الفصل الرابع عشر

2.8K 95 2
                                    

نظرت له ببتسامة  ثم قالت بمزاح تحاول بقدر ما تستطيع ان تخرجه من حالته تلك......
- : لما انت تقعد لوحدك انا اقعد فين .
ياسين بمحاوله للسيطره علي اعصابه الثائرة والتي علي ما يبدو سوف تنفجر في وجه وعد وهذا ما لا يريده......
- : وعد لو سمحتي بلاش هزار ..... روحي نامي .
- : لا ....انا جعانه .
بغضب انفجر بنفعال غاضب في وجهها .......
- : يوووه متخلصي بقي يا وعد ....عاوزه تقعدي اقعدي انا الي ماشي ....
تركها وخرج من الشرفة ..... بل من المنزل بأكمله   وصفق الباب بقوة اصدرت صوت عالي رج جدران قلبها .......
بينما تتابعه هي بذهول  وعيون متسعه .....
مليئة  بالدموع  ......
و هي تفكر في ماذا اخطأت يا تري ليغضب كل هذا الغضب .....
هل كان عليها تركه وحده.........
هل هي حتي الأن لم تفهم ياسين جيدا .........
..........
ظلت طوال اليوم تحاول الا تصال به الا ان هاتفه كان مشغولا طوال الوقت  ........
مما زاد من قلقها عليه .......
ماذا حدث ياسين ........
من يشغل بالك لهذه الدرجة يا عمري ........
ظلت تنتظره ساعة....ساعتان..... عشرة ساعات ... لم تعد تدري او تحسب ......  هي فقط تبكي وتشعر بالذنب ان تكون هي سبب حزنه ...........
لم تضع لقمه بفمها منذ ذهب ......
لا تعرف لما شعرت بأن القادم أسوء .......
ظلت تهمس لنفسها لما .......
لما اصبح بهذا البرود .....
و تلك القسوة .....
بعد مرور ثلاثة اشهرعلي زوجهما....
لقد كان يتعامل معها برقه و.....حب حتي اعتقدت انه قد يكون احبها .....
الا ان احلامها ذهبت ادراج الرياح وهي تري برده وتباعده وجفاءه من ناحيتها ..........
ظلت تدعي و تناجي ربها ان يعيده لها سالما محبا كما كان ......
ظلت تفكر .....
هل مل منها.....
هل سيتركها ....
ظلت تفكر حتي عاد  ..... كان الوقت متأخر من الليل بعد منتصف الليل عندما عاد الي المنزل ......
لم يتكلم معها او حتي يعيرها ادني اهتمام.......
كان يتجاهلها كأنها قد اجرمت في حقه .......
كان تجاهله يعذبها ....
يحرق قلبها ويزيد من احساسها بأنه ما عاد يريدها.........
حاولت الحديث معه.... لتقول برقه ......
-: ياسين.
.......لا رد....
تركها و دخل الغرفة لتدخل ورائه وقد ترقرقت عيناها بالدموع .....
همست له بصوت مختنق........
- : ياسين.....انا اسفه....رد عليا لو سمحت.
.......لا رد......
دخل الي الحمام.....ابدل ملابسه و خرج ....حاولت معه كثيرا لكن تجاهلها ونام ......
خرجت من الغرفه لتجلس في غرفة المعيشه وهي تبكي بشدة وشهقاتها تعلو.....
لم تشعر بنفسها الا وهي تسقط في نوم عميق من كثرة بكاءها ....
في وقت باكر استيقظ ياسين .....او قام من علي الفراش فهو لم يذق طعم النوم ولو للحظه وصوت بكائها يقتله ويمزقه وقلبه ينبض بألم ......
و شعوره بالاختناق يزداد .......
ليته يستطيع اخبارها......
لكن للأسف الأن بالتحديد ولوقت لا يعلم كم سيستمر لن يستطيع اخبارها.... خرج من الغرفة ليجدها نائمه علي الأريكه بوضع غير مريح ......
ذهب اليها ليقبل قمة رأسها بحنان.....
نظر اليها بعمق وهو يفكر انها تعتقد انه يتجاهلها لأنها اخطأت بحقه يا لها من طفلة محببة الي قلبه..........  
هي لا تعلم انه هو من يشعر بالذنب تجاهها فهي تتفاني في اسعاده......
هي من اشعرته انه يستحق السعادة....
هي وفقط من صالحته علي نفسه.....
اغمض عينيه بحزن ثم عاد يستنشق عبيرها وهو يضمها اليه بشكل خفيف حتي لا تستيقظ  ......
صرخ قلبه بعلو انه يحبها...... يحبها الي الأبد ستظل دوما وعد هيتميمته في هذه الحياة ......
هي تلك الهدية التي اهداه له القدر......
سوف تظل وعد هي رمز السعادة......
حملها بخفة ليضعها علي الفراش الخاص بهم لتهمهم هي بشكل طفولي رسم الابتسامة علي وجهه......
تأملها بعمق لأخر مرة ثم خرج من المنزل مغلقا الباب خلفه بهدوء .... .
في الصباح استيقظت و لم تجده علمت انه قد خرج لعمله .....
ارتدت ملابس عمليه خفيفه و ذهبت الي الجامعه بدون افطار .......
فهي لم تشتهي اي شئ و هكذا حتي مر اليوم لتعود الي المنزل بصداع رهيييب.
........
بااااااااااك
سمعت صوت هاتفها مسحت دموعها وقامت لتري من قد يتصل عليها الأن  ......
قد يكون هو .......
يا ليته هو .......
لكن للأسف لم يكن اتصالا من الأساس بل رسالة ..........
كانت رسالة صوتيه منه .......
يخبرها انه قد سافر لعدة ايام في عمل عاجل .........
انفجرت بالبكاء مرة اخري .....
بينما افكارها تعصف بها بلا هوادة......
هل هي ليست مهمة له لتلك الدرجه......
لا يهمه وداعها ولا حتي ألمها الذي شعرت به حينما سافر بدون حتي ان يخبرها .......
بعد عدة ايام قضتهم وعد ما بين الجامعه.....
والنوم..
كانت ياسمين ودنيا دائما معها يحاولون اخراجها من جوها الكئيب دنيا بمزاحها ومرحها ....
وياسمين بنكاتها ومواقفها المحرجة......
وكانت وروود تصر عليا دوما ان تأكل عندهم وتظل معهم حتي لا تظل وحدها ......
هي تحب تلك العائله بمن فيها ..... وروود التي تعاملها بحنان كما لو كانت ابنتها......
وطارق الذي يعاملها كأب حنون وصديق رائع......
و ياسمين الأقرب لها من شقيقتيها الحقيقيتين.
و....حبيبها ياسين....تحبه ......
لا بل انها تخطت مرحلة الحب هذه منذ زمن......
يا الله متي تتخلص من حبه بقلبها ........
متي يتوقف قلبها عن النبض بأسمه ..... منذ الطفوله وهو حبها الوحيد ........
اه يا الله كم اتمني ان ترحمني من هذا العذاب.
...........
دخلت الي المنزل وقد ارهقتها ياسمين التي اخذتها لشراء بعد الأشياء لحفل عيد ميلاد صديقة ياسمين .......
رمت حقيبتها علي المقعد وخلعت معطفها الخفيف و فكت شعرها الذي كانت تعقصه علي هيئة كعكه تشبة كعكة بلسم كما قالت لها دنيا......
لقد كانت ترتدي اليوم هي و دنيا نفس الطقم .....
سروال جينز ازرق و قميص حريري واسع يصل الي ما قبل الركبه بقليل يشبه القمصان الرجاليه باللون الوردي الفاتح بحزام رفيع ذهبي من الخصر وحذاء رياضي وردي بخطوط بيضاء  ومعطف  ابيض خفيف وشعرها كعكه بينما دنيا زيل حصان  ....
ابتسمت وهي تتذكر كلمات دنيا المشاغبه لياسمين بأنهم قد اتفقوا معا علي ارتداء نفس الثياب .......
وغيرة ياسمين وغضبها لأنهما لم يقولا لها بأنهم كانا علي اتفاق لرتداء ذالك الطقم الذي اشترياه معا يوما ما  .....
لكن ما لا تعلمه ياسمين انها كانت صدفه ..........
و صدفه رائعه غير متوقعه ....
....لحظه.....
لماذا تشعر ان .....
انها تشتم رائحته ......
هل ارهاقها جعلها تتخيل ......
لما تشعر بدقات قلبها تزداد بذالك المعدل الذي لا يكون الا في حضوره ..... وضعت يدها علي قلبها الذي يقرع كطبول تعلن بدأ الحرب .....
رفعت نظراتها تجاه باب غرفتهم لتراه يقف هناك بطوله الفارع و ملامحه الرجوليه القاسيه التي اشتاقت لها حد الجنون ........
لقد جنت حقا ....
انها تتخيله كما تفعل كل يوم .....
فركت عينيها بكفها فهي تعرف انه سيختفي ما ان تفرك عينيها او تغمضهمها كما يحدث معها فقد اصبحت مجنونه به منذ رحيله .....
و رمشت عدة مرات الا انه كان يقف مكانه كما هو بطلته المميزه .....
يرتدي سروال منزلي مريح باللون الرمادي وقميص قطني مريح باللون الأسود ......
ليعطه هالته القوية التي تعشقها......
لا بل تعشق كل شيئ فيه.....
بدأ بشعره الأسود كجناح غراب......
الي عينيه البارده ذات اللون الساحر .... و كل ملامحه........
ياالله كم اشتاقت له ........
اغمضت عيناها مره اخري تتمني لو لم يكن حلما......
فتحت عيناها ببطأ لتجده ينظر اليها بما يشبه الابتسامه وعيناه تلمعان بشيء ما.......
هل هو شوق......
هل اشتاق لها  .........
التمعت عيناها بعتاب بينما ترقرقت الدموع فيهما......
رأت  ابتسامته الساحرة تتسع اكثر فأكثر بينما عيناه تتأملانها بجوع ....
هل حقا غاب عنها لأسبوع كامل.....
سبعة ايام لم تره فيهما ولم يكلف نفسه حتي بالإتصال بها.......
سمعت صوته الخشن يداعب قلبها بصوت اجش وهو يقول بشوق.
......
-: مش هتسلمي عليا.....
نظرت له بعتاب ولوم وقد تحررت بعض دموعها لتسري علي وجنتيها -ك- اللألئ ......
بينما باقي دموعها الشفافة تلمع داخل عينيها الزرقاء الفاتنه عندما تأكدت انه يقف امامها حقا....
حاولت اصباغ البرود علي لهجتها وعلي نظراتها التي انهالت عليه بحمم من الشوق والسعاده لأنه عاد اليه وانه موجود الأن  معها بجوارها  ............
وعد ببرود مصطنع وقد فشلت في اصطناعه فشلا زريع ً.........
- : جيت امتي.
بلهجة عابثة وحزن مصطنع قال بينما ينظر اليها كطفل صغير تعاتبه أمه.....
- : مكنتيش عاوزاني اجي ........ تحبي اسافر تاني  .
رغم تأثرها بلهجته الحزينه وملامحه البريئة التي كانت ابعد ما تكون عن البرائة في تلك اللحظة إلا انها عاندت وعادت تكمل ببرود  يختلف عما تظهره عيناها النقيتين من حزن وحمم  محرقة علي وشك ان تغرق وجنتيها النديتين .......
-: مش هيفرق.
رغم الابتسامة التي داعبت وجهه للحظات الا انه سرعان ما تقمص الحزن والأسي وهو ينظر اليها بعتاب ثم قال بصوت ابح يعلم تأثرها به جيدا......
- : بجد ..... طيب انا اصلا مسافر بكره تاني انا بس كنت جي اخد هدومي .
ارتفعت ضربات قلبها بقوة وملئ الخوف قلبها الرقيق هل سيبتعد مرة اخري يا الهي ...........
هي حتي لم تشبع عينيها من النظر اليه ....
قالت بهمس محموم ببحة بكاء  وقد سالت دموعها بغزارة مما احرك ذالك الواقف علي بعد خطوات منها.......
