الفصل السابع والعشرون

2.9K 97 5
                                    

دخلت مها الي المكتب بدون ان تدق الباب واغلقته خلفها لتستند اليه متنهدة بحزن وهي تنظر الي ظهره بضيق....
اغمضت عينيها للحظة ثم رمشت وهي تستنشق اكبر كمية من الهواء لتتقدم منه لامسة كتفه بحنان بدون ان تتكلم ........
التفت اليها يناظرها ببتسامة سرعان ما تلاشت كأن ملامحها المشفقة اعادته الي ذالك الواقع الذي يرفضه.......
بينما قالت هي بنبرة حنونة متفهمة ...........
-: بتحبها يا خالد .
نظر اليها ملقيا تلك الواجهة الواثقة خلف ظهره لتنحني كتفه بهم ......
بعناد وكبرياء ادار ظهره لها مرة اخري لينظر الي النافذة لكن هذه المرة بنظرة اخري قاسية .......
اعادت سؤالها عليه مرة بعد مرة
حتي اجاب بصراخ  .......
- : ايوه .... ايوه يا مها ارتحتي بحبها ....... مجنون بيها...... مجنون بيها لدرجة ارمي كل حاجة ورا ضهري يا مها.....
ادارته لها لتقول بحنان وعيون باكية......
:- للدرجة دي.......
زفر بحرارة بينما يقول بعاطفة اضائت عينية الرماديتين .....
:- واكتر...... هي حياة...... حياة نفسي اعيشها...... نفسي احس اني حي يا مها  .......
تهاطل الدمع من عينيها بينما تقول بحزن ويأس......
:- بس...... بابا.....
صرخ بها بغضب.....
:- ميهمنيش....
:- رانسي.....
نظر اليها بسخرية كأنه يقول لها أن هذه خاصة لا تهمه ابدا.....
عادت تهمس ببكاء......
:- طيب وعزيز.......
غامت عيناه بعاطفة بينما يهمس بأسم اغلي الأشخاص علي قلبه.....
عادت هي تطرق الحديد ساخنا.....
:- عزيز ذنبو ايه...... حتي بلسم..... ذنبها ايه.....
عاد يهتف بوجع.....
:- ذنبها انها دخلت حياتي...... ذنبها انها بقت كل حياتي يا مها .
-: بتفكرك بيه.
نظر اليها بعدم فهم تبعه دهشة وهو يستمع الي تفسيرها.....
:- بتفكرك بعزيز صح....... لاحظت انك دايما بتبص لصورة عزيز اول ما تخرج من عندك......
دائما تفهمه...... كأمه ليس كشقيقته....
ليت الجميع يفهمه مثلها......
ترك العنان لمشاعره ليقول  بحنين وحنان  وهو يأخذ نفس عميق ويستدير ليعيد انظاره الي النافذة بينما صوته يخرج مضطربا لأول مرة........
-: ديما بتفكرني بيه....... نفس البرائة الي بترسم وشهم..... نفس الحنان والجمال........ هما الاتنين اغلي حاجة في عمري يا مها مش عاوز اخسرهم ....... مش عاوز اخسر تاني.......   بلسم برقتها بطفولتها بجمالها بكل حاجه حلوه  فيها ........ بتمثل الحياة بالنسبالي ...... هي الحرية بعد سجن سنين  يا مها........
قالت مها بهدوء جاد وهي تنظر الي ظهره بشرود........
- : لازم تقولها يا خالد.......
اغمض خالد عينيه بألم ثم قال بغصة احكمت اغلاق حلقه..........
- : لازم اقولها ..... علي اساس ينفع اخبي عنها....... ينفع انسي كل دا كأنو مش حقيقة.......
- : هتوافق يا خالد ولا....
التفت اليها بعنف ليقاطعها بقسوة بينما يهتف بشراسة......
:- لازم توافق......  لو بتحبني هتوافق..... مينفعش ترفض......
مش هسمحلها..... مش هسمحلها تبعد عني مش هخسرها يا مها ابدا.... 
ارعبتها تلك القسوة التي تطل من نظراته لتقول  بألم وشفقة.......
-  : طيب و أهلها يا خالد لو هيا وافقت هما .....
صمتت بعدما لاحظت وجهه الذي شحب وفقد لونه كأنه لأول مرة يفكر في هذه النقطة..........
•••••••••••••••••••
هل تلمون شعور ألا تشعر سوي بالفرح....
كأنك تطير علي بساط ناعم.....
او كأنك تسبح في مياه صافية باردة في يوم شديد الحرارة......
كأن العالم كله تحول الي ورود وربيع وضحكات......
هذا كان شعورها وهي تنطلق الي المنزل  تكاد تقفز فرحا وسعادة كالأطفال ....
كانت تدندن بلحن صافي حينما دخلت الي المنزل......
وجدت الجميع يجلس في الصالون ماعدا  دنيا التي بالطبع تهرب من شقيقها......
هل لم تعلم ملابسات ما حدث لكنها تعلم ان شقيقها ودنيا يلعبان لعبة الإختباء والفراق.......
صراحة لقد ملت من ألاعيبهم.....
سلمت علي الجميع بسرعة ومرح ثم انطلقت كالصاروخ الي غرفة دنيا غير عابئة بدهشة الجميع من مزاجها الغريب وعودتها مبكرا من عملها الذي عادة ما تتأخر فيه ....
دخلت الي غرفو دنيا بدون ان تطرق الباب لتجد دنيا نائمة علي فراشها ويبدو انها كانت تلعب بالهاتف و قد فزعت من فعلة بلسم الحمقاء لتقول بفزع وهي تضع يدها علي قلبها......
- : ايه الي حصل ...... في ايه يا بلسم فزعتيني حرام عليكي....
لم تعيرها بلسم ادني اهتمام وهي تقفز في انحاء الغرفة بجنون وفرح وهي تقول بفرحة طغت علي ملامحها واشعلت عيناها السوداوتان.....
:- قالي بحبك ........ قالي بحبكككككك قالي بحبك يا دنيا .
امسكت بلسم يد دنيا لتوقفها اماما ثم دارت بها في انحاء الغرفة كالمروحة كما كانوا يفعلون وهن اطفال صغار بينما تضحك وتقول بهمس.....
- : قالي بحبك....بحبك....بحبك .
ضحكت دنيا بسعادة لجنون صديقتها وسعادتها لتقول بينما توقفها عن الدوران وقد شعرت بالغثيان........
- : اهدي بس اهدي يا بلسم بقي دوختيني و قوليلي مين العبيط الي معندش نظر الي قال كدا.
ضربتها بلسم بغيظ ضربة خفيفة علي كتفها وهي تقول......
-: خالد يا دنيا هو في غيره  و كمان هو مش عبيط ولا معندوش نظر لمي نفسك دا احسن واحد في الدنيا .
قالتها بحالمية ونظرة هائمة لتقول الأخري باستفزاز......
:- هييييييح..... اممم .
ضحكت كلتاهما علي تعبير دنيا المضحك لتقول دنيا بفضول بينما تجلس بلسم علي الفراش.....
- : طيب يلا اقعدي واحكيلي ايه الي حصل بالتفصيل الممل يا بلسم.....

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Where stories live. Discover now