الفصل السادس والعشرون

3.1K 89 2
                                    

:- يا بنتي بطلي عياط بقي ايه حنفية...
قالتها بلسم بملل بينما تنظر لتلك الغارقة في البكاء بجوارها....
سمعتها تهمس من بين دموعها برقة...
:- انا زعلانة بجد انتي مشوفتيش شمس كانت بتعيط ازاي..... بجد حرام علي انطي حياة......
عادت بلسم تقول بملل بينما تنظر الي باب غرفتها المغلق.....
:- ماشي يا حبيبتي انا عارفة ان شمس زعلانه ومقهورة بس مالك معاها وهو بيهديها ...... لكن انا اهديكي ليه..... انا مالي ......
زمت دنيا شفتيها بحزن ثم قالت.....
:- الله يا بلسم  ...... تصدقي انتي فعلا غلسه ابعدي عني .....
:- هو انا كنت قربتلك....
:- يوه انا راحة توضتي.....
قالت بلسم بلا مبالاة....
:- احسن.....
رحلت دنيا غاضبة بينما عادت بلسم تنظر الي الباب المغلق وهي تقول بفضول......
:- هما بيعملوا ايه جوا.....
..........
................
كانت تضرب الأرض بقدميها والغيظ يحتلها من بلسم الباردة المستفزه....
لا تعلم كيف انزلقت قدميها لتقع علي الأرض متأوهة بألم.....
سمعت صوته يناديها....
:- دنيا انتي كويسة......
نظرت له بنظرات طفولية باكية وقد نست غضبها منه وقراراتها تجاهه لتقول ببحة بكاء.....
:- رجلي يا سامر.....
اوقفها سامر برقة لتتأوه متألمة.....
نظر الي وجهها المبتل بالدموع ليقول بحنان....
:- مش تخلي بالك يا دنيا....
زمت شفتيها مهددة بنوبة بكاء اخري لكنه لم يسمح لها... 
حملها بسرعة كأنها لا تزن شيء ثم ادخلها الي غرفتها ليجلسها علي الأريكة ثم انحني امامها ليمسك قدمها المتألمه ويحركها ببطأ......
تأوهت قليلا ثم سرعان ما زال الألم لكن بكائها لم يزول......
جلس جوارها وهو يقول بضيق من بكائها.....
:- لسه بتوجعك......
:- لا....
:- طيب بتعيطي ليه.. .
:- عشان شمس......
يا الله هل له ان يقتلها.... 
ألا يكفي انها خلعت قلبه خوفا عليا...
كيف لها ان تكون بتلك القسوة والرقة...
كيف تكون بتلك الحساسية والجمال....
ضمها اليه بحنان لتشهق باكية وهي تقول......
:- هي زعلانة اوي يا سامر..... طنط ملاك ملهاش حق..... شمس طيبه اوي... ومسكينه......
رغما عنه ضحك بخفة لتضربه علي صدره وهي تبتعد عنه ناظرة اليه وهي  تقول بغيظ....
:- بتضحك علي ايه....
:- دنيتي انتي لسه مقبلاها انهاردة....
هل قال دنيتي......
هل سمعت حقا ام تخيلت لا اكثر ... 
تلاقت نظراتهما بعد شوق دام دهرا لم يحسباه من طوله......
شعورها بأن ما حدث في اخر لقاء بينهما قد يتكرر جعلها تبتعد عنه مجفلة لتقطع ذالك التواصل البصري بينهما....
:- ا....انا هروح اشوف بلسم....
قالتها بسرعة ونفذتها أسرع لتنطلق باحثة عن بلسم هاربة منه بيننا تابعتها عيناه بغضب وقد فهم تصرفها حق فهم......
........  
..................
.........................

واقفة امام سيارتها الصغيرة تكاد تبكي فهي قد تعطلت واليوم اول يوم لها في العمل بعد غياب دام لعشرة ايام كاملة...
فبعد ان انتهت مشكلة مالك علي خير وجلس في شقته الخاصة والتي عادة لا يستخدمها حتي انشغلت مع والدتها في تجهيز حفلة خاصة تليق بشمس لعلهم يفرحو قلبها قليلا......
لكن ما حدث ان الجميع احتفل.....
الجميع حضر وما ان اقول الجميع اعني الجميع حقا بمن فيهم والدة مالك.......
رغم وقوفها الصامت وعد مشاركتها في الإحتفال بوجه عام لكن حضورها اسعد مالك وشمس......
وبالطبع ملك حضرت وقرصت اذن مالك لكونه لم يخبرها.....
في النهاية كان يوم جميل لكنه كلفها يومان اخران بعيدا عنه......
لقد اشتاقت فيهم لخالد .....
لرائحته الرجوليه ....
لصوته الخشن ...
ملامحه القاسيه......
و حنانه المخبئ الذي تشعر به كلما نظرت الي عينيه والذي تحتاجه الأن خاصة .....
سمعت صوته المحبب لقلبها وهو يقول بمرح غامزا لها........
- : ايه زوزو عملتها معاكي وعطلت.
ابتسمت له بحنان ثم قالت بغيظ......
-: اه....شفت بقي يا ساهر.....لا وايه انهارده اول يوم بعد الاجازه وهروح متأخره وهتطرد.
قهقه علي ملامحها الطفولية التي يعلم انها تخفي خلفها حزنا بسبب ما حدث ......  
-: طيب تعالي اكسب فيكي ثواب واوصلك وانا رايح المطار  ولسه قدامي .
نظر الي ساعته ثم قال....
:- تقريبا ساعة.
صعدت الي سيارته الفخمة التي تعلم انه يتباهي بها كجزء من كمال طلته.....
ساهر.....
شقيقها الوسيم جدا والذي يعلم انه وسيم بدرجة تصل للغرور ......
ابتسمت له وظلت تمازحه وتتحدث مع طوال الطرق حتي وصلو لتسأله قبل ان تترجل من السيارة.......
-  : رايح فين المرة دي.
قال بحماس التمع في عينيه الزرقاء التي ورثهما من جدته رحمها الله.....
-: انا يا سيتي عندي جوله في اروبا وهقعد حوالي ست شهور.
خرجت من السياره وتبعها هو وهو يقول  بحنان......
- : ايه البؤس دا وشك قلب ليه.
همست بنبره طفوليه بينما ارتسم الحزن علي ملامحها .....
-: هتوحشني.
ضمها اليه بحنان وهو يقبل رأسها قائلا ......
  -:  عليا انا يا بيبو .... دا علي اساس انها اول مره اسافر فيها  ..... دا انا لسه راجع من يومين .
قالت بوجه عبوس كأنها طفلة حرمها طبيب الأسنان الشرير من حلواها المفضلة.......
-  : اهو انت قولت لسه راجع من يومين وكمان  المرة دي جولة في اروبا ومش هتخدني معااااك.
ضحك  ضحكة رجولية  عالية وهو يقرص وجنتها  بتأنيب......
- : بقي كدا طيب....... يلا روحي شوفي شغلك يا هبله.
ضحكت برقة ثم قالت بينما تشير له....
-: طيب يا عبيط.
اوقفها مناديا وهو يقول لها بحنان......
-  : استني يا بت....هتوحشيني اوي .
ضحكت  برقة وتأثر ثم قالت ببتسامة  ......
- : انت اكتر يا حبيبي .
دخلت بلسم الي الشركة و هي في قمة سعادتها لأنها ستراه اخيرا لقد كادت تختنق من تلك الأجواء الصادمة الموجودة في العائلة هذه الأيام ....
صعدت الي الطابق الثالث حيث مكتبها ومكتبه بلمح البصر ....
القت السلام علي مها السكرتيرة الخاصه بخالد  بمرحها المعهود ......
-: صباح الخير يا مهوش.
ما ان رأتها مها  حتي قالت بحبور واضح.......
- : صباح العسل  جيتي يا جميل .... الباشمهندس عاوزك ..... قالي اول متيجي تبعتيها فوراااا .... بس شكل فيه حاجه مضيقاه خدي بالك.
قالت بلسم بتفكير ......
-   : ليه بس  ربنا يستر ..... انا هدخل بقي سلام
-: سلام......
طرقت الباب عدة طرقات بسيطه ..... حتي سمعت صوته الغاضب يدعوها للدخول .......
دخلت و علي وجهها ابتسامة مشرقة .......
بينما كان هو يستشيط غضبا بكل معني الكلمة حتي كاد يخرج الدخان من انفه.. منذ ان رأها مع ذالك الشاب الذي ضمها اليه و تحدث معها و ابتسمت له ......
بل وقهقهت ضاحكة ايضا.....
لقد سمحت له ان يمد يده لامسا لها ذالك ال......
ااااه يكاد يكسر كل ما يراه امامه حتي تأتي فيكسر عنقها علي ما فعلت ........
ألا يكفي انها امدت اجازتها بدون رأيه...
الا يكفي انه لم يتوقف عن التفكير فيها منذ ودعها في ذالك المطار.....
ألا يكفي انه كان يعد الثواني حتي يراها.....
لقد جعلته مجنون مهوسا فاقدا للسيطرة علي دقاته.....
سمع طرقاتها الرقيقة علي باب غرفته... ليأذن لها بالدخول بصوت مشبع بغضبه .......
  و ما ان دخلت حتي تقدم منها ليغلق الباب جيدا بينما تناظره هي بحيرة وبرائة زادت من غضبه منها......
عاد ينظر اليها بغضب و هو يصيح بها بصوت منخفض لكنه حاد بدرجة اثارت رعبها........
- : ممكن تقوليلي مين الي كان معاكي تحت دا.
بضطراب  اجابت.......
:-  تت....تحت فين.
- : بلسم....متعصبنيش مين الي كان بيوصلك دا و ازاي تسمحيلوا  يوصلك اصلا ..... لا وكمان وقفه تتكلمي وتضحكي معاه ولا همك حد .
طار رعبها في الهواء وقد استفزتها كلماته لتشعل دقاتها بجنون......
و جدت نفسها ترد بدون وعي منها بتحدي واضح في عينيها الشقيتين وعناد اورثتها اياه  ثقتها بنفسها  ......
-: و انت مالك؟؟؟ .
اشتعلت عيون خالد بغضب اسود و قد تحولت رمادية عيناه الي سوداء مشتعله ........
دق قلب بلسم برعب و هي تراه بهذا الشكل لأول مره حاولت الترجع ولكنه اوقفها بإمساكه لها من كتفيها بقوه ليثبتها امامه و هو يقول باشتعال.......
- : بلسم ....لأخر مره بسألك مين دا ردي احسن ليكي.
بعناد اجابت وشعور بالسعادة يتصاعد دا خلها .....
وسؤال هو امنية بقدر ما هو سؤال......
هل يغار......
يا تري هل سؤاله حقا غيرة...
- : و حضرتك بتسأل ليه...حبيبي خطيبي جوزي اخويا.....كل دا  لا يبقي خلاص متتدخلش.
هتف  بعصبيه وهو يزرع عينيه داخل عينيها بشكل ارسل رجفة علي طول عمودها الفقري.......
-  : بلسسسسسسسم.
اعادها الي الخلف عدة خطوات حتي اصتدم ظهرها بالحائط فشهقت بخوف  و هي ترمش عدة مرات .......
  ابتعد عنها و قد تمالك اعصابه قليلا ........
اعطاها ظهره عدة لحظات في صمت ثم عاد يلتفت لها قائلا ببرود القطب الجنوبي........
-  : طبعا ليا دخل يا انسه بلسم  انتي بتشتغلي  عندي و اظن من حقي اعرف الي بيشتغلو عندي محترمين ولا لا.
تبخرت سعادتها ليحل محلها المراره التي غطت قلبها وخيبة الأمل التي حطت كالكبوس علي سماء امنيتها ......
رمشت بصدمة للحظات ثم قالت بصوت خفيض فضح حزنها الشديد وتأثرها بكلماته......
-  : محترمين ولا لا.....انت شايف اني مش محترمه يا خالد .
علي الرغم من غضبه منها والذي بلغ عنان السماء لكنه لم يتخلص بعد من تأثير صوتها الغالي وهي تناديه بإسمه مجردا.....
عاد يدير لها ظهره بينما يحاول  تجميع شتات نفسه التي بعثرتها حروف اسمه التي خرجت من بين شفتيها بينما يقول بغضب وحدة....
- : في محترمة تخلي واحد يحضنها في قلب الشارع ....... في محترمة تضحك وتتكلم مع واحد في الشارع بالطريقه بتعتك دي.
صوت شهقتها الباكية جعله يلتفت اليها ناظرا الي ملامحها التي اغرقتها دموعها اللؤلؤية بينما تعالت شهقاتها الطفولية التي اخترقت قلبه لتنحره ككبش فداء لحزنها.....
بينما قالت هي بهمس باكي ألمه كثر من ألاف الطلقات.......
- : شكرا جدا يا بشمهندس علي ثقتك فيا وعلي........ علي العموم  انا هريح حضرتك من الناس الي مش محترمين .......  و همشي من الشركة خالص وتقدر حضرتك توظف الناس الي انتي شايفهم محترفين  .
تحركت باتجاه الباب لولا تلك اليد القوية التي امتدت لتمسك برسغها بقوة ....
جذبها بحنان ولم تقاوم بينما دموعها لا زالت تسقط وشهقاتها تعلو ووجهها الجميل ينظر الي الأرض رافضا النظر اليه.......
اوقفها امامه قرية منها يلتقط انفاسها الجميلة ويستمع الي شهقاتها القاتلة...... همس لها بصوت خفيض اجش ارسل كهرباء هزت جسدها الصغير كاملا ....
همسه النادم الممتلئ بالعاطفة تغلغل داخلها حتي تشبعت به......
- : مش هتمشي يا بلسم من هنا ........ ا ... انا ... انا  اسف انا مش قصدي ....
توقف عن الكلام ليرفع وجهها بإصبعه زارعا عيناه داخل عيناها مرة اخري لتتوحد نظراتها العاتبة الحزينة مع نظراته النادمة المشبعة بمشاعر اثارت رهبتها بينما تابع هو ليهز كيانها مع كلماته التي تقطر حنان.....
:- بس مش مسموح ليكي ابدا انك تعملي كدا مش مسموح ليكي يا بلسم ابدا انك تتكلمي مع حد او تبتسمي لحد او تسمحي لأن حد انو يلمس شعرة منك.
عادت شهقاتها تزداد  وقد ألمها شكه بها وجرحها في الصميم  ......
-: دا....دا اخويا.
اظلمت عيناه وظهر بعض القسوة فيهما وهو يقول......
- : و لو ابوكي نفسو.... مفيش حد مسموح له ابدا انو يلمسك.....
نظرت له بحيرة وبرائة اغرقته اكثر واكثر فيها  بينما وعينيه لازالت محفورة في عينيها وهو يتابع بصوت اجش....
- : لو ابوكي يا بلسم برضو مش مسموح له يعمل كدا....... عارفه انا حسيت بإيه لما شفتك في حضنو انا كنت هنزل اضربو لعلمك .
ابتسمت من بين دموعها لا اراديا لتهمس هي  بدلال انثي علي وشك الحصول علي ماتتمني......
-: ليه كنت هتضربو ...... اصلا ليه تتضايق...... حاجة متخصكش .
قال بهمس يماثل همسها لكنه كان همسا محملا بشاعر كالطوفان وقساوة كالزلزال زلزلت كيانها......
-   : كل شيء فيكي يخصني........ مش عارفة ليه تخصيني  .
هزت رأسها بنفي بينما داخلها يرقص بسعاده وقلبها يضخ الدم في اوردتها دافئ كالعسل.......
اقترب منها خطوة اخري ليقول  بهمس خشن  بجوار اذنها.......
- : عشان .......
عشان انتي موظفه عندي وانا بهتم بموظفيني جدا.
اغتاظت بشده وغلي الدم داخل عروقها لتبعدها عنها و هي تضرب صدره بكفها الصغير وتقول بحنق .....
: بجد لا كريم حضرتك  .....طيب وسع كدا .
بشقاوه حاوطها لتكون بينه وبين الحائط وهو يبتسم لها بعبث اعادة لسنوات مضت وقتما كانت بسمته عابثة حقيقة ومن قلبه......
- : لا مش هوسع .
اشاحت بوجهها عنه تحاول اخفاء ابتسامتها من مزاحه معها وفرحتها لرأية سعادته التي تفيض بها ملامحه....
سمعت همسه يناديه بخشونة لكنها تجاهلته تماما......
- : بلسم.
لم ترد.
ادار وجهها لتنظر اليه لكنها عاندته لتغلق عينيها بغيظ  بينما يناديها بهمس اعلي بالنسبة اليها من جميع الأصوات......
-  : بلسم.
لا رد...
- : بحبك .
فتحت عينيها بسرعة وصدمة احتلتها .......
علي الرغم من انتظارها لكلمته تلك لكن وقعها علي سمعها كان مختلفا.....
راقيا رقيق شيء يحملها الي سابع سماء ......
التقت عيناه الرماديه بعينيها السوداء الجميله لينسي كليهما العالم و ما فيه بينما لا يسمع ايا منهما الا ضربات قلبه  التي تصدح في المكان عاليا .....
..........
ظل يلتهم تفصيلها التي اشتاق لها حد الجنون  وجهها الدائري  بذقنها الصغيره عيونها السوداء الجميله كأنها بحر في مساء يوم عاصف و رموشها الطويله السوداء كغابات مظلمه  و حاجباها الجميلين الطفوليين بشكل يعطي لوجهها برائة و طفوله  وجنتيها الحمراوتان بطبيعه ساحره وقد ازدادت احمرارا تأثرا بالخجل الذي تشعر به ....
شعرت بالخجل وهي تتطلع اليه بشتياق وقد اسرتها عيناه الرماديه  لتخفض وجهها بخجل بينما  تقول بهمس مضطرب لا يكاد يسمع......
- : انا....
قاطعها خالد وهو يجذبها بحنان ليجلسها  علي احد مقاعد  مكتبه وقد كانت حقا شاكرة لذالك فقد تحولت قدماها لهلام لا يستطيع حملها...
جلس علي مقعد  امامها مباشرة بينما يمسك كفيها بين يديه قائلا بحنان بينما حروفه تقطر صدقا.....
- : بلسم....انا عمري مكنت رومنسي نهائي بل بالعكس انا انسان عملي جدا حياتي عبارة عن ورقه وقلم ...... بس لأول مره في حياتي هقول الكلام دا لأي حد لأنك انتي بالنسبالي مش اي حد انا بحبك جدا يا بلسم  مش عارف امتي او ازاي او اي حاجه.........
ابتسمت بخجل بينما قلبها يرفرف داخلها لذة عجيبة تحتلها......
تلعثمت وهي تحاول ابعاد عينيها الخجولتين عنه  .......
- : وا... وان......
نظراته المتسلية اعادت بعض من تماسكها لتقول بغيظ.....
:- بس انا مش بحبك....... وكمان ازاي تحبني واحنا شبه القط والفار.....
ضحك علي تعبيرها البريء الذي يشبههم حقا......
نظرت اليه بغيظ كأنها تسأله علي ماذا يضحك.......
ابتسم لها  بحنان بينما يضغط علي كفها برقة  ........
: تصدقيني لو قولت لك اني لحد دلوقتي محتار....... مش عارف ازاي..... ازاي سمحتلك تكوني جزء مني.....  انا اتفجأت وانا بحس لأول مرة بطع المرارة وانا بشوف دموعك ومش قادر امسحهم وارسم ضحكة مكانهم......
اتفجأت وانا بيكبر احساس جوايا بيقول انك اغلي حاجة في حياتي.......
و اهم جزء منها .........
كان الشغل ديما بالنسبة ليا هروب من .............
توقف قليلا كأنه يتخطي شيء ما لا يريد ذكره ثم قال.......
:- من كل حاجة مش حببها....... لكن لما دخلتي حياتي  بقيتي الحاجه الي مخلياني بستنا النهار يطلع عشان اشوفها........ شغلي بقي حياة تانية كأنها احلامي الي بتمني مصحاش منها... ....يمكن اكتشفت مشاعري دي لما كنا في لبنان بس...
صمت كأنه لا يجد كلام يعبر به عما يجيش في صدره لتقول هي ببعض الضيق ........
-: يعني لو مكنش خطيب ولا جوز مها رفض سفرها معاك مكنتش هتحبني .
ابتسم لها بحنان وحب ثم قال بعد ان تنهد بحب لتلك الصغيرة الجميلة التي تصيب خافقه بالجنون.......
-: اولا انا قولت اني اكتشفت حبي ليكي واحنا  في لبنان....... مش حبيتك في لبنان ......... ثانيا بقي جوز مها يبقي صديقي جدا و لو قولت انها هتسافر معايا هيوافق ومش هيقدر يرفض  ....
رمشت عدة مرات ثم قالت بحيرة زادتها برائة وجمال وزادت قلبه جنون بها......
-: بس هي قالت....
نظرت اليه بإدراك ليبتسم لها بتسلية بيننا يقول ضاحكا........
- : ....... اكيد انا الي  قولت لمها تقولك تسافري مكانها يابلسم ....... كان نفسي انتي الي تكوني معايا في الشغل دا مش اي حد تاني ..... لما حصلت الحادثة  ...... صدقيني مكنتش خايف علي نفسي........  كنت خايف عليكي انتي  اكتر من نفسي ......... لما صحيت و الكل كانو بيقولو انك مراتي انا كنت بكون اسعد انسان في الدنيا كأني ملكت كل حاجه في الكون دا  ......
تخضب وجهها الصافي بحمرة خجل زادتها فتنة وجمالا.......
ابتسم خالد مستمتعا برأية احمرار وجنتيها من الخجل بسببه هو.......
تنهد براحة وحنان بينما يلتهم ملامحها بحب كأنه يراها لأول مرة.......
.....
ليتكي تعلمين يا عمري اني اراكي في كل الوجوه.....
ان لا حياة لي بدونك حتي لو لم اعترف.....
ليتكي فقط تنظرين الي قلبي العاشق لكي......
المتعبد في محرابك.....
المنتظر لكرمك وفضلك.....
لا يتمني سوي بسمة منكي تدفء قلبه الذي اثلجته الأيام......
........
توقف.....
نعم توقف عن النظر الي بهذه الطريقة التي تشتت قلبي.....
تثير بي الجنون.....
اجن حتي اري نفسي اطير الي سماء ثامنة ليس بها سوانا......
تثر بي كل المشاعر حتي اكاد اختنق تخمة من حبي لك......
اخاف واشعر بالأمان......
افعل كل ما اقسمت ألا افعل.....
توقف الأن .....
ايرضيك ان اموت بين يديك عشقا واحيا عشقا.....
واتنفسك حبا.......
............
كان الصمت يلفهما بشرنقة لا يسمع فيها سوي موسيقي دقاتهم المجنونة......
وانفاسهم المضطربة... ..
وكل منهم يتشارك الأفكار ويتحدث بصخب الحب الذي لا يسمعه الاهما ولا يفهمه غيرهما.......
كأنهما يتشاركان حلم جميلا لا يودان ان يستفيقا منه ابدا الي نهاية العمر.......
صوت رنين الجرس الداخلي لمكتبه كسر شرنقة الحب التي احاطتهما...تلعثم وهي تحاول الوقوف متخبطة......
-: انا...انا همشي بقي.
اوقفها عن الخروج همسه الخشن الذي داعب اوتار قلبها  بنطقة المنفرد لحروف اسمها .......
- : بلسسم.
نظرت اليه وخفقات قلبها تكاد تكون مسموعة وعادت عيناهما تتلاقيان كأنهم افترقا منذ عصور.......
  كان ينظر لها نظرة اذابتها واخافتها...
فبقدر جمالها غامضة مخيفة مظلمة......
اخفضت نظراتها ارضا ثم خرجت راكضة ...... و هي تكاد تطير من فرحتها حتي انها خرجت من الشركه بأكملها لتنطلق  الي المنزل بسرعة غير قادرة علي الصبر.......
تريد الصراخ فرحا......
هي تحبه......
وقف يراقبها من نافذة مكتبه الضخمة المطلة علي الشارع الواسع وعلي وجهه ابتسامة وقوره وسعيدة وهو يتسائل منذ متي لم يشعر بكل هذه الكميه من السعاده؟؟ .......
منذ متي لم يضحك من قلبه......
منذ متي وهو يسجن نفسه في حياة باردة قاسية......
منذ متي لم يشعر بهذا الدفء.......

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Onde histórias criam vida. Descubra agora