- : بجد.....
هز رأسه لها بإيجاب وهو يقترب منها ببطأ دمر خلايا اعصابها تماما ......
الا ان  وقف امامها لتنقض عليه  بشراسه فجأته للحظة وهي  تضرب صدره بقبضتيها  ودموعها تسبقها لتجري علي وجنتها اللتان  اكتسبتا احمرار فاتن ........
حاول السيطرة عليها وايقاف جنونها لكنها كانت تقاوم بشراسة بينما تهتف بعنف ليس من شيمها......
- : ايه جابك...ايه رجعك .....تمشي و تسيبني و بعدين ترجع....حرام عليك....انا عملتلك ايه......
حاول ان يفهمها او حتي يكسبها بعض الهدوء ولكنه لم يفلح......
-: وعد افهمي اسمعي هفهمك....
لكنها لم تصمت او تهدأ بل قاومته بكل قوتها و ظلت تصوب اتجاهه ضرباتها الرقيقه  التي لم تأثر به بتاتا .......
بينما هتافها الغاضب الباكي يألمه ويسبب له سعادة في نفس الوقت لم يدري سببها.....
او في الحقيقة يدري......
-  :انا مش لعبه في ايدك عاوز تمشي تاني امشي ...... امشي .....
لم تستطع اكمال كلامها الغاضب و هو يلتهمه بين شفتيه ليجعلها تصمت او توقف ذالك الجنون الذي اصابها......
يشهد الله انه حاول ان يجعلها تصمت.... ولكن يبدو انها مسخرة دائما لتحقيق احلامه.......
ظلت مقاومتها لثوان ثم بدأت تهدأ شيء فشيء ........
دموعها لا زالت تسيل محمومة تسقط علي وجنته هو هذه المرة  ....
ابتعد عنها قليلا ليعود ملتقطا دموعها بشفتيه بحنان اذاب عظامها.....
للحظات طويلة ظل كلاهما علي حاله بينما هو يمرر شفتيه علي ملامحها كاملة بشتياق يكاد يقتله........
ابعدها عنه قليلا لينظر الي وجهها الفاتن يعلم الله كم اشتاقها وكم احتاجها في هذا الاسبوع .......
كان الصمت يحيط بهما فلا يسمع سوي صوت تنفسهما المضطرب......
و الأصوات الصاخبة لدقات قلوبهم التي تضرب صدورهم بقوة.......
التقت عيناه الخضراء المحلاة بالعسل مع عينيها الزرقاء كأنها بحر هائج لا قرار له.......
اخفضت وجهها بخجل ولكنه لم يسمح لها.
..
رفع وجهها بأطراف اصابعه ليتلمس وجهها الجميل ماسحا دموعها بأطراف أصابعه وهو يهمس لها بحنان .......
- : وحشتيني.
نظرت له بحزن طفولي جعله يبتسم وهو يتنهد بقوة .......
شهقت بصوت عالي و هي تشعر بنفسها ترتفع عن الأرض لتجده يحملها بين زراعيه ويتجه الي الأريكة الواسعة جلس واجلسها علي قدميه كأنها طفلته .....الصغيره بينما يقول بحنان وهو ينظر الي عينيها مباشرة....
- : ممكن بقي تسمعيني ...... اولا انا اسف اني زعلتك قبل ما امشي ..... بس بجد الموضوع كان خارج عن ارادتي ...... انا فعلا كنت متعصب و كان بالي مشغول .....انا سافرت عشان كنت شغل مهم بجد  يا وعد مكنش ينفع يتأجل حتي عشان اخد لبس  حتي اني قعدت تلت ايام بنفس اللبس لحد مشتريت طقم كملت بيه الأسبوع ....
زمت شفتيها بغضب طفولي ثم قالت......
-: وممكن اعرف ايه هو الشغل المهم دا....
تنفس بعمق ثم قال بصوت خشن غلبته العاطفة.......
-  :.....وعد ......... انا .....انا كنت عند  فريده ....... .
اتسعت عيناها برعب وهي تهمس مكررة الأسم......
.............................فريدة..........................

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt