيظ ثم قالت بضيق......
- :  لا بجد اقنعتيني.......اممم ....... وصحبتك دي مش نفس البنت الي اذتك اول السنه وسامر كان هيفصلها من الجامعة ثم من امتي بقت صحبتك يعني .
رفعت دنيا كتفيها بلا مبالاه بينما تمشط خصلات شعرها السمراء.....
-: ايوه بس البنت ندمت وعزمتني علي عيد ميلادها كهدنة و صداقة مفيهاش حاجه يعني يا بلسم  ....... عشان خطري متكبريش الموضوع......
هتفت بها بلسم بغضب وهي تلكز تلك الغبية التي تقف امامها ........
- : والله انتي يا هبلة يا بتستهبلي .... و كمان اذا فرضنا انك صح  وانها ندمت المسكينة........ ممكن تقوليلي ازاي فجأه كدا قررت تعزمك انتي .... وانتي بس ما بين زمايلك كلهم..... اذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل يا دنيا هانم  .
تركت دنيا فرشاة الشعر علي الطاولة ثم قالت بينما تواجه بلسم وجها لوجه.....
- : بلسم انتي بجد مكبرة الموضوع جدا ثم انا قولتلك مش هتأخر خلاص بقي ...... يلا بقي باي......انا مشيه.
ظلت بلسم تتابعها وهي تخرج امامها وقلبها  يبتهل ان تمر تلك الليلة بأمان..... ذالك الضيق والألم في قلبها دوما ما كانا علامة لا تكذب علي أخبار سيئة.....
دعت من كل قلبها ان ينجيها الله وتعود سالمة  .....
بينما خرجت دنيا و صعدت الي  سيارتها الحديثة التي كانت هدية خالها في عيد ميلادها السابق و انطلقت الي ذالك العنوان الذي اعطته لها صديقتها جميلة........
فهي ليست ذاهبة الي عيد ميلاد سوسن كما قالت لبلسم فهي ابدا ليست بذالك الغباء لتأمن لتلك الحية المسماه سوسن لتذهب اليها في عقر دارها......
بل هي فقط تود ان تشعل اعصاب سامر فهي تعلم ان بلسم سوف تقول له.....
هو يجب ان يتأدب ويعلم انها ليست لعبة بين يديه يحركها كما يشاء......
هي لا زالت غاضبة ومقهورة من منعه لها من السفر بكل جبروت وتجبر.....
هل يعتقد حقا انها سوف تسمح له بالتحكم فيها كما كانت سابقا.....
لا لن تسمح ابدا......
لا تعلم من اين اتت لها موجة العناد تلك فقد كانت دوما رقيقة لطيفة ومطيعة خاصة عندما يتعلق به الأمر......
لكن منذ تلك القبلة التي تشاركاها في غرفة بلسم وهي تشعر بالقوة.....
كأنها استشفت انه ايضا يمتلك مشاعر تجاهها....
اكثر من كونها شقيقة صغري او صديقة ....
مشاعر امدتها بالقوة واعلمتها انها لم تعد تود تلك الفتات التي كان يرميها لها سامر فتأخذهم راضية. . ...
لا هي تريد حبه كله....
مشاعره كلها......
ان يكون لها لا ان تكون تسلية له......
هي لن تسمخ له بستغلال مشاعرها تجاهه في التسلية......
في النهاية هي تعلم ان خطة عنادها بدأت بالنجاح فهي لم تري سامر يوما فاقدا للسيطرة علي اعصابه بهذا الشكل.......
يفرحها ان تعلم انها تأثر به ولو قليلا  ...
ويا ليتها تعم انها المؤثر الوحيد الذي يأثر به.....
بكل خلية من جسده......
رمت افكارها الخاصة بسامر خلف ظهرها غهي لن تعكر امسيتها بالتفكير فيه في النهاية هي سعيدة.....
يا اللهي هي حقا  سعيدة جدا لقد اتفقت مع صديقاتها جميلة ومي و مرام وصديقيها المشاكسان  حسام وطاهر وياسر زوج مرام ومازن خطيب مي ان يتقابلوا معا احتفالا بكتب كتاب مي الذي حدث علي نحو ضيق بين عائلتها وعائلة خطيبها......
تأكدت من الهدية البسيطة الموضوعة علي المقعد المجاور لها ثم عادت تقود السيارة بهدوء وعلي الرغم منها عادت افكارها تدور حوله....
يا تري كيف سيكون ردة فعله عندما تخبره بلسم بوجهتها المزيفة.......
هل سوف يغتاظ ام يغضب.......
هل سوف يموت قهرا بسبب فعلتها ام سوف يحترق قلقا......
وماذا سوف يكون ردة فعله تجاهها هي.......
كم تتمني رؤية وجهه حين يعلم انها خدعتهم ولم تذهب الي حفل العيد ميلاد بل الي احد الفنادق الضخمه مع اصدقائها الذين لو علم سامر ان فيهم رجالا لقتلها لكن لا يهم .....
اوقفت سيارتها في الجهة المقابلة  للفندق .....
هاجمتها رغبة العنيفة بالعودة الي المنزل......
رغبة مخيفة لا تعرف لها سببا.......
تنفست بعمق ثم نزلت من السيارة بثقة وهي تتجاهل تلك الرغبة الغبية التي اثارت داخلها قلقا لا محدود.....
عبرت الطريق لتدخل الي الفندق بثقه واتجهت الي مطعم الفندق تبحث عن اصدقائها .
ما ان دخلت المطعم حتي رأت اصدقائها يلوحون لها لتتجه اليهم بسعادة......
جلست بجوار مي التي يجلس بجوارها من الجهة الأخري خطيبها ثم زوج شقيقتها ثم شقيقتها ثم جميلة  ثم طاهر ثم حسام ......
رحب بها الجميع بمرح وقد تعرفت لأول مره علي زوج مرام وخطيب مي .....
صفر حسام بمرح وهو يغمز لها بينما يقول بمزاح.....
-: لا ايه الجمال دا يا دودو مش معقول .......دا انتي طلعتي صارووووخ.
ضحكت دنيا بمرح وهي تضربه بحقيبتها قائلة بغضب مصطنع......
-: لم نفسك يا روميوا احسنلك.
تصنع حسام الألم بينما يقول بغيظ.....
- : اااه يا قوية يا مفتريه ...... انا اصلا غلطان اني بجاملك  يا معفنه.
قالت بغيظ وهي تعيد ضربتها له.....
-  : معفنه في عينك  يا حسام .....
ضحك الجميع عليهم وظل الأصدقاء يمرحون طوال الوقت وقد شعر الجميع بالألفه تجاه بعضهم حتي زوجي مرام ومي .......
انتهي الجميع من سهرتهم وقد تعمدت دنيا الا تتأخر كثيرا حتي لا يجرفها طوفان سامر ......
في النهاية هي تهدف الي اغاظته هو وليس قتله.....
خرج الأصدقاء من الفندق وهم يضحكون وحسام وطاهر يلقون النكات .....
لتقول دنيا الضاحكة بمرح......
_: باياات بقي........ اشفكو بكره في الجامعة......  والف مليون مبروك يا استاذ مازن والله يكون في عونك صراحه انا بطمنك بس......
ضحك مازن بينما ضربت مي كتف دنيا بغل وهي تقول بضيق مصطنع......
- : الله يكون في عونه ليه بقي.....هو انا في زي يا بت.
ضحكت دنيا وهي تقرص وجنة مي....
- : هههه هو انا قولت حاجه دا انتي قمر حتي...... انا بس بهدي النفوس يا ميمو
.. باي بقي.
ودعها الجميع وهم يشيرون لها  لتشير لهم في المقابل.....
ما ان استدارت محاولة ان تعبر الطريق حتي تقدمت سيارة مسرعة كالصاروخ لتصدمها بقوه لتسقط دنيا علي الأرض غارقة بدمها بينما تعالت صرخات وصيحات اصدقاءها من حولها وتجمهر الناس من حولها الا انها لم تكن تري احد او تستمع لأي احد فقد رأت نور يسطع امام عينيها لتخرج منه والدتها الحبيبة......
هل هذه والدتها حقا.....
كانت تبتسم لها بحنان لتبادلها دنيا الإبتسامة لتمد والدتها كفها لها وهي تقول بحنان......
:- يلا يا دنيا هنتأخر.....
عادت دنيا تبتسم لها وهي تمد يدها لوالدتها لتمسك بها وهي تشعر لأول مرة بطعم السعادة والراحة  ........
اغمضت عينيها براحة عارمة......

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*            

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Where stories live. Discover now