-7- رائحة دم

5.3K 386 181
                                    

من جهة بعيدة عن أرض الساحة وتحديداً أعلى ذلك البرج المهجور تمدد جايدن على معدته وعيناه لا تفارقان منظاره المكبر.
حدقتاه اتسعتا لرؤية غريمهم وصوت اللواء وصله هامساً:
"أنا من سيقتله أيها الفتى."

"سنرى بهذا الشأن."
جايدن غمغم وهو يقوم بتلقيم بندقيته برصاصة فضية واحدة لا متسع لغيرها ليغتنم فرصته الوحيدة في إنهاء الأمر قبل أن يبدأ شيء قد لا تحمد عقباه.

آشتون ربت على زناد بندقيته بطريقة منتظمة تمكن خلالها من أن يعد الثوان.

صوت إطلاق النار صدح، عينا مصاص الدماء الجليديتان اتسعتا باستدراك وخلال جزء من الثانية استطاع تفادي الطلقة التي كانت ستتوسط قلبه. في الآن ذاته قام بسحب تابعه لتسكن الرصاصة الثانية التي أطلقها جايدن جسده ويتحول مباشرة لرماد بين ذراعي سيده.

"هذا مؤسف."
كشر آشتون وهو يُحمل بندقيته بطلقة جديدة عله يقتنص فرصة أخرى في محاولة ثانية.
جايدن فعل المثل حيث شعر بالارتباك لفشلهم من إصابته وكان على وشك أن يطلق لكن يد الأخير التي امتدت لمنعه أوقفته.
"انتظر الفرصة المواتية."
همس آشتون قبل أن يشير بعينيه لمصاص الدماء مستطرداً بخفوت:
"نحن لم يُكشف موقعنا بعد."

"لكننا سنفقدها إن وجدنا أيضاً."
جايدن قام بالجدال ليهز ذاك برأسه يمنة ويسرة مجيباً:
"نحن مهمتنا حماية ظهر الآخرين الآن، نحتاج للصبر."

"البشر الملاعين."
غمغم مصاص الدماء وهو يستل سيفه ليصد مخالب آلان التي كانت على وشك إصابة وجهه. عيناه تتحولان للأحمر للحظات ثم تستعيدان رونقهما. التفت شارلوت حوله بسرعة قبل أن تلوح بسيفها الأيمن لقطع رأسه لكنه كان أسرع منها حين أمسك بساعد آلان بيمناه ويسراه قامت بالإمساك بنصلها بقوة رغم أنه غرز في باطن كفه.

عيناه التقتا بعيني شارلوت اللتان حملتا التحدي وتركيزه تشوش حين تخلت عن سلاحها الأول واستلت الثاني لتقطع ذراعه التي أسرت آلان.

"تباً لعبثكم."
هسهس وهو يتراجع للخلف موسعاً المسافة بينهم. أنيابه تنقض على السيف الذي تعلق بباطن كفه ليخرجه من جسده ويبصقه بعيداً.

شارلوت وقفت أمام آلان بحركة دفاعية حين ظهر الألم واضحاً على محياه، خيارها بمساعدته كان صحيحاً فذلك النبيل كان على وشك تحطيم معصمه ثم فصله عن جسده، كان قادراً على فعل هذا في رمشة عين.

لوسيا ظهرت من خلفه في محاولة لغرس نصلها في قلبه إلا أنه تفاداها بسهولة وقام بوضع قدمه في معدتها ليتدحرج جسدها بعيداً.
بسرعته أصبح فوق جسدها، أظفار يده التي تعافت كادت أن تغرس في جلدها لو لم تقذف شارلوت بحجر ليتوسط ما بين عينيه ويتحطم لأشلاء.

بصره أخيراً توجه نحوها وكيله قد فاض من مقاطعتها المستمرة لكنه لم يقدم على أي حركة حين رأى سيفها يغرس في كفه الذي فقده.
"لقد نسيت شيئاً معي."
شارلوت تحدثت وهي تخرج نصلها من طرفه المقطوع قبل أن تدهس عليه بقدمها.

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now