الفصل التاسع عشر

3.1K 84 0
                                    

******************************  تجلس علي الكرسي بجانب فراشه و هي تتذكر ماحدث قبل اسبوع كامل حينما كانت تتكلم معه اغمضت عينيها بألم و عادت بذكريا تها الي ذالك اليوم ..........فلاش باااااك.......
كانت تجلس  و تتكلم معه و هي تدير وجهها عنه و ما ان استدارت تنظر له لملامحه الرجوليه السمراء المحمره ..... الا انها لم تلاحظ حمرتها الخفيفه من كثرة بكائها وعيونها المشوشه ..... امسكت كفه الكبيره بين كفيها الصغيرتين .......
لكنها  تركتها بسرعه و دموعها تزداد حده  ....
وضعت كفها الصغير علي جبينه لتجد حرارته مشتعله اضطربت دقات قلبها الخافق برعب.....
خرج من الغرفه مسرعة والخوف يشعل روحها .....
دقت علي باب غرفة السيدة نغم والعم جوهر بدقات عنيفه غير واعيه لما تفعل .....
لتخرج لها نغم بفزع.....
نغم بحنان وهي تري هيئة بلسم المزريه -: اسم الله عليكي بنتي .... بكي شي  حبيبتي .... صاير لك شي ليش عم تبكي....احكي روحي شو صار .
بلسم برعب وهي لا تستطيع ان تخرج الحروف من بين شفتيها .......
- : خالد.....خالد يا خاله نغم ...... سخن اوي انا خايفه عليه.
خرج العم جوهر من غرفته و معه ادواته الطبيه بعد ان سمع جملتها  ..... ذهب مسرعا الي غرفة خالد ....
قالت نغم بخوف........
-  : يا دلي....يا دلي...يا ويلك يا بنتي .....خلص ما تبكي يا عمري عمك جوهر راح يشوفو ...... تؤبري البي بلا هالدموع ....
خرج العم جوهر لينظر لها  بعمق بينما كانت هي تبدو كقطة علي صفيح ساخن واعصابها بشدودة كالأوتار ودموعها لا تجف مما جعله يبتسم لها ليبعث الإطمأنان الي قلبها  وهو يقول بحنان......
-: ما تخافي بنتي ....هيدي حمه ....الجرح التهب شوي ما تخافي هيدا طبيعي لأنا ما وديناه مشفي ........ هو بس راح يحتاج رعايه وبعدا بإذن الله راح يكون منيح ...... ما تقلقي خليها عليا.
قالت بسرعة وبكائها لم يجف......
-: لا .... انا هخلي بالي منو وهعمل كل حاجه بس قولي اعمل ايه بس.
-: يا بنتي ارتاحي انتي .... انتي من يوم ما جيتي ما ارتاحتي....لا بتاكلي منيح ولا بتريحي حالك .
بكت بشهقات طفولية وهي تقول.....
- : هكون كويسه لو خليت بالي منو ......عشان خاطري ياعمي قولي بس اعمل ايه المهم يبقي كويس.
-: خلص حبيبتي انتي رح تعمليلو كمادات بارده  و بتعطيلو خافض الحراره هيدا كل تمن ساعات و انا غيرتلو علي الجرح والصبح ان شالله بشوفو.
بلسم بمتنان واعتذار .......
-: انا اسفه ازعجتكم ......انا بجد مش عارفه اقول لحضرتك ايه.
جوهر بضحكه خفيفه.......
- : متقولي شي ....انتي متل ديما واليڤ عندي .
- : شكرا.
دخل العم جوهر والخاله نغم الي غرفتهم بينما توجهت هي  الي غرفة خالد.....
و ظلت طوال الليل تصنع له كمادات بارده لتخفض حرارته قليلا ....
بااااااك.
شعرت بيد توضع علي كتفها .... رفعت عيناها لتجدها ديما.
-: دقيت كتير عالباب وانتي ما رديتي ...تعالي نخرج بابا جه من الضيعه وبدو ياكي .
هزت رأسها وخرجت معها صامته....
قال العم جوهر بحنان ابوي لمس قلبها  : شو بكي بلسم ..... يا بنيتي قولتلك رح يصير امنيح.
-: من اسبوع و هو بالحاله دي يا عم جوهر الحراره تنخفض النهارده و ترتفع بكره انا خايفه عليه.
-  : والله لولا اني خايف عليه من طول الطريق كنت اخدتو علي مشفي الضيعه الي كنت بشتغل فيه بس .....خلاص شوفي لو ما تعافي اليوم وفاق انا راح اخدو انا و عدنان للضيعة.
بلسم بامتنان .......
- : ربنا يخليك يا رب.
جوهر ببتسامه......
-  : خلاص .... يلا اقعدي كلي انا راح شوفو.
جلست مع اليف وديما والخاله نغم ليتناولو الطعام وبعد دقائق خرج جوهر وهو يقول...
-: فاق يا بنتي....جوزك عم بيفوق و بيردد اسمك هو بدو ياكي بلسم.
انتفضت واقفه وهي تركض بتجاه غرفته  كأن العالم قد اشرق فجأه ......
في غرفة خالد .....
كان يصارع الذكريات التي  تدفقت الي عقله ذالك اليوم......
الرصاص........
السيارة ........
بلسم.....
تململ في فراشه وهو يحاول فتح عيناه شعر بالألم يغزو كتفه ورأسه........
فتح عيناه وهو ينطق بأسمها بصوت متألم شبه عالي.
ما ان نطق اسمها حتي وجدها تدخل مسرعة تندفع نحوه ودموعها تبلل وجنتها وابتسامتها مشرقة تنير وجهها الجميل الذي يقطر برأة و طفوله ......
يا الله كم اشتاق اليها ........
هل هي بخير..
تلقفها بين زرعيه و هو يتأوه ألما من ضغطها علي اصابته لتبتعد مسرعة الا انه منعها من الابتعاد وهو يشدد من احتضانها بزراعه غير المصابه كأنه يطمأن أنها بخير ......
ما ان شعر بدموعها تلسع جلد كتفه حتي ابعدها عنه قليلا وهو ينظر الي وجهها بحنان وتلتهمه عيناه التهاما ... ......
ليهمس  بصوت رجولي مرهق....
- : بلسم انتي كويسه.
هزت رأسها له و دموعها تسيل غير مصدقة أنه بخير يحدثها ......
هو الأن يحدثها وليس حلما كما تحلم منذ عشرة ايام ........
مسح هو دموعها بحنان وهو يتابع بهمسه المرهق......
-  : بتعيطي ليه.
قالت بصوت باكي بالرغم من السعادة التي تطغي علي نبراته  .......
-: مش مصدقه انك اخيرا بقيت كويس .... حاسه اني في حلم .
ابتسم لها ثم سألها مستغربا.... 
- : هو احنا فين.
ابتسمت بلسم له وهي تقول بعذوبة.....
- : عند ناس كويسين اوي قريب من المكان الي كنا فيه  هما سعدوك والحمد لله انت بقيت بخير.
هز رأسه بتفهم وهو يقول مستفهما .....
- : احنا هنا بقالنا كتير.
قالت بلسم بسرعة......
- : عشر تيام تقريبا.
- : ازاي جينا  هنا.
قصت عليه بلسم ما حدث منذ اغماءه في السياره حتي اليوم.
ابتسم خالد بإرهاق وهو يحاول ان يقف ......
- : لازم اشكرهم خليني اقوم.
-: لا مش هتقوم من مكانك انت لازم ترتاح انا هنديهم ليك.
خرجت بسرعة بينما ابتسامته تتبعها نادتهم جميعا ليدخلو و قد كان عدنان زوج اليف قد حضر.
قال العم جوهر بنبرة ودوده......
- : الحمد لله....صرت منيح يا ابني.
-  : الحمد لله....... شكرا بجد علي كل حاجه عملتوها عشانا.
قالت نغم بدفئ امومي    ........
- : علي شو عم تشكرنا يا ابني انت لازم تشكر مرتك ....... .يا ويلي كانت اكتير متخوفه عليك لا عم تاكل ولا عم ترتاح ربنا يحميكون لبعض .
......-: مراتي.
تدخلت ديما بشقاوه  غير واعية لتلك التي تحول وجهها الي عدة الوان ثم ما لبث ان استقر علي الأحمر القاني وهي تهرب من نظرات خالد الموجهة اليها.....
- : اي ....... بلسم هي ملاك  و الله ما كانت تسيبك و لا لحظه ولما جابوك لهون وانت مضروب بالفرد (المسدس) غميت يا عيني و كل شويه تصرخ وتقول خالد.....عم بتحبك هي.
قالت اخر كلامها مرسلة غمزة الي بلسم التي شعرت ان الأرض تميد تحت قدميها  وقد تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها من احراجها.....
وقد  زاد من احرجها نظراته التي لا تفارق وجهها  ........
نظرت الي ديما نظرة  قاتله لم تفهمها الأخري .
بينما قالت اليف بلطف......
- : ايه والله......ربنا يحميكن لبعض.
ضحك عندنان  ضحكه خفيفه وهو يقول .......
- : انت ما بتعرف شو عملت مشان تنقذك هي وقفت في وجه سيارتي و كنت راح ادعسا بس الله حماها الحمد لله ........كل هادا مشان تلاقي حد يوديك للمشفي.
نظر لها ببتسامه وعيون لامعه و هز رأسه لهم و اعاد شكرهم جميعا .... خرجو جميعا بعد عدة دقائق ليتركوه يرتاح قليلا .....
خرجت هي معهم  هاربة منه......
غضب هو من ذهابها الا ان الارهاق غلبه ليذهب الي نوم  عميق ..
*************                
فتح عينيه لينظر الي النافذه ليري ضوء النهار الساطع قام بضعف لا يحبه ابدا ومن قد يحب المرض  ..........
تحرك  بخطوات بطيئة تجاه المرحاض ........
غسل وجهه و خرج وقد شعر بألم حاد في كتفه بعد زوال مفعول المسكن الذي اعطاه اياه العم جوهر .........
وصل الي الفراش بشق الأنفس وما ان لامس الفراش الناعم جسده حتي  تمدد عليه وهو يغمض عينينه ألما  ........
حتي شعر بقليل من الراحه ..........
سمع صوت الباب يفتح  لتدخل بلسم ببتسامتها المشرقه وهي تحمل بين يديها حاملة اطباق (صنية )
متوسطة الحجم تهفوح منها رائحة الطعام الشهيه .......
ابتسم حين رأها وشعت عيناه ببريق رائع لو رأته لكان اغشي عليها في لحظتها من الخجل ........
و لكنه لم يمهلها حتي تراه ففي لحظة واحده تبدل لمعان عينيه الساحر الي نظرات مشبعة بالغضب والغيظ .......
و قلبه يدق بعنف ودمائه تغلي داخل شراينه كأنها حمم علي وشك الفوران  ............
كل هذا بسبب ذالك اللعين المسمي  ثوبها..............
فستان قطني  اسود قصير الي ما قبل الركبة ببضعة انشات  له حمالات عريضة و فتحة صدر متوسطه مع ضيق بسيط من الصدر وحزام رفيع ذهبي من الخصر و اتساع طفيف مع كسرات رقيقة من الأسفل الي ما قبل الركبة .......
اقتربت منه ب ابتسامه و وضعت صنية الطعام علي الطاوله الصغيره بجانب الفراش  غير واعية لعيناه ااتي تنظر لها بنظرة قاتله..........
بينما هي تقول   برقه  وهي تقرب منه الطاولة ......
- : صباح الخير.....
رد عليها التحيه  بوجه متجهم وهو يقول بصوت مشبع بالغضب  ......
-: صباح النور ..... ممكن افهم ازاي تلبسي كدا.
قالت بلسم بستغراب وهي تدور حول نفسها كأنها تريه جمالها في ذالك الفستان......
جمالها الذي لم يكن خفيا بالمرة....
- : مالو لبسي وحش.
لم تدري ان تلك الحركه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة له فقد بدت لحظتها كملاك صغير نزل من السماء حتي كاد يرمي كل شئ خلفه واوله ألمه الذي لا يحتمل  ويلتهمها ......
هتف بها بكل الغضب الذي استوطنه في هذه اللحظه ......
- : ما هو النصيبه انو حلو ....... بس قصير و عريان متنسيش ان في رجاله في البيت انتي مش في بيتكو ....... فاهمه.
بلسم بعناد و سعاده مخفيه  لم تعرف سببها.......
- : لا مش فاهمه ....و كمان الفستان ادتهولي ديما عشان مش عندي لبس و مش هنقي بقي علي مزاجي .....و كمان هو مش قصير اوي و مش عريان ...
بتهكم وسخريه صرخ بها بجنون.....
- : لا احلفي .... اصلي مش شايف صح  ..... بلسم اتعدلي مش هكرر كلامي تاني في هنا رجاله ....... و الهدوم دي متتلبسش تاني.
بلسم برأس يابس ولهجه متمردة......
-  : هي هدومي انا مش هدومك انت علي فكره ........ يعني ملكش انك تتدخل ...... ويلا عشان تاكل.
