-35- شتاء ديستوبيا الأخير

4.7K 378 724
                                    

قامت بحك ساقيها ضد بعضهما البعض. كانت شارلوت جالسة بتوتر في مقعدها خلف إحدى طاولات مكتبة القصر الضخمة أما جورج فاسترسل وكأن الموضوع الذي يتحدث فيه بسيط بقوله:
"بكل اختصار جلالتكِ، شرب دماء شريككِ أو إعطائها له سيقومان بتهييج رغباتكِ الغريزية المكبوحة للتواصل الجسدي، سواءً أردتِ ذلك أو لا."

رأسها كان منحنياً للأسفل تناظر حجرها وأناملها راحت تتحرك بتحجر ضد قلمها شاعرة بأن الدم قد توقف عن السير في عروقها. جورج أخرج صوت ضحكة قصيرة حين لاحظ ردة فعلها المتوقعة.

"تبدو مستمتعاً أيها العالم الملكي."
غمغمت بعتاب ورأسها ارتفع بضع إنشات نحوه تراقبه يخفي ابتسامته بكفه في حين تعلقت عيناه الخضراوان بخاصتيها.

حمحم جورج مرة واحدة وقام بتركيز المنديل الحريري الفاخر الذي التف حول ياقة قميصه المرتب مجيباً بنبرة عملية:
"أعتذر جلالتكِ، لكن مثل هذا 'الأمر' كان من المفترض أن يكون في الأحوال الطبيعية ملحوظاً بالنسبة لكِ، وبما أنه لم يكن كذلك فمهمتي كمدرس لكِ إطلاعكِ وتعليمكِ كل شيء، خاصة أن جلالته لم يخبركِ."

"وكأنه يستطيع قول هذا ببساطة."
همست لنفسها وأناملها تشابكت بإرتباك حين سمعها جورج وقال بشغف تجلى في عينيه اللتان ابتسمتا قبل فاهه:
"هذا الجزء المثير للاهتمام، أنه لا يستطيع، تلك الأحاسيس الغامضة، الضيق في الصدر وصعوبة التنفس، تعرق اليدين وقشعريرة البدن لأبسط اللمسات السطحية، أمور لا يشعر بها مصاصو الدماء سوى اتجاه شريكهم الوحيد والأوحد، بعكس البشر الذين يستطيعون الشعور بهذا بغض البصر عن هشاشة علاقاتهم أو كثرتها."

تنهدت وقامت بسحب عدة خصلات تدلت على وجهها للخلف، هي حانت قد إندفعت بلا تفكير غير سامحة له بالشرح حتى ولم تظن أن الأمور ستنقلب رأساً على عقب هكذا، والسبب أنهما نظرياً زوجان الآن.

"لكن الدماء تبقى أكثر ما يربط أي زوجين، ولهذا..."
جورج أردف يجعل أنفاسها تنكتم مجدداً حين ظنت أنه قد انتهى.

مصاص دماء ظهر من بين الرفوف يرتدي زي الخدم الذي تباين بين اللونين الأبيض والأسود مع بعض الرمادي. وضع كأساً زجاجياً شفافاً أمامها تم ممتلئ حتى نصفه بجوهر الحياة الأحمر قبل أن يقدم إنحناءة بسيطة ويختفي كما ظهر.

"سنقوم بتجربة لشرح ذلك بطريقة أفضل."
العالم الملكي أردف وهو يقوم بتقريب الكأس منها منحنياً بجذعه قربها ليردف:
"جربي القليل من هذا."

"أيوجد أي شيء غريب في داخله؟"
سألت بشك وهي تجذب أنفها لتشتم رائحته، كانت عادية وليست بمغرية للشرب حقاً.

"أبداً."
هو أجاب ما أن استقام مجدداً لتأخذ هي رشفة منه على مضض ثم تعود لوضع الكأس أمامها بهدوء حتى سأل:
"كيف كان؟"

"كشرب الماء العذب الذي تم تحليته ببضع مكعبات من السكر، منعش لكن لا شيء مميز."
غمغمت واصفة ما شعرت به ببساطة. قامت بتسير أناملها على حافة الكأس مفكرة بأن شرب الدماء لم يكن بالموضوع الصعب كما ظنته، بدا...طبيعياً.

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now