-30- الدرجة رقم سبعة عشر

4.6K 392 620
                                    


صوت الصمت كان له اليد العليا فلم يتخلله سوى ارتداد الرياح الباردة والأنفاس الدافئة. بالنسبة لهم لم يختلف المشهد كثيراً. كل شيء مازال على حاله ذاتها رغم أن الحرب مع مصاصي الدماء قد تم تعليقها، أو هذا مايظنونه ويأملونه.

"لا شيء!"
رأس أليجاه اتجه نحو آلان الذي قفز من مركبة أخرى كانت متوقفة بلا حراك قد تناول الصدأ حديدها بنهم رامياً قطعة قماش ملوثة بلون أحمر قان بعيداً وهو يردف:
"هذه الدماء قديمة للغاية، كما أنه لا يبدو وأن أحدهم قد قتل أو جرح هنا... ليس مؤخراً على الأقل."
عقد الشاب ذراعيه أمام صدره مغمغماً بجملته الأخيرة بخفوت.

عينا أليجاه تضيقتا شيئاً فشيئاً وهو يتنفس دخان سيجارته بين شفتيه قبل أن ينظر خلفه نحو لوسيا وماي اللتان خرجتا من مركبة أخرى.
"ماذا عنكما؟"
سأل.

هزت لوسيا رأسها للجهتين بنفي في حين كانت ماي تحمل صندوقاً بنياً مع سماعات عتيقة بين يديها اللتان تم تغليفهما بقفازات سميكة قائلة:
"لقد تم العبث بجهاز الاتصال هذا بجنون منذ فترة ليست بعيدة على ما يبدو. لقد تم خلع العجلة من مكانها بسبب قوة السحب التي تعرض لها. يبدو أن من استعمله كان أحمقاً."

"أو على عجلة من أمره."
رمى أليجاه سيجارته أرضاً ثم خطى عليها مردفاً:
"أكثر من خمسين شخصاً اختفوا فجأة بلا أثر، ماذا تظنون؟"

"من المستحيل أن يكون هذا من صنع الحيوانات البرية فهم يلتهمون البشر، لا يختطفونهم."
تحدثت لوسيا من جهتها لتهز ماي رأسها بموافقة في حين قال آلان:
"ماذا عن مصاصي الدماء؟ الحرب تم إيقافها. بعضهم بالتأكيد معارضين لفكرة السلام، لكن... لما قد يختطفون بعض البشر؟"

"ربما سيستعملونهم لكي يهددونا."
قاطعت ماي وهي تعقد يديها أمام صدرها ليسخر آلان راداً:
"ويكشفون أنفسهم لملكهم بسذاجة؟ أراهن أنه لن يرحمهم."

"هذا ليس بيت القصيد الآن!"
هتفت الحمراء بحنق وهي تشيح بوجهها ليضع آلان يديه في جيبي بنطاله مناظراً إياها بإنتصار أما لوسيا فكانت كالعادة تحدق بحاجبين معقودين بالمقدم الذي بدا وكأنه شارد في مكان أخر تماماً.

لقد ظنوا أن الأمور تتحسن وأن تلك العجلة المكسورة سيتم إصلاحها ولكن تبين أن هنالك ترساً مفقوداً قد تسبب بتعثرهم.

"هل انتهيتم هناك؟"
رؤوسهم اتجهت نحو سطح المبنى الذي يقفون أسفله وتحديداً نحو جايدن الذي لم يحد ببصره عن منظاره مراقباً الأفق مع قوله:
"قطيع كلاب برية قادمة لنا باتجاه الساعة الثانية، سيصلون بعد عشرة دقائق تقريباً."

قام بتحريك زناد بندقيته ليشحنها سريعاً وهو يردف سائلاً أليجاه بتململ:
"ألديك أوامر لتلقيها؟"

"كم عددهم؟"
سأل أليجاه وهو يسند راحة كفه لمقبض سيفه في حين أجاب جايدن:
"يثيرون زوبعة غبار لابأس بها، من عشرة لعشرين."

نيـوتروبيـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن