الفصل التاسع والعشرون

2.7K 92 6
                                    

دقات مزعجه علي باب شقتهم جعلته ينتفض من نومه ومعه زوجته  لتلتقي نظراتهما بقلق.....
ألقي نظرة سريعة علي الساعة المجاورة لفراشه ليجدها تجاوزت الواحدة صباحا بينما لازال الطرق العنيف علي الباب مستمرا....
سمع همس زوجته بجانبه وهي تقول بنعاس ونبرة قلقة  ......
-: مين ممكن يجي دلوقتي يا ياسين......
تنهد ياسين بقلق هو الأخر وهو يقف مرتديا ملابسه بسرعة.....
- : مش عارف ممكن تكون ماما عاوزه حاجة ولا حاجة........ ربنا يستر..... بس أكيد ماما أو حد من تحت.
أسرع لفتح الباب وهي خلفه وما إن فتحه حتي توقف الزمن للحظات وهو يري والده يقف امامه بملابسه كاملة وهو يقطع الردهة جيئة وذهابا.....
والده المتحكم الهادئ علي الدوام يكاد يفقد السيطرة.....
هتف بقلق  وهو يري حالة والده الغريبة فوالدها لا يفقد هدوئه بسهولة ابدا.....
- :  في حاجة يا بابا...... اتفضل.....
قال والده بسرعة فضحت توتره.....
:- مش واقتو يا ياسين البس بسرعة وحصلني علي تحت علي ما اكون جهزت العربية........
سأل ياسين بخوف استبد به.....
:- بابا ايه الي حصل.......  ماما كويسة .
هز والده رأسها بحزن ثم قال بزفرة حارة اظهرت مدي حزنه.....
:- دنيا عملت حادثة والعيلة كلها في طريقها للمستشفي......
تعالت شهقة قوية من خلفه لينظر الي زوجته التي وقفت مترنحة تضع كفها علي فمها وعينيها متسعتين بصدمة....
ترقرقت الدموع فيهما بينما يقول هو لوالده.....
:- ثواني واكون عندك يا بابا علي ما العربية تسخن.....
دخل الي غرفته بسرعة تتبعه وعد التي تحررت شهقاتها ودموعها......
اسرع يبدل ملابسه لتقول هي بسرعة وهي تبحث عن اي شيء تستطيع ارتداءه.....
:- انا هاجي معاك يا ياسين...... عشان خاطري.......
نظر اليها بعطف ثم قال بحزم .....
:- لا يا وعد انتي هتفضلي هنا....
:- لا.... عشان خاطري يا ياسين انا هموت من القلق لو دنتني هنا خدني معاك.....
تنهد بضيق ثم قال بحنان....
:- خلاص يا وعد البسي بسرعة.....
خلال خمس دقائق كان كلاهما في الأسفل.....
لم يكن حال وروود بأفضل من حال وعد كانت تبكي بنهيار علي كتف زوجها....
صعدت وروود ووعد علي الأريكة الخلفية للسيارة تأزران بعضهما.....
قال طارق بتوتر.....
:- اتصل بجواد يا ياسين وشوف وصلو لفين......
اتصل يا سين بجواد الذي اجابه بتوتر انهم علي وشك الوصول وكذالك مالك والعم يوسف.....
شهقت وروود بقلق وهي تقول....
:- اختك بتتصل يا ياسين.....
قال ياسين بتشتت....
:- مين.... زهرة.....
:- لا ياسمين......
قال طارق بهدوء....
:- خاتي الموبايل يا وروود....
اعطت وروود الهاتف لزوجها وهي تنظر اليه مراقبة انفعاله........
قال طارق بهدوء....
:- ايوة يا ياسمين انا بابا....
سمع صوتها الناعم وهي تخبره بخجل انها تشعر بالقلق....
اخبرها بما حدث وهو يدعوها للهدوء الذي لا يمتلك هو شخصيا منه زرة واحدة.....
بعد عدة دقائق وقفت خمس سيارات فخمة امام ذالك المشفي الإستثماري الفخم  ....
نزل طارق وورود ووعد من احداها ونزل جواد ووالده ووادته من الأخري ونزل فارس ويزن من واحدة اخري...
ومالك وشمس من واحده وحياة واياد وملك وياسر من واحده ويوسف وكارمن من اخري......
تلاقو جميعا عند المدخل لينتشر التوتر والبكاء بين الجميع كانتشار النار في الهشيم......
دخل الجميع مسرعين الي الداخل ليسأل جواد الموظفة بسرعة....
:- في مريضة جت من ساعة او اتنين تقريبا في حادثة سير.... باسم دنيا رائد الحلبي
:- ايوة يا فندم  في العمليات الدور الثاني  .
صعد الجمع الغفير الي هناك....
سامر مستندا علي الحائط وفي عينيه نظرة حيرة اعلمت الجميع انه لا زال لم يستفق من صدمته بعد بينما كانت ملاك منهارة في حضن بلسم التي كانت شاخصة في الفراغ كأنها لا تشعر بأحد....
تقدمت وعد وشمس من بلسم بينما تقدمن حياة وورود وتمارا وكارمن من
ملاك....وقد تحولت المشفي لساحة بكاء......
**********************
ما ان اوقفت سيارتها امام البناء الذي يسكن فيه حتي رأته يخرج منه.....
مؤكدا انه علم ......
في النهاية هي شقيقتة ومن المؤكد انهم اخبروه.....
حمدت الله انها اسرعت الي هنا قبل رحيلة....
نزلت من سيارتها سريعا لتقف امامه...
نظر اليها بتشوش كأنه لا يرها ثم استوعب وجودها.....
دموعها التي لم  تجف اعلمته انها تعلم..
لم يتحدث فقط وجد نفسها يجذبها اليه يضمها الي قلبه.....
دموعها الدافئه بللت قميصه ....
رغم انها هي من تبكي وهي من تتشبث به الا انه كان يشعر انه هو من يتشرب حنانها يسكن به قلبه المحترق.....
قال بحشرجة بينما يسند ذقنه علي رأسها الصغير.....
:- دنيا في خطر يا ياسمين...... هخسرها  ان.....
قاطعته بحنان وهي تقول بهمس مطمئن نزل بردا وسلاما علي قلبه .....
:- هتكون كويسه صدقني ..... ان شاء الله هتقوم بالسلامة.... انا حاسة بكدة...
ابتعدت عنه بينما تمسك كفه الكبير ضاغطة عليه وهي تقول ببتسامة ناعمة .......
:- قول يا رب.....
ردد خلفها بقلب وجل بينما ينظر الي عينيها الصافيتين كأنه يستمد منهما قوته ..........
*************************   
اعاد الاتصال بها مرة مرة اخري لكن ككل مرة منذ يومين يجيبه ذالك المجيب الألي ليخبره ان رقم الهاتف مغلق او غير متاح.....
ألقي بالهافت بعنف ليصطدم بالحائط بعنف.....
يكاد يجن.....
يومين كاملين بدون ادني خبر عنها.....
كيف تكون بهذا القسوة....
كيف تتركه هكذا....
عاجز حتي عن الإطمئنان عليها......
تأخذه الوساوي في كل الإتجاهات....
زفر بحرارة وضيق.....
هو لا يكاد يعلم او يفعل ادني شيء منذ تلك اللحظة التي لم تأتي فيها الي العمل.......
لا تحضر ولا ترد علي هاتفها المغلق علي الدوام ......
لقد وصل به جنونه ان  يفكر في الذهاب الي منزلها محاولا معرفة اي شيء عنها .....
فقط يعلم لو كانت بخير......
لكن ماذا سوف يقول لهم....
بأي صفة وأي شكل.....
يريد ان يفعل اي شيء فقط ليعلم ان كانت بخير اي شيء اي كان  .....
ارخي جسده الي الكرسي خلف ظهره ليعود للتنفس بعمق.....
خائف....
لا.....
هو مرتعب.....
هل علمت بشيء.....
هل صنع لها شيء.....
هل هي بخير.......
حيرة عظيمة غذت شعوره الخانق القاتل بالعجز.......
وقف بعنف وهو يلتقط سترته هو لن يبقي هنا عاجزا حتي عن معرفة ان كانت بخير......
سوف يذهب للبحث عنها حتي لو ذهب الي منزلها سائلا والدها شخصيا.....
حتي لو  جاب الشوارع كالمجنون بحثا عنها .....
ما ان فتح الباب حتي اصطدمت به كتلة صغير مشعثة الشعر......
عرفها جيدا....
وكيف لا يمكنه معرفتها......
تنهد بضيق ثم قال.....
:- ايه الي حصل....
سؤاله كان عالما......
كان يعرف لماذا هي هنا......
لكنه يسأل فقط حتي تأكد له وهو ما لم تتواني او تتكاسل عن تأديته .....
لتقول بسرعة وطفولة.....
:- محتاجة فلوس...... انت عارف اني مش هطلب منو وكمان انا من حقي اخد فلوس في النهاية هي بتاعتي..... You know that..... Khalid iam soory  but really I need some money  I will never ask you any money again i promise.
(انا اسفة جدا يا خالد  لكن انا فعلا  محتاجة شوية فلوس وانا اوعدك اني مش هطلب اي فلوس تاني ابدا)
كانت تتكلم بسرعة وهي تتحرك في جميع الإتجاهات كأنها كرة صغيرة.....
كرة شعر كما كان يحب ان يسميها دائما منذ التقيها وهذا ليس من فترة طويلة في النهاية .....
امسك كتفيها ليوقفها ثم نظر الي عينيها القططية الشبيهة بعيني والده.....
عينان زرقاء رمادية كأنها لون السماء وهي ملبدة بالغيوم الماطرة....
قال بحنان وحزم.....
:- ايسل انتي عارفة كويس ان دا حقك ثم اني قولت لك قبل كدا وهعيد تاني اي حاجة تحتاجيها اي حاجة مهما كانت تعالي اطلبيها مني...... ....
ابتسمت له ابتسامة ساحرة ثم قالت بلهجة بريطانية ناعمة ....
:- oh..... I love you babe you know that but you must be sure i can't do with out you.....
((انا بحبك جدا انت عارف دا بس لازم تكون متأكد اني مقدرش اعيش من غيرك))
ابتسم لها بحنان وهو يربت علي كومة الشعر المشعث التي تزين رأسها.....
:- شكلي جيت في وقت مش مناسب...
صوتها المبحوح وصله جيدا ليلتفت بسرعة البرق الي اتجاه الصوت ليتأكد بنفسه انه يسمعها حقا......
لولا صوتها العزيز لما تعرف عليها وهي بهذا المظهر......
شعرها الذي دوما ما كان ملفوفا علي شكل كعكة كان مفرودا علي ظهرها بسحر ووجهها الحيوي الجميل الذي يشع برائة كان شاحبا تعيسا.....
ما ان رأها تلتفت لكي ترحل حتي استعاد وعيه ليلحق بها بسرعة غير عابء بتلك التي تنظر اليه بذهول...
امسك بذراعيها مانعا اياها من التقدم لتنظر اليه بعينيها المحمرتين والمنتفختين من البكاء......
نظر اليها بحنان قلق.....
التقت نظراتها الباكية بنظراته الحنونة التي اشعلت رغبتها الطاغية بالبكاء....
قاطعهما صوت ماكر بعض الشيء ولكن تشوبه الإبتسامه ...
:- oh...... I will go on.......
غمزت غمزة لطيفة لخالد وتلك الواقفة بجواره ثم قالت شيء ما بلهجة لم تفهمها بلسم ثم تابعت بإنجليزية سليما...
:- ba bay my half brother i will miss you so much....... Call me when you be free.
( مع السلامه يا اخويا (half brother اخ غير شقيق) هتوحشني جدا اتصل بيا لما تكون فاضي)
تبعتها عينا خالد  بحنان وعينا بلسم بدهشة .....
افاقت من دهشتها علي صوت اغلاق الباب وراء تلك المجنونة من وجهة نظرها......
نظرت الي خالد الذي أخذ يتأملها منعقد الحاجبين كأنه يثبر اغوارها ......
يحاول ان يعلم منبع حزنها......
همست له بصوت باكي....
:- خ...خالد.
في لحظة كانت مستقرة في احضانه الدافئة تبكي كأنها لم تبكي ليومين بشكل متواصل بينما هو اخذ يزرعها داخله كأنها جزء منه يشبع به قلقه المهول عليها ليومين كاملين......
بشهقات باكية بدأت تثرثر لتقص عليه ما حدث ليومين كاملين.....