شعوره بالعجز عن ضربها في هذه اللحظة احرق ما بقي من اشرعته ليقول بحدة ..........
- : مش عاوز .
تأفأفت بلسم بعصبيه وهي تقول.......
-  : خالد بلاش لعب عيال....... يلا عشان تاكل وتاخد دواك .
قال بحده وهو ينظر اليها بغضب ......
- : قولت مش عاوز....... انتي مش شيفاني عيل صغير ادامك عشان تعمليني بالطريقه دي .
بلسم بهدوء مصطنع وهي تحاول كتم ضحكاتها علي مظهره الطفولي  ......
- : خالد .... انت زعلت.
........لا رد........
اصابها الغيظ من تجاهله لها  لتقول بنفعال طفولي .......
- : علي فكره  بقي انفلق ....لعلمك بس.... عدنان بيسافر كل يوم و بيرجع بليل علي بيته مش بيجي هنا  غير عشان ياخد اليف علي بيتهم ...... و عمو جوهر بيروح المستشفي يوم وبيبات فيها  و يوم بيجي....فامفيش هنا غير ديما واليف وطنط نغم وانت .
ابتسم ابتسامه صغيره ثم قال بشيء من المكر الذي لم يريحها ابدا......
- : بلسم قربي ....... متستغربيش تعالي بس قربي.
اقتربت منه بحذر ليمسك احدي اذنيها الصغيرتين بصورة سريهة  وهو يشدهم بمداعبه لتشهق هي وهي تقول.....
- : اااااه ودني ودني......سيبها ياخالد.
- :  اولا انا ميتقليش انفلق ماشي ....... ثانيا دي اخر مره تلبسي فستان زي ده الا في بيتكو ..... و و انتي لوحدك كمان في اوضتك ....... باباكي نفسه ميشفوش ........ لا باباكي ايه مامتك نفسها متشفوش مفهوم.
-: اااه مفهوم خلاص بقي سيب ودني  ....الله يخليك....
ترك اذنها لتضرب الأرض بقدميها الصغيرتين بغضب طفولي و هي تقول .....
-: طب و الله خساره فيك الاكل ..... كل لوحدك بقي ....... .
خرجت واغلقت الباب بقوة خلفها و تركته و هي غاضبه تكاد تحترق من الغيظ  بينما هو يضحك بصوت رجولي عالي علي طفولتها التي تفتنه ......... ليزداد غضبها منه أضعافا   ........
فتحت الباب وادخلت وجهها بطفوله ثم قالت.........
- : يا رب بطنك توجعك يا خالد يا ابن ام خالد وعم مروان ....هاه.
اغلقت الباب مره اخري بقوة اكبر و استدارت لتجد اليف وديما يقفون خلفها يحاولون حبس ضحكاتهم لتصرخ بهم بحده.......
- : ايه بتضحكو علي ايه.
هزت اليف رأسها بنفي بينما لم تسطتع ديما حبس ضحكاتها لتنطلق ضحكاتها عاليه بينما تبعتها اليف وهي تمسك ببطنها البارزه لتتبعهم بلسم بضحك وهي تستمع لصوت ضحكاته من داخل الغرفه و كأن الضحك عدوي قد اصابتهم جميعا .....
دخل الثلاث فتيات الي المطبخ ..... كانت بلسم تقطع السلطة علي طاولة المطبخ الصغيره بينما اليف تجلس بجانبها تمسك احد الاطباق التي بداخلها الأرز لتنظيفه من الأحجار  الصغيرة التي به بينما ديما تقف امام الموقد تقلب الطعام .....
قالت ديما بشقاوه.......
- : ايه خبريني يا بلسوم ....ليش اتخانقتي مع حبيب القلب.
بلسم بضيق مصطنع.....
-  : ديما والله هضربك.
اليف بفضول....
-  : عن جد بلسم .....خبرينا لي عم تتخانقو ا سوا.
- : بيستهبل يا ستي ........ قال ايه الفستان قصير وعريان و ميتلبسش تاني ......... لما قلتلو مفيش حد غيركو هنا شد ودني وقال ايه .........ميتلبسش قدام ماما نفسها ............ طب والله بيستهبل.
ضحكت ديما واليف عليها ثم قالت ديما بشقاوه وهي تغمز لها.......
- : عم بيغار...عم بيغار عليا يا إمي عم بيغار...عم بيغااااار.
رمت بلسم الخيارة علي ديما لتصرخ الثانيه بينما اليف تضحك...
- : خلاص انتي واياها ....... راح اتولدوني بكير من كتر الضحك ...... بلسم اتأكدتي انو اكل.
- : لا سيبتو ياكل لوحدو.
اليف بشهقه وهي تضع يدها علي صدرها........
- : يخرب بيتك يا بنت ....... انتي نسيانه انو هو ما بيحرك يدو اليمين لأن الرصاصه في كتفو اليمين ........ هيك كيف راح ياكل يا ذكيه.
-  : يا لهوي والله نسيت و عمو جوهر قال لازم ياكل كويس عشان الدواي  انا هروح اشوفو.
خرجت بلسم مسرعة الي غرفة خالد وجدتته كما كان لم يتحرك بينما عينيه مغمضه والطعام كما تركته هي لم يمس ....
اقتربت منه وملامح الندم تملئ وجهها الشفاف كالأطفال ........
ابتسمت حين علمت انه نائم بهناء كالأطفال........
ظلت تراقبه بضع دقائق....ملامحه السمراء الرجولية كانت مرهقة مما ازعجها فهي لم تعتد عليه مريضا تريده ان يكون خالد القاسي الذي يقتلها من كثر العمل كل يوم ......
ابتسمت و هي تناديه برقه ..........
فتح عينيه بتعب فهو لم يكن نائما لكن كان يغمض عينيه من الألم الذي ذاد عليه كثيرا ...
استمع الي صوتها الرقيق وهي تقول بندم ........
-: خالد .....انا اسفه ....... يلا عشان تاكل.
ابتسم لها بلطف و استجاب لها وهي تساعده في النهوض و قد احمرت وجنتيها بقوة ثم جلست امامه تطعمه و هي تحاول قدر الامكان ان تتلاشي عينان التي لا تنفك تراقبها بنهم كأنه لا يشبع منها ابدا ...
ما ان انتهت من اطعامه حتي تنهدت بسعادة وهي تقول.......
-  : الحمد لله خلصت.....يلا بقي عشان الدوي.
اجابها بملل رغم سعادته بخوفها عليه واهتمامها به.......
- : بلسم انا مش عيل صغير بتعامليه كدا.
انطلقت تقول بلطف ونعومه بينما عيناها تبرقان بسعادة........
- : خالد يا حبيبي والله انا مصدقت ........ جاتلي الفرصه الي انتقم منك بيها هههههه انا الاقوي.
لم ينتبه الي باقي كلامها فقد فقد التركيز بعد كلمتها العفويه التي لم تنتبه لها هي شخصيا....
(حبيبي) يا لها من كلمة رائعه من بين شفتيها ....... يا الله ما اجملها واروعها كصاحبتها تماما ....... كم يتمني لو تقولها وهي تقصدها حرفا حرفا .....
اعطته الدواء و ساعدته علي العوده للنوم و خرجت وعيناه تتابعها الي ان اختفت من امامه .....
مرت عدة ايام تعافي فيهم خالد تماما و التأم جرحه و استطاع القيام و تحريك يده بدون ألم ........
و اعتاد تماما علي عدنان و العم جوهر .......
بل و اصبح يحب هذه العائله كما تحبها بلسم وقد يكون اكثر ......
************     
كان يجلس في الحديقه علي ارجوحه صغيره موجوده فيها بينما تجلس بلسم بجانبه يحيط كتفيها بزراعه بينما تسند رأسها علي كتفه وتضم نفسها اليه بطفولة كقطة تستجدي الدفئ من صاحبها  ......
التفت لها و ابتسم لتبتسم هي الأخري وعيناهما تتبادل شفرات لا يمكن لأحد فكها غيرهم  .....
مال عليها يتمني التقاط شفتيها في قبلة تسد ظمئه اليها ولو قليلا  .......
لكنها هربت منه  و ضحكاتها تنطلق بصوت عالي ليرفرف قلبه لتلك الملاك التي قلبت حياته رأسا علي عقب .........
صوت طلقه ناريه زلزل كيانه كاملا ........
رفرف قلبه داخله  كما لو كان طائرا مذبوحا  و هو يراها تسقط امام عينيه نازفة وعيناها الجميلتان تنغلقان شيء فشيء  ......
ركض اليها وهو يصرخ بأسمها....
خالد : بلسسسسسسسسسسسسسسسم.
******************************

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Where stories live. Discover now