الثاني عشر

3.1K 85 1
                                    

جلست في ركن قصي من الشرفة تستند الي الجدار البارد وهي ترتجف بقوة ليس سببها البرد الذي يحيط بها من كل اتجاه ولكن سببخ ينبع من داخلها ......
بردا قارص يقتلها.....
امسكت ذالك السكين الصغير في كفها ثم قربته الي قدمها لتجرح نفسها بلا مبالاة كأنها لا تتألم....
القت السكين من يدها وهي ترتجف اكثر فأكثر بينما قدمها تنزف بلا توقف...
لحظات..... تلتها دقائق..... تلاتها ساعات..... حتي وقفت اخيرا لتتجه الي المرحاض بخطوات عرجاء متألمه...
ساعة .......ساعتان..... او اكثر قشتهم كما العادة مستلقية في المياه الساخنة حتي بردت.....
ابدلت ملابسها واستلقت علي الفراش لتغوص في نوم عميق.....
***********.......................
في اليوم التالي خرجت دنيا لمقابلة ياسمين في النادي.......
-: صباح الفل يا ياسو.
-: صباح العسل ........ اقعدي .......... يا ربي البنات وحشوني اوي.
-: وانا كمان...وجد وزهره سافرو عشان جامعتهم في اميركا و بلسم الزفت سافرت لبنان في شغل  و منعرفش هترجع امتي وكل ما اكلمها تقولي علي حسب يا دنيا ...... و وعد و تولين و عهد اتجوزو وكل وحده مشغوله بجوزها.
ياسمين بحزن ......
- : يا عيني وعد الي صعبانه عليا موووت مش عارفه توازن ما بين جامعتها وجوزها و مذكريتها ...... بتعيط هناك اهي.
دنيا بمزاح : ادي اخرة الجواز يا اختي ....هييييح.
-: قومي بينا نروح نتفسح و نتبسط و نفلسع العيال الخاينه دول يعني هما كل واحده لقت الي يشغلها واحنا صيعين ...... خلاص نستغل الصياعه .
دنيا بضحكه ناعمه  ........
-: يلا.
ظلو يمرحون اليوم بطوله حتي تأخر الوقت جدااا عادت ياسمين و كادت دنيا ان تعود الي المنزل الخاص بخالها الا ان وروود رفضت تماما خروج دنيا في ذالك الوقت من المنزل لتصر علي مبيتها .....
- : هتباتي هنا....يعني هتباتي هنا.
-: والله ماينفع يا ماما وروود.....خالو وابله ملاك مش هيرضو.
-: ملكيش دعوه انتي خلي ملاك وحارس عليا.....يلا خديها يا ياسمين علي اوضتك.
- : احلي حاجه يلا ....... يا دودو.
في الصباح استيقظت دنيا لتخرج من الغرفه وهي تتثائب لتلقي التحية علي طارق وورود وياسمين ......
-: صباح الخير.....يا ماما وروود صباح الخير ياعمو طارق.
وروود وطارق بحنان.......
- : صباح الفل يا عسل يلا اقعدي افطري وعمك طارق يوصلك وهو رايح الشغل.
- : شكرا.
عادت دنيا الي المنزل في الظهيرة بعد ان اصرت وروود ان تنتظر عمها طارق حتي يقلها الي المنزل بنفسه فهي تخاف عليها من العوده بمفردها و حينما دخلت الي المنزل وجدت سامر امامها يبدو علي هيئته الغضب الشديد والعصبيه والقلق الذي لمحته مرتسما بوضوح علي وجهه الرجولي الخشن و هو يقطع المنزل ذهابا وايابا كالليث الجائع المنتظر لقدوم فريسته بينما خطيبته المصون تحاول ان تجاري خطواته الغاضبه ....يبدو انها تهدأه او.......تشعله اكثر .
ما ان انتبه سامر لدخولها حتي اقترب منها بخطوات غاضبه حتي تخيلت للحظات ان الأرض تهتز من تحت اقدامه  وما ان اصبح امامها مباشرتا  حتي صرخ بوجهها غاضبا بشكل اثار الرعب في اوصالها .......
- : كنتي فين يا هانم ...... كنتي فين ردي .
دنيا بتلعثم و خوف......
- : ك...ك..كنت عند ياسمين.
نظر اليها والشرر يخرج من عينيه السوداء كليل بهيم الذي تملئه ألاف من نجوم الغضب اللامعه و امسك معصمها بقوة حتي كاد ان يكسره بين يديه لتتأوه  بألم لم ينتبه اليه من كثرة غضبه وعصبيته ليهتف بها بصوت في برودة القطب الجنوبي عكس ما داخله من براكين  افريقيه علي وشك القاء حممها في وجهها الأن ...........
- : و حضرتك كنتي بايته عند ياسمين ليييه .....ها ردي تباتي عندها بأمارة ايه؟!؟!.
تدخلت هايدي لتقول بغيظ بينما حمائيته الغير منطقية لدنيا تثير جنونها.......
- : ايه يعني يا سامر ماتسيبها براحتها مش والدك قالك انه عارف وانها استأذنت منه....
تجاهل سامر هايدي تماما  قال لها بصوت عصبي.......
- : هايدي متدخليش خالص انتي فاهمه.......انا كلامي مع الهانم.
ليتابع محدثا دنيا بصوت كالرعد جعلها تنتفض بقوه بين يديه  كالعصفور المبلل الا  ان غضبه اعماه تماما عما تعانيه من خوف وألم وهي بين يديه........
 -: ردي عليا يا دنيا ......كنتي بيته  هناك ليه؟!...
- : اتأخرنا انا وياسمين كنا بنتفسح .....وماما وروود اصرت ابات عندهم عشان مروحش لوحدي بليل .
كلماتها المرتعشة المتلعثمة اثارت غضبه اكثر فأكثر...... ليقول بعاصفه مدوية من الغضب ........
- : و حضرتك قاعده بتتفسحي وتنبسطي ..... و سيباني انا هتجنن مش عارف انتي فين ..... الهانم قافله تليفونها ....... و في الأخر تباتي بره من غير حتي متفكري تعرفيني......اصل انا ملياش اي اهميه مش كدا .
تسللت دموعها تغرق وجنتيها بينما تقول بشهقات......
- : انا قولت لخالو......وهو وافق..... وماما وروود قالت انها هتتصل تستأذن منه.
هزها بقوة بينما ينظر اليها بغضب اعمي ........
- : خالك يا هانم ..... مسافر من امبارح و انا في مؤموريه ولما رجعت لقت ماما عامله مناحه مش عارفه سيادتك فين ...... و الهانم و لا علي بالها ........ الي هنا يتجنن يدور عليها يتحرق المهم انها مبسوطة ....بس هو مش مهم ............ مش مهم ابدا بالنسبة لسعادتك ...........
هتفت هايدي بنفاذ صبر من تجاهله لها وعصبيته الغير مبرره بالنسبة لها  .......
-: سامر هي مش قالتلك انها قايله لباباك خلاص انت مالك ......تدخل ليه هي حره يا اخي هو انت هتسجنها ......... اظن انها ضيفه عندكو مش اكتر ملكش الحق تعاملها بالشكل دا. ....
نظر لها سامر بغضب ثم قال بعصبية فظه.......
-  : قولتلك متتدخليش.......ملكيش دعوه يا هايدي....... اتفضلي روحي مع السواق .....حالا .....يلا.
رحلت هايدي وهي في قمة غيظها منه من تصرفاته التي تزيد من غيظها ومن انذارات الخطر داخلها ان تلك الأفعي الملونه المرتديه لثياب مراهقة بريئه ستخطف منها من حاربت حتي تجعله لها وهي ابدا لن تسمح بذالك .
بينما تابعها سامر حتي خرجت من الفيلا......ثم  عاد لدنيا التي تبكي وقد شعرت بخدر في زراعها وبعض الدوار ليقول لها بعنف وهويمسكها من كتفيها و يهزها بقوه بقدر ما كان خائفا عليها وقلقا ومفزوعا عليها.....
بقدر الحرقة والغضب الذي شعر به عندما علم انها باتت خارج المنزل وبدون علمه .....
و في منزل يوجد به رجل ....
و بقدر ما اشتاق اليها في ذالك  اليوم ............
كان يعاقبها علي كل احساس شعر به ولم يفهمه في غيابها احساس ان هناك ما ينقصه....احساس انها مع احدهم الأن تضحك وتتكلم.... 
-: قسما بربي يا دنيا ان الي حصل دا لو اتكرر تاني  او خرجتي من البيت حتي عشان تشتري حاجه من السوبر ماركت من غير ماتقوليلي هيكون يومك ملوش لون فاهمه.......
لم يكمل كلامه حتي وجدها لتهوي فاقدة الوعي بين زراعيه التي منعتها لا اراديا من السقوط لتصتدم بالأرض .....بينما  اتسعت عيناه برعب وهو يراها شاحبه وساكنه بين يديه.
حملها بسرعه بين يديه ...مددها علي الأريكه العريضه الموجوده في صالون المنزل وجثي علي ركبته امامها و قد احتل الرعب والندم قلبه وهمس بإسمها مرارا وتكرارا وهو يضرب وجهها بخفه   لتفيق الا انها لم تفيق كأنها تعاقبه علي ما فعل بها علي عصبيته وجنون غيرته وغضبه......
كأنها تقول له بكل قسوة عاني مما جعلتني اعانيه .....
قام مسرعا يبحث عما يوقظها به وهو يلعن نفسه وغضبه الذي انساه وجعله يصرخ عليها بصوته العالي فهي تعاني من فوبيا الصوت العالي كيف نسي ذالك كيف.....
يا الهي ما اغباه ......
وجد كوبا من الماء التقطه بسرعه وذهب  اليها ليضع بعض القطرات علي كفه ليرش قليلا منه علي وجهها ليترنح رأسها قليلا ثم بدأت عيونها بالرمش عدة مرات ثم تفتح عينيها نظرت اليه ثم سالت دموعها بدون ارادة منها.....
ليلعن نفسه مرة اخري ويلعن غبائه وعصبيته وغضبه ......
جذبها اليه بدون ارادة منه ليضمها بحنان الا انها قاومته ........
و هي تبكي و تشهق بصوت مزقه من الداخل.....
ظلت تقاومه وكلما قاومت كلما شد من احتضانها اكثر وهو يهمس لها بحنان وندم استبد به كاملا ......
-: اسف....انا اسف.
حتي سكنت بين زراعيه  وتمسكت به بقوه وشهقاتها تعلوا اكثر فأكثر ......
وهو يمسح علي رأسها بحنان ويهمس ب اعتذاره واسفه ....
ابعدها عنه قليلا  بعد ان هدأت شهقاتها ليقول لها بحنان......
- : انا اسف....والله مقصدت اخوفك ...... بس انا كنت خايف عليكي ..... كنت مرعوب وانتي قافله تليفونك .... و معرفش انتي فين .... انتي مش متخيله انا حسيت بإيه في الوقت ده ...... حسيت بالعجز يا دنيا عارفه يعني ايه يعني كنت عامل زي المجنون مش عارف اتصرف.
إلتقت نظراتها الباكيه بنظراته القلقه المحبه ......
التي اخذتها الي عالم اخر عالم وردي جعل دقات قلبها تعلوا......
حتي وصلت الي عنان السماء ووجنتيها احمرتا الا انها لم تظهر من حمرة بكائها .......
همست بصوتها الباكي بطفوله بشكل سرق لبه كما كل شيء فيها.......
- : انا...انا اسفه....مش هعمل كدا تاني.
ابتسم لها ثم ما لبث ان قال من بين اسنانه............
- : و كمان انتي تباتي في بيت عمو طارق ليه وفي رجاله في البيت....انتي شايفه انو دا ينفع .
نظرت له بستغراب  ثم قالت ببرأه منقطعة النظير......
- : مكنش فيه غير عمو طارق و ياسين.
نظر لها ثم قال بسخريه وتهكم من بين اسنانه ..........
- : لا جبتي التايهه يا اذكي البني ادمين ..... انتي مش شايفه ان دول رجاله ولا ايه .
-: دا عمو طارق...وياسين يا سامر.
- :  و النبي ان شالله يكون ابن اخوكي الصغير طلما راجل يبقي ممنوع مفهوم ولا مش مفهوم .
ابتسمت له و هي تشعر بسعاده لا تعرف مصدرها ثم قالت........
: مفهوم .
امسكها من رسغها (معصمها ) يحاول مساعدتها علي النهوض الا انها تأوهت بألم بصوت عالي.
لينظر اليها بجزع ويلتقط معصمها برقه لينظر الي  ما صنعته يداه علي بشرتها الناعمه الرقيقه......
كانت خارطه بألوان الطيف السبعه ..... اثار اصابعه التي تحولت للون ما بين الأزرق و الأخضر .....اثار اظافره التي تحولت للأحمر....
شعر بألم داخله وهو يري نفسه يأذيها نظر لها بندم واسف واعتذار ثم رفع معصمها الي شفتيه ليلثم شريانها النابض برقه جعلتها تشعر بتيار كهربائي يسري داخلها وقد اشتعلت وجنتيها بحمره قويه .....
لم يلحظها سامر وقد كان غارقا في ذالك الشعور الذي شعر به وهو يقبل شريانها.....
شعر بمشاعر متضاربه لم يشعر بها مع احد وهو يلامس نبضها......
كان احساس جارف بالسعاده لم يعرف له مثيل ........
حتي مع خطيبته .....
رغم انه تخطي حدوده معها اكثر من ذالك بكثير  ......
نظر الي دنيا التي كانت مرتبكه ليبتعد عنها بهدوء....ثم اجلي حلقه قليلا و قال بحنان ..........
-: يلا قومي ....استريحي فوق...ومتنسيش ت...تعالجي ايدك ...... انا همشي ورايا شغل .
تركها و خرج سريعا كأنه يهرب من شبح .......
ويا له من شبح جميل.......
شبح السعاده مع دنيا .....
بينما تابعته هي حتي خرج لتقفز هي بسعاده و صعدت بفرح الي غرفتها لتعالج جرحها كما امرها .....
لم يعي كلاهما ان هناك من حضر ما حدث منذ البدايه احدهما كانت ملاك التي تنظر لهم  ببتسامه منتصره وقد نجحت خطتها في اشعال قلق سامر وخوفه علي دنيا فسامر منذ الصغر كان ملاكها الحارس رغم انها لم تكن اصغر بنات العائلة  الا ان دنيا دوما ما كانت خاصة بسامر وهي فقط اعادت جزء من الماضي.....
بينما هناك اخري حضرت وكانت هايدي التي لم ترحل وكانت تتابع الموقف بغضب و شر مشتعل و هي تكتشف للتو حجم منافستها التي تبدو ضعيفة هشه الا انها اقوي.....
اقوي بحب العائلة لها..........
واقوي لمكانتها في قلب سامر.....
ولكن هذه المكانة ستذول......
اقسمت داخلها  باغلظ الأيمان ان تذيق دنيا من الويل.....ويلات....عده .
لتظهر وجوه الجميع منه المبتسم بسعاده والمبتسم بإنتصار والحائر في مشاعر بدأت بالنمو  كالنبتة الصغيرة...... ووجه شيطاني حاقد وعازم الأمر علي الإنتصار........
*********************************************
******************************
لم تعرف ماحدث........
او كيف حدث ........
لا تعرف اي شئ ......
هي فقط تنظر له ببلاهه تنظر الي عينيه المغمضة وكفه الكبيره التي كانت تمسك يدها قبل ان ترتخي لتسقط بجانب كفها ........
اغمضت عينيها عدة ثواني ثم فتحتهم وهي تعيد النظر اليه كأنها تمني نفسها ان هذا ما هو الا كابوس كبير سينتهي ما ان تفتح عينيها.......
لم تشعر بنفسها الا و هي تنفجر في بكاء حار و هي تحركه تحاول هز جسده الضخم  بقوه.........
وهي تصرخ به ودموعها تسقط كاقطرات الندي علي وجهه ........
- : خالد قووووم....قوم يا خالد ......... مينفعش تسيبني كدا قووووم ..... اوم و النبي ....... و النبي ........ ابوس ايدك ..... خالد انا بحبك اوي....مقدرش اعيش من غيرك قوم يا خالد عشان خطري قووووووم .
ضمت رأسه اليها وهي تبكي ...... كما لم تبكي من قبل في حياتها.........لم تعرف ماذا تفعل وقد شل تفكيرها تماما حتي بدأت تهدأ قليلا  خرجت مسرعتا من السياره تنظر يمينا ويسارا ثم ركضا في اتجاه القريه وشهقات بكاءها العالي يرددها الطريق الفارغ.......يأست من ايجاد اي شخص.....الا ان نور السياره الضعيف الأتي من طرف الطريق اعلمها ان هناك امل  ......امل في ان تنقذه من براثن الموت .......
املا في ان تحيا .......
يا الهي هي لم تعلم من قبل كم تحبه الا الأن الأن وفقط.......
ما ان وصل تفكيرها الي هذه النقطه شعت عيناها بعزم واصرار وهي تنظر الي السياره بأمل.....
و انتظرت حتي اقتربت السياره لتقف امامها ملوحة بيدها .......
حتي كادت السياره ان تصطدم بها  لتغمض هي عينيها بقوه الا انها سمعت صوت احتكاك اطارات السياره بالرصيف بصوت عالي  .....
لتفتح عينيها غير مصدقتا انها نجت..... خرج من السيارة شاب يشابه خالد بالعمر  يبدو عليه الغضب من فعلتها  بينما يصرخ بها غاضبا ..........
- : شو بك....مجنونه انتي ولاك...كنتي راح تموتي وتبليني بمصيبي....
رأي دموعها وشكلها الخائف فقال بضطراب وقلق........
- : شو بك خيتي  في شي صايرلك ....... شو الي موقفك هون وليش عم تبكي في شي صايرلك.
-: خالد.....هو ا....العربيه.
بكائها الشديد وشهقاتها المتقطعه لم تمكنها من الكلام جيدا.....
لم تستطع تكوين جمله مفيده واحده من كثرة رعبها وخوفها  علي خالد ..... ليحاول هو ان يفهم فقال : چوزك.....
لم تعرف بماذا ترد فهزت رأسها بنعم  وراحت تركض تجاه سيارتها ويتبعها ذالك الشاب ليري خالد الغارق في دمه ليقول بذهول.......
: ربي...شو الي صار للزلمه.....
-: مش عارفه مش عارفه الله يخليك ودينا اي مستشفي انا خايفه مش عارفه اعمل حاجه لازم نساعده .
قال الشاب بأدب....
-  : ما تخافي يا خيتي  ان شالله يكون بخير ما تقلقي ...... اوف....يا ويلي  اقرب مشفي بعيد كتير عن هون ممكن ما نلحقوا ..... بس مافي مشكل انا بيتي قريب بناخدو علي هنيك ...وما تقلقي بي مرتي حكيم وبيقدر يعالجو ....بعدي بس لحاول احملو.
ابتعدت بلسم عن الطريق ليسنده الرجل وساعدته بلسم لينقله الي  سيارته  وصعدت  هي في الخلف تسند خالد اليها وتضمه بقوه ودموعها تغزو وجنتها حاره حارقه.......
تحرق قلبها الصغير الذي تعلق به كما لم يتعلق بأحد ........
كانت تنظر له ولم تبعد عينيها الباكيه عنه كأنه سيختفي ان فعلت  ......... رفعت كفه اليها لتقبه ودموعها تغرق كفه الكبيره.....
بينما قلبها يناجيه ان يستيقظ ولا يخزلها......
بعد خمس دقائق مرت علي بلسم كخمس  ساعات طويله وصلو الي منزلين يحيط بهما  مزرعه كبيره ولا يوجد بجانبها اي مباني ما ان توقفت السيارة حتي  نزل الشاب مسرعا من السياره وذهب تجاه باب المنزل الكبير بين المنزلين  و دق الباب بقوه ما ان فتح له شيخ بلحيه بيضاء زاهيه تكلم معه عدة ثواني ثم اتجهوا اليها ليحملو خالد معا و يدخلاه الي المنزل ......... كانت تقف عند الباب لا تعرف ماذا تفعل وقد شعرت بدوار عنيف والم شديد في في صدرها لكنها تحملت وهي تمني نفسها برأيته بخير......
فجأه ...
خرج من المنزل سيدة كبيره و معها فتاتان كبيرتان بعمر بلسم او اصغر....
ساعدتهم السيده الكبيره في ادخال خالد الي غرفة واسعه في ذالك المنزل بينما اخذت الفتاتان بلسم المنهاره وحاولوا تهدأتها وايقاف دموعها وشهقاتها العنيفه الا ان كلاهما لم تستطيعا.......
قالت احد الفتاتان بحنان وهي تربت علي كتف بلسم بمأزره....... 
-: ما تخافي خيتي چوزك  بدو يكون منيح الله يعافيلك ياه ...
تابعت الأخري بإتفاق..    
- : ماتقلقي ان شالله بيقوم بالسلاما حبيبي ....ما تخافي چوزك رجال أوي  (قوي) وابداي  وما رح يصيرلو شي ......... و كمان بيي حكيم شاطر كتير هو جراح متقلقي .
احتضنتها احداهما لتهدأ من شهقاتها الا انها شعرت فجأه بسواد يلفها لتسقط مغشي عليها بينما راحة عجيبه تسللت اليها لتستسلم لذالك الظلام المريح .......
.................                       
**************************
****************         

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Donde viven las historias. Descúbrelo ahora