الفصل الثالث والعشرون

2.8K 98 7
                                    

صعد ينهب السلم نهبا الي غرفت شقيقته التي عادت من السفر ..... سيرحب بها وبعودتها سالمه  سريعا و يرحل فهو علي موعد مع خطيبته لأنه قد اهملها كثيرا تلك الأيام  .....
اه كم اشتاق لبلسم و شقاوتها  وكم افتقد مقالبها وضحكاتها ....
لقد قالت له والدته انها في غرفتها و ان دنيا قد تكون معها وهذا اكثر من جيد  ..... ابتسم بشتياق لتلك العزيزة علي قلبه دنيا المشاكسة الصغيرة التي كادت توقف قلبه منذ عدة ايام ....
وصل الي غرفة بلسم سريعا .......
دق الباب بخفه و دخل لكن لم يجد احدا ....
نادها بصوته الخشن الذي يحمل بعض المرح الذي يختصه لبلسم وحدها ......
-: بيبو...بلسم....
لم ينهي ندائه الا و دخلت عاصفه حمراء اللون كادت توقف دقات قلبه بحق ....وهي تهتف بحنق طفولي و هي تمسك بين اصابعها اسوارة معدنية رقيقة كصاحبتها......
- : بلسم ........ اربطيلي الزفته دي مش عارف .......
قاطعت كلماتها و هي تنظر الي ذالك الذي يقف في منتصف الغرفة  ينظر اليها بنظرات غامضة تلتهمها التهاما........
وقد لمعت عيناه السوداء ببريق بدي لها مخيفاً لتعود عدة خطوات الي الخلف لا اراديا  .....
تسألت بداخلها بقلق هل يا تري هو غاضب منها ....
ماذا فعلت ليغضب.......
ابتلعت ريقها بخوف ثم قالت بتلعثم و خجل وقد احمرت وجنتيها بسحر لم يلحظه غيره ولم يفتن به غيره........
-  : ...ا...انا ....كنت.
لم يكن منتبها لما تقول بل كان ينظر لها ملتهما تفصيلها بلهفه و قد ارتفعت دقات قلبه بشده حتي كاد قلبه يقفز خارجا من صدره و هو يري جسدها القصير بفستان احمر اللون  بأكمام من الشيفون المطرز بكثير من  الورود الحمراء الصغيرة .......
وله رسمة قلب من الصدري يضيق تدريجيا حتي موضع  حزام خصرها الأسود ثم يبدأ بالإتساع تدريجيا ايضا  الي ما قبل ركبتيها بعدة انشات صغيره لتظهر بشرة ساقيها المرمريتين الفاتنتين ........
وقد انتهت طلتها الساحره بخلخال فضي لامع يحيط احدي قدميها برقه ونعومه وقد احاطت قدميها الصغيرتين بحذاء رقيق اسود به زهرة حمراء صغيرة .......
كانت تضع مكياجا هادئ لا يحتوي الا علي طلاء شفاء بلون داكن قليلا يتراوح من بين الاحمر والنبيذي ........
و رسمة عين رقيقه تكاد لا تكون ظاهره .....
شعرها كان مدرج و مجعد برقه و احاطته هي بمشبك صغير فوق رأسها بشكل غير منتظم و بعض الخصلات الهاربه منه تحيط بوجهها لتعطيه جمالا و سحرا جعل الدماء تغلي في عروقه كالعسل محرقة شراينه........
..... كانت تمسك بين يديها سوارها الفضي اللون يشابه ذالك  الخلخال الذي ترتديه ....
نظر لها و هو يبتلع ريقه و يتحمحم بخشونة.........
-: بلسم مش هنا....مش عارف هي فين ...... انتي كنتي جايه ليه.
قالت ببرائة حانقة وهي ترفع السوار قليلا ليراه........
-: معرفتش البسو .... فجيت عشان هي تلبسهولي.
اقترب منها بدون وعي ليلبسها اياه وهو ينظر مباشرة الي عينيها التي اذابته  بقوه وجعلته كالمنوم لا يعرف ماذا يفعل ..... اغلق لها السوار الذي احاط بمعصمها   ثم رفع معصمها اليه ليقبل شريان الحياه خاصتها كأنها اصبحت عادته او ...... ادمانه ان يشتم عطر جلدها الناعم ........
كان وجهها يشع احمرارا ودقات قلبها تكاد تخترق صدرها من قوتها .....
اسبلت جفونها  في حياء و حاولت ان تتكلم او تفتح اي حديث حتي تزيل الحرج ولم تعلم انها فتحت علي نفسها ابواب الجحيم.....
قالت بتوتر وارتباك  وهي تحاول سحب يدها.......
- : انا...انا كنت جايه ....عشان هنمشي.
احتدت عيناه وسألها بعدم فهم بينما قلبه يغلي........
- : هتمشو.
قالت دنيا ببرأه وسعادة........
- : اه اصلنا ريحين انا وبلسم نحضر حفلة خطوبة صحبتي في الجامع.....
لم تكمل ليقاطعها هاتفا بهدوء عكس البراكين الثائرة  بداخله التي تنذر بالانفجار وصب حممها فوق رأسها الجميل .......
احتدت عيناه اكثر واكثر حتي  اصبحت كالجمر من الغضب......
- : انتي هتخرجي بالي انتي لبساه دا.
دارت دنيا حول نفسها بفرحة وهي تقول  ...........
-: اه .... حلو الفستاه صح.... هو عندي من زمان بس مكنتش بلبسو .... بس ....
قاطعها مرة اخري وهو يهتف بها بقوه وقسوة........
- : روحي غيري القرف دا يا دنيا.
بستغراب  قالت بينما يسكنها الحزن والألم ..........
-  : قرف....يعني لبسي  دا قرف.
اجابها  بغضب بينما شياطينه تتقافز امام عينيه........
- : ايوه قرف....ميتخرجش بيه اصلا ...
بعناد و تحدي طفولي وقد احزنتها كلماته واشعرتها بالإحباط..........
-  : لا ...... حلو وابله ملاك وبلسم قالو حلو وهلبسو برضو..... عجيبني دا لبسي مش لبسك انت .
اشتعل غضبه اكثر فأكثر ثم قالت بحدة ارعشت قلبها.......
  -: قولت روحي غيري الزفت دا يا دنيا احسن ليكي.
بتحدي عاندته  وهي تهتف به بصوتها الرقيق الذي اصبح حادا.......
-  : لا لا لا مش هغيرووووو.
  -: يبقي مفيش خرج من هنا .....
وضعت كفيها حول خصرها لتقول بطفوله اذابت عظامه لتفقده البقية الباقيه من عقله وثباته.........
- : نعععععم....لا طبعا هروح ........و لبسي حلو غصبا عنك ..... انا اصلا كلي علي بعضي عس...
قاطعها عن الكلام اوقف ما كانت ستقول......
لكن تلك المرة لم يقاطعها بالكلمات  بل ابتلع كلماتها هي بين شفتيه في قبلة اقل ما يقال عنها عاصفه جامحة  ..... فتحت عينيها بتساع غير مستوعبه لما يحدث للثواني وقفت كالوح من الجليد لا تستوعب ما يحدث لا تعلم ما عليها فعله او حتي ما يفعله هو .....
لكن لحظات فقط ثم   اغمضت عينيها مستسلمتا له.......
لذالك الاحساس الهمجي البريئ الذي غمرها .....
ام انه حقيقة لا يمت للبرائة بصلة.....
استسلمت و قد خنقتها تلك المشاعر التي فجرتها قبلته الشغوفة........
رفعت زراعيها لتحيط رقبته برقه وقد كادت تقع .....
