-31- دماء ورثاء

4.4K 404 515
                                    


شارلوت وجدت جسدها يندفع تلقائياً ناحية مصاصة الدماء بلا تفكير. دفعت بقدمها في معدة ماشميا وطرحتها أرضاً ليتشقق الرخام من أسفل جسد تلك الصغير.

قبضت كفيها وصكت أسنانها في محاولة لابتلاع المرارة الغريبة التي ارتفعت في حلقها. لما علها تغضب هكذا على شخص لم تعرفه حتى؟!
"سأقتلكِ هنا والآن إن لم تقومي بتبرير الهراء الذي تفوهت به للتو."
تحدثت شارلوت من أسفل أنفاسها بحدة.

"أنصح جلالتكِ بأن تهدأي قليلاً وإلا سيكتشف فخامته أنكِ مستيقظة ولم تخلدي للراحة كما ادعيتِ."
ماشميا نبهت بغمزة وشارلوت زفرت ببطء حين أردفت تلك بانبهار:
"اكتشفتِ شيئاً مما يمكن لرابطة الدم بينكما فعله، هذا يعني أن جسدكِ في طريقه للتماثل للشفاء سريعاً."

"هو استطاع معرفة أنني استيقظت دون أن يلمحني حتى، كما أن لمساته، صوته وحتى عبقه..."
ابتعدت شارلوت خطوتين عن ماشميا وتنهدت الشعور الغير مألوف والذي نفخ صدرها.
"لا يوجد تفسير أخر. الرابطة المزعومة بيننا...حقيقية."

بدأت ماشميا بالتصفيق بيديها لتجلب بصر شارلوت التي وجدتها على ساقيها القصيرتين مجدداً.
"هذا صحيح. دماء جلالته تجري في عروقكِ، قدم لكِ نصف روحه، سيشعر بحضوركِ ومشاعرك الفياضة ومن المفترض أي يكون العكس صحيحاً."
شرحت ماشميا.

"مشاعره تقولين...لست أشعر به حقاً ولا بها."
لهثت شارلوت بسخرية أما ماشميا فعقدت كفيها أمامها مستفسرة:
"ما الذي تخططين لفعله جلالتكِ؟"

"شيء سأبقيه لنفسي حتى تبرري نفسكِ...وقتكِ ينفذ."
شارلوت هددت وماشميا تنهدت أخيراً قبل أن تبدأ بالسرد:
"السلف الثاني جيفرسون امتلك هبة الصوت التي يسمح من خلالها لنفسه بالتلاعب بذكريات وأفكار الشخص الأخر والتحكم به عن طريقها، ولتنفيذ هدفه كان لابد من استخدام مصاص دماء قوي يستطيع الوصول لعنق الملكة وبذات الوقت بجانبها على الدوام."

"لما سعى نحو الملكة سيلالينا بالذات وكيف؟"
شارلوت سألت مستفسرة والخادمة الصغيرة جلست على ساقيها أرضاً قبل أن تجيب بهدوء:
"كان خسيساً فاستغل علاقة الملكة الطيبة بشقيقتها الأصغر سيلست والتي كانت زوجته كما تعلمين سلفاً ليصل للقرب الكافي الذي يسمح له بالعبث بمن حولها بخفة وعلى مهل. أيضاً هو لم يكن نداً للملك ذاته أو حتى أتباعه. استعمل حسن نيتها ودماثة خلقها."

"ثعبان يخنق عصفوراً ذو أجنحة."
عقدت شارلوت ذراعيها أمامها وعينا ماشميا ارتفعتا نحوها بفضول عما قد يكون يجري في خلدها بحق.
"أكملي حديثكِ."
أمرت وتلك أخفضت رأسها باحترام.
"أنا لا أعتبر نفسي ضحية لكن خادم فشل بأداء واجبه حين تمكن مني. هذا كان عيب جميع الرعايا من مصاصي الدماء. الجميع يمكنهم استعمال هباتهم علينا والوحيدون الذين لايتأثرون أو لا يسهل التأثير عليهم هم أفراد العائلة الملكية والسَلف إذ أن معظم هذه الهبات مُنحت من سلالاتهم بالأصل."

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now