ظل يربت علي شعرها الجميل غير المرتب حتي هدأت.....
ابتعدت عنه بسرعة وهي تعي انها .... حرفيا بين زراعيه........
ابتسم لها بحنان ثم تحرك عدة خطوات حتي وصل الي مكتبه ليضغط علي احد الأزرار......
أتاه صوت مها ليقول بأمر مهذب....
:- ابعتي قهوة سادة وعصير تفاح يا مها لو سمحتي.....
ابتعد عن المكتب وعاد يتقدم منها....
كانت هي قد جلست علي احد المقاعد تتابعه بعينيها.....
يخيفها هذا الشعور بأن لا آمان لها في بعده......
يخيفها ان تتعلق به لهذه الدرجة.....
علي الرغم منها تشعر أن القادم سيء....
ذالك الإحساس الذي نادرا ما يكذب يخبها انها ستنكسر هنا......
تنهدت بعمق لتسمعه يهمس بحنان ....
:- انتي كويسة يا بلسم......
هزت رأسها بإيجاب ليقول بحنان اكثر بينما يجلس جوارها تاركا مسافة لا بأس بها بينهم.....
:- مش هي بقت كويسه يا بلسم .....
عادت تهز رأسها ثم قالت بصوت مبحوح....
:- لسه مفقتش الدكتور قال هي كويسه وطبيعي انها متفقش دلوقتي....
-: ليه بقي زعلانه كدا....
عادت دموعها تترقرق وهي تقول بنحيب....
:- انت مش متخيل احساسى وانا قاعده علي اعصابي مستنياها تيجي وفجأه ألقيهم بيتصلوا بينا يقولولنا انها عملت حدثه.....
صمتت قليلا ثم عادت تكمل.....
:- دنيا مش مجرد بنت عمتي يا خالد .... دنيا اختي...... دي اتربت معانا لعشر سنين واحنا صغيرين..... ولما رجعت لباباها واخوتها فضلت تيجي كل اجازه...... هي حتي مننا كلنا..... مش سهل ابدا اني احس اني ممكن افقدها ولا سهل اشوف ماما منهاره عليها بالمنظر دا ولا سهل اشوف بابا وسامر بالضعف والحزن دا......
يا اللهي ارحمني......
شعور بالمرارة اكتنفه وهو يراها تضم نفسها بحزن ودموعها تسيل علي خدها الأسيل وهو حتي لا يستطيع مواساتها....
لا يستطيع احتوائها ومداواة خوفها وحزنها......
رفعت انظارها اليه تستمد طاقتها منه لتبتسم له براحة كأنها كانت فقط تحتاج لنظرته الحنونه.....
رنين هاتفها الذي انبأها لوصول رسالة هو من قطع تواصلهم البصري....
نظرت الي الرسالة علي امل ثم قفزت بسرعة لتقول لخالد....
:- انا لازم امشي.... ماما محتجاني....
:- هوصلك.....
قالها بتقرير كأنه يخبرها لا اكثر ولا اقل..
اطاعته لتنزل معه بعد ان حيت مها....
ركبت السيارة بجواره لينطلق الي تلك المشفي الذي اخبرته به.....
نظر اليها بدعم تلقته برحابة صدر ليقول بحنان.....
:- خلي بالك من نفسك...... عشاني....
ابتسمت له بحنان وسعادة وبعض الارتباك لتقول بنعومة....
:- حاضر.....
تابعتها عيناه حتي صعدت الي المشفي لينطلق هو مرة اخري وقد ارتاح قلبه بشدة بعد ان رأها واطمئن عليها.....
***********************  
:- ماما...... متسبينش تاني...
قالتها ببكاء لكن وجه والدتها المبتسم وهي تربت علي وجنتيها قائلة بحنان....
:- لسه وقتك مجاش يا دنيا.... لسه....
امسكتها بقوة وهي تقول بحزن.....
:- هناك مفيش حد بيحبني مش عاوزه ارجع......
وضعت والدتها شيء مستديرا داخل كفها وهي تقول بحنان.....
:- في ناس كتير بيحبوكي يا دنيا افتحي عنيكي هتلاقي ناس كتير بتحبك......
اختفي صوت والدتها مع اختفائها نظرت الي كفها ببكاء ودموع سرعان ما تحولا لبسمة سعادة وهي تري صورة صغيرة لطفل صغير له عينين زرقاوتان....
نظرت في ذالك الإتجاه الذي كانت تقف فيه والدتها منذ لحظات.....
لكنها لم تجدها......
فقط ضوء.....
ضوء ساطع.......
تسلل ضوء ابيض صافي الي عينيها....
ضوء قوي دافئ.....
اغمضت عينيها غير قادرة علي تحمله ثم عادت تفتع عينيها وقد تناهي الي مسامعها اصوات كثيرة مختلطة.....
رمشت عدة مرات وهي تنظر حولها بضعف......
همست بخفوت....
:- ما..... ما.
شعرت بيد دافئة تمسك يدها برقة نظرت الي جوارها لتجد ملاك الباكية تنظر اليها وهي تبتسم من بين دموعها وبجوارها يقف خالها العزيز حارس الذي ابتسم لها بفرحة وراحه.....
عادت تلتفت ببطأ الي الجنب الأخر منها .......
عيناها تعلقتا بذالك الواقف الي جوارها ممسكا بكفها الأخر ودمعة لؤلؤية تنحدر من علي خشونة وجنته. ...
هل هذا هو حقا ام تحلم. ...
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة وهي تهمس بخفوت مسموع. .....
:- ب....بابا....
ابتسم لها والدها وهو يقول بحنان بينما يتلمس شعرها بحنان.....
:- حبيبة بابا...... حمد الله علي سلامتك...
قالها بتهدج بينما يحارب ضعفه كي لا يضمها اليه بقوة......
لقد كادت تضيع منه.....
كادت تضيع كوالدتها بدون حتي ان يخبرها كم يحبها......
يعلم انه كان اناني حقيرا وهو يحارب حزنه علي زوجته التي تشبهها بتجاهلها.......
لكنه ابدا لم يكرهها.....
رغم كل شيء هو لا يستطيع ان يحيا بدونها......
همس داخله بلوم.....
:- وهل يجب ان تكتشف ذالك عندما تفقدها...... كدت تفقدها فقط لتعلم كم تعني لك.....
عاد من شروده علي ضغطها الخفيف علي كفه وابتسامتها الحنونه....
كأنها تخبره انها سعيدة لأنه معها ولا شيء اخر يهم.....
عادت تنظر حولها في كل اتجاه....
كانت بلسم تقف في احد الأركان تبكي وهي تنظر اليها وبجوارها تولين شقيقتها التي يحتضنها زوجها المبتسم  و وعد التي يجاورها ياسين الذي كان يتنفس براحة  وياسمين و......
:- آ....آدم......
هتفت بها بنفعال علي الرغم من خفوت الصوت..
اقترب منها لتبتعد ملاك قليلا مفسحة له المجال ان يكون بجوارها.....
مال عليها مقبلا جبهتها بحنان وهو يقول بتآثر.....
:- حمد لله علي سلامتك يا دنيتي....
:- انت جيت.....
ابتسم لها ثم قال بحنين.....
:- لو مجتش عشانك هاجي عشان مين.
:- طب وانا...... ولا عشان ادم حبيب القلب جه انا بقي مليش لزمه.....
قالها ادهم بغضب مصطنع لتبتسم له وهي تشير اليه والي امير الذي وقف بخجل .....
لكنها اشارت له ان يتقدم .....
وقف اشقائها الثلاثة ووالدها بجوار فراشها لتبتسم لهم بحب .....
طرق خفيف علي الباب تبعه دخول الطبيب الذي تبرم من امتلاء الغرفة وهو يقول بغيظ مصطنع....
:- انتي اول مريضة ألاقي الي بيحبوها كتير كدا..... الأوضة مليانة والطرقة مليانه.... لا كدا كتير....
ابتسمت برقة بيننا ضحكت بلسم وهي تقول بشقاوة وقد استعادت بعضا من مرحها.....
:- ويا ريت عاجب....... قولتلك اسمعي كلامي ادي اخرت الي ميسمعش كلام بلسم....
ابتسم الجميع لبلسم بينما لمعت عيني الطبيب الشاب وهو ينظر الي بلسم بهيئتها المرهقة بإعجاب....
______________________    

اسكنتك قلبي..... ((((( مكتملة))))Where stories live. Discover now