قدميها اصبحا كالهولام ليضمها اليه اكثر بزراعيه المحيطتين بخصرها.....
سبح كليهما في عالم جميل فاتن  كانا يكتشفانه لأول مرة  .....
لحظات مرت علي كل منهم كالحلم الرائع الذي خطف انفاسهم بعيدا الي عالم اخر عالم ليس فيه سواهما.....
  ولكنه  بالنهاية يظل...... حلما  ...
شهقة قويه اخرجتهم من حلمهما المشترك  ليبتعد سامر عنها بسرعة .....
نظر الي بلسم التي تقف عند باب الغرفة والصدمة تغطي ملامحها الرقيقة   و هي تضع كفها الصغير حول فمها و تنظر لكليهما غير مصدقة لما رأت........   انتفضت دنيا بفزع ما ان استعادت بعضا من ادراكها  و ركضت غير مصدقة لما حدث .....
كيف سمحت له يا اللهي كيف سمحت له........
دخلت الي غرفتها و اغلقت الباب خلفها بسرعة كأن شياطين الجحيم تطاردها...  اتكئت علي الباب بضعف  لتنزلق قدميها ببطأ  حتي استقر جسدها علي الأرض الباردة.......
تهاطل الدمع من عينيها بغزارة  ......
هل تبكي......
لماذا......
هي حتي لا تعرف لماذا.....
الأنها شعرت بالرخص لأول مره ......
نعم هي رخيصه .........
لقد سمحت له بالتجاوز معها  وكل مرة يزداد تجاوزه وهي تصمت وتتقبل لكونها تحبه .....
لكن كفي ....
كفي....
لن تكون رخيصة......
الان كيف يراها ......
مؤكدا انه يراها علي انها فتاة منحطة  قليلة الإحترام والأدب ......
ام مجرد .....
تسليه....
ام فتاة ليس لها ادني قيمه بالنسبة له .....
يا الله  ....
اذا لم تكن ابنة عمته .....
ماذا كان سيحدث .....
....................
بينما في غرفة بلسم خرج سامر مسرعا ايضا و لكنه خرج من الفيلا بأكملها غير عابئ لأي احد .....
......
جلس في ذالك المكان الجميل و الذي يحبه جدا .... وهو ينظر الي الفراغ امامه وهواء المساء البارد يلفح وجهه ليشعره بلسعة برد خفيفه الا انه لم يهتم لها وسط افكاره المضطربه والحرارة الداخلية التي تنبع منه .....
يسأل نفسه مئة .......
لا بل مليون سؤال ويا ليته يجد الاجابه علي اي منهم .....
كيف فعل ذالك.....
يا الله هو حتي لا يعرف....
انها دنيا......
هو فقط لم يستطع منع نفسه عنها ....
كأن حياته كلها كانت متوقفة علي تلك اللحظة........
قد يكون حصل تلامس خفيف بين شفتيهما يوما لكن لم يكن ابدا كما اليوم ........
لم يكن مغلفا بتلك الحاجة الملحة...... الشغف......
الغضب.....
الرغبة التي لا يصدها شيء.....
تنهد بقوه زافرا هواء ساخنا كأنه يخرج بعض من غضبه .....
نعم فهو غاضب ....
غاضب من نفسه........
لماذا فعل ذالك .......
هذا اكثر ما يحيره  حقا ......
هو لم يكن عليه القيام بذالك.....
هي مثل شقيقته ........
هي صغيرته كيف يتجرئ ........
دق قلبه بعنف و هو يتذكر ماحدث.....
ليغمض عينيه متنهدا بقوه....
هل هو نادم......
سؤال طرحه عقله في جلسة مصارحة مع ذاته ....
والجواب هو......
لا هو ليس نادما ابدا ........
ليس نادما لدرجة انه لو عاد الزمن الي الواء قليلا لكرر قبلته لها ألاف المرات بسعادة متناهية........
كيف يمكنه ان يندم علي ما شعر به في تلك اللحظة........
ذالك الشعور كأنه يمتلك الدنيا بأسرها....
له وحده ملك يمينه.......
أيندم علي ذالك الكم الضخم  من المشاعر الدافئة الجميله  ......
ليس نادما ابدا ....
يا اللهي هو يتمني حقا لو يعود الزمن الي الوراء ليعيدها .....
سيعيدها حتي وان كان نصل السيف علي رقبته ......
هو فقط غاضب .....
من نفسه وغاضب  منها....
نعم منها.....
لما عليها ان تكون بكل ذالك الجمال  ..... لما عليها ان تحرك به ما لم تحركه  اخري .....
لما عليها ان تكون الجزء الاكبر ووالاهم والأغلي  في حياته .....
لكنها....
لكنها لا تزال طفله لا تظال صغيرته.....
هو....
هو لا يعرف ما حدث ......
لكن ما يعلمه ان دنيا ليست كشقيقته ابدا نعم هي صغيرته وستظل دوما لكنها ابدا لن تكون شقيقة......
ليس بعدما حدث......
الا انه من الان سيبتعد عنها هذا افضل للجميع ....
فهو يمتلك خطيبه ....
خطيبه....
كيف لم يشعر بتلك المشاعر مع خطيبته ابدا........
لما لم يخفق قلبه و تتسارع دقاته بين جنبات صده مع خطيبته كما تفعل معها .....
لا يهم ابدا لم يعد مهم ....
الاهم الان هو ان يبتعد.....
ليس فقط من اجل خطيبته بل من اجلها هي صغيرته البريئه......
هو لم يعد يثق في نفسه امامها ......
انه يكاد لا يعرف نفسه او تصرفاته كلما تعلق الأمر بها........
رنين هاتفه المزعج اخرجه من شروده الغاضب.....
اقسم داخله ان يصب غضبه كاملا علي صلحب الإتصال المزعج......
  -: الو.
اتاه صوت خطيبته المغناج وهي تزيد صوتها دلالا زاد من ضجره .........
-  : سامر حبيبي انت فين....انا...
قاطعها بنزق ......
- : انا اسف يا هايدي....انا تعبان شويه ومش هاجي.
غضب اسود اجتاحها لكنها اخفته بمهارة لتقول بصوتها المدلل وقد اصطنعت بعض القلق..... 
-  : ليه يا قلبي مالك.
قال سامر بارهاق بينما يتمني لو ينهي تلك المحادثة العقيمة.......
-  : مفيش يادنيا.....اسف يا هايدي معلش اصلي مش مركز خالص.
تنفست بغيظ لم تظهره له كما العاده ثم عادت تتلون كالحية لتقول بحنان مزيف ......... 
-: ولا يهمك عادي يا حبيبي ..... تصبح علي خير.
همست هايدي بتوعد لدنيا وهي تقسم بجميع الايمانات انها ستنتقم منها فمن هي حتي تتحداها وتحاول سرقة حبيبها منها.... .
......................
في اليوم التالي.....كانت دنيا مصرة علي الرحيل الا انها لم تذكر السبب ابدا لذالك رفض حارس رفضا قاطعا لرحيلها ووافقه ساهر وملاك وبلسم ورفض سامر التدخل تماما......
**************************  
( هل هو مختل......هذا مؤكد)
هكذا دار في رأس بلسم وهي تجلس امام مالك الجالس علي الأريكة المقابلة لها يدفن وجهه بين كفيه......
تسمع تنفسه المضطرب وتعلم كم يعاني لكن......
تنفست بعمق ثم قالت بغباء.....
:- في النهاية كدا انا مش فاهمه حاجة صراحة......
رفع مالك نظراته اليها وقد احتدت نظراته بغضب ثم عاد يقف ليقطع الغرفة جيئة وذهابا بينما يقول بحدة.....
:- بقالي اكتر من ساعة بتكلم يا بلسم وفي الأخر مش فاهمه حاجة...... انا قربت اتجنن تعبت يا بلسم.... تعبت من كل المشاكل دي......
حركت عينيها بملل ثم قالت وهي تتحرك لتقف امامه......
:- ادم انت عارف انك غلطان..... انت مش هتكون كدا الا لو انت حاسس بالغضب من نفسك......
نظر اليها ثم عاد يتنفس بعمق......
علي الرغم من ذالك الفارق العمري والحجمي بينهما لكنها كانت دوما المسيطرة.......
معرفتها الجيدة جدا له وتفهمها المذهل له يجعلها دائما في موضع القوة.....
عاد يجلس بينما يقول ......
:- مش عارف...... مش عارف فعلا هل انا الي غلطان ولا هي...... انا بس نفسي نكون مع بعض..... من حبي ليها مش عاوزها تدنها في السر ذي الي بتعمل حاجة غلط......
ردت رافعة احد حاجبيها.....
:- حقك...... بس كان من الأول..... مش من حقك توافق علي شروطها من الاول وترجع تقول لا....... ثم انت عارف انها هي كمان عندها حق...... هي خايفة يا ادم....... شعور الخوف مر..... انت شخصيا خايف من رد فعل طنط حياة... ادم خليك صريح مع نفسك..... شمس متستهلش كل دا منك...... انا لو في مكانها كنت هعمل اكتر من كدا. .......
نظر اليها ادم ببعض التردد ثم قال بغرور زكوري......
:- دا مينفيش انها غلطانه...... انا هبقي احل المسألة دي بعد مشكلة ياسين.....
قالت بلسم بجدية بينما يساورها العديد من الشكوك......
:- هو انا ليه شكة ان مشكلة ياسين الي انتو كلكو قلبين عليها الدنيا وعملنها سر حربي بسبب فريدة......
نظر اليها مالك وهو يرفع احد حاجبيه بمكر  ثم قال بينما يرخي جسده للأريكة ........
:- عوزه تعرفي...... قوليها صريحة بلاش لف ودوران.....
بادلته النظرة الماكرة ثم قالت.....
:- اعترفت يا سيدي اني عاوزه اعرف....
قال ادم ببعض الغضب.....
:- الموضوع ابتدي عند سامر.....
:- سامر اخويا......
:- اه....... واحد صاحبة في الشغل اتصل بيه وقالو ان فيه واحدة عملت محضر  بتقول فيه ان ياسين اعتدي عليها....
شهقة عاليه خرجت من بلسم التي اتسعت عيناها بذهول بينما تابع مالك كلامه متغاضيا عن ردة فعلها العادية تماما في موقف كهذا........
:- طبعا كلنا عرفنا..... ياسين مصدوم وانا اجلت سفري  وجواد وفارس هيئو كل نفوذهم عشان يعرفو مين دي.... وطبعا سامر وقف المحضر وحاول يعرف مين دي...... وفي النهاية المفجأة انها..... فريدة.......
قالت بلسم بصدمة......
:- ازاي دي فريدة طول عمرها صديقة لياسين ومتوقعش انها تحاول تأذيه يا مالك......
:- علمي علمك يا بلسم....... لكن الي عرفتو ان ياسين سافر لها لما اختها الصغيرة اتصلت بيه بس قالتلوا ايه مش عارف بس هو قال انها كانت تعبانة ودخلها مستشفي........ لكن جواد عرف انها كانت في مصحة نفسية وهربت منها قبل موضوع المحضر بيوم واحد....
تنهدت بلسم بضيق وقد شعرت ان العالم يدور بها في دوائر......
رغم انها تعلم شر فريدة وقدرتها علي ايذاء من حولها لكنها لم تتوقع ابدا ان يصل بها الأمر الي هذا الحد......
لم تتوقع ابدا.......
**********************   

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Where stories live. Discover now