-8- إكصاص

5.4K 392 218
                                    


شارلوت استلت أحد سيفيها لتلتقطه يمناها وتضعه نصب عينيها في حين تمركزت يدها الأخرى خلف ظهرها متحدثة باستخفاف:
"أستطيع الآن هزيمتك بيد واحدة فقط. تقدم. إن كنت تجرؤ بالطبع."

نبرتها الساخرة جعلت إيدغار يبتسم باتساع.
"يا لها من غطرسة تليق بكِ."
همس كلماته وكأنه قد تأكد من أن وصفها بأميرة يناسبها.

أليجاه ناضل لإبقاء نفسه مستيقظاً لكن الدماء التي فقدها تسببت بهبوط عام في وظائف جسده الحيوية وبالتالي إغماء لا يُعرف لمتى قد يدوم.

"ماذا سنفعل؟"
حدقتا لوسيا كانتا متسعتين بخوف وهي تهمس مرتجفة، ما يحدث لم يجعلها سعيدة لسبب ما بل خائفة حد الموت.

"سنتدخل حين يحين الوقت."
أجاب آلان بعينين ضيقتين وهو يجذب لوسيا للخلف لكي لا يتم رؤيتهم شارحاً بجدية:
"عند إشارتي ستتجهين لشارلوت وتحاولين إستعادتها. ما حصل لها يبدو واضحاً لكلينا ولهذا بالضبط يجب عليكِ الحذر. من الجيد أنها ماتزال في صفنا أما أنا فسأجلب أليجاه."

"ماذا عن مصاصي الدماء؟"
سألت وهي تهز رأسها للجهتين رافضة الخطة الغريبة، مصاصي الدماء لن يجلسوا ويشاهدونهم يرحلون فحسب هي متأكدة.

بعثر آلان شعره بعنف وحيرة قبل أن يقول بفك مقبوض:
"سأفكر في الأمر حينها. يجب أن نخرج من هنا لوسيا."

"ألن تقترب؟"
سألت شارلوت قبل أن تنحني بجذعها قليلاً للأمام هامسة:
"إذاً امنحني شرف أن تكون الحركة الأول من نصيبي."
لم تكد أن تتحرك خطوتين حتى زادت من سرعتها لتصبح أمام إيدغار الذي كان مستعداً لصد سيفها بخاصته الذي تعلق على خصره.

يده انضغطت حتى شعر بها ستنكسر فما كان منه سوى أن يتراجع بضعة خطوات ليقوم بفصل الإحتكاك قائلاً:
"من أين حصلتِ على هذه القوة؟"
وقبل أن يكمل ما بدأ كانت الأخيرة قد وضعت قدمها في خصره هاتفة:
"من شخص مغتر أكثر منك!"

جسده اندفع بعيداً وألم حقيقي شعر به لأول مرة جعله يضغط كفه ضد وسطه.
نظر نحو عينها متأملاً ذلك السواد الغريب الذي اكتسح بياضهما، الحدقتان الحمراوان جعلتاه يتمتم:
"هذا مثير للشفقة، أنتِ لستِ بشرية، أنت مجرد كائن مدنس أخر."

استقام وما أن فعل حتى فاجأ شارلوت بغرس غمد سيفه في معدتها ليجعل جسدها ينحني على نفسه للألم.
"طوبى لكِ، جعلتني استخدم ما أحمله معي عادة للزينة، لكنني حقاً أفضل تمزيق أعدائي بأظفاري."
مع جملته الأخيرة صفع وجهها بمؤخرة كفه لتتعثر بضعة خطوات بعيداً عنه.

شفاهها أسفرت عن ابتسامة ساخرة وهي تمسح الدماء التي سالت على وجهها بكفها حين سمعت الأخير يردف:
"لكنكِ لستِ مصاصة دماء أيضاً، فما تعريفكِ لوجودكِ بأي حال؟"

"حسناً، لطالما تساءلت عن هذا بالمثل."
ضحكت بصوت أعلى وهي تحرك عضلات عنقها بمرونة ويديها بالآن ذاته وكأن جسدها لم يصب بخدش حتى.

نيوتروبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن