-38- الكناري الصامت

4.4K 346 509
                                    


شارلوت رمقت بعينيها المساحات الخضراء الواسعة التي أطل عليها المبنى العظيم والذي تم بناؤه منذ فترة ليست بطويلة وأيضاً غير قصيرة. شعرت بأنه منزل.

"يوتوبيا تم بناؤها من قبل ملكنا هيروزيوس، زوجي."
تحدثت بابتسامة شبحية ورأسها مال ناحية كناريا التي تلمضت كقطة ما أن أنهت شرب مافي كأسها من عصير طازج.

لاحظت شارلوت أن الفتاة أصابتها الحازوقة عندما كادت أن تختنق بالحلوى التي ملأت فاهها فأشاحت تاركة لها مجالاً لاستدراك فعلتها ثم دارت حول مكتبها ذو الخشب الأبيض الناصع وجلست لكنبة موازية لها على مهل.
"كرمز بيننا وبين البشر على حسن النية، واليوم يقطنها ملايين الأفراد من العرقين معاً."

"لما تخبريني بكل هذا؟"
كناريا تحدثت ما أن ابتلعت ما تجمع في فاهها أخيراً فأومأت شارلوت بتفهم. لقد كانت متعجلة لمعرفة بيت القصيد بدورها عندما كانت يافعة أما هي الآن فتتحدث بتدرج وعلى مهل ككبار السن. لقد تقدمت بالعمر بل وطعنت به.

"هذا ضروري لكي أساعدك على تفهم الخيارات التي سأعرضها عليكِ تالياً."
أجابت شارلوت سؤالها أخيراً وهي ترفع ساقاً فوق قرينتها.

"لن يتضمن أحد هذه الخيارات استعمالي مجدداً صحيح؟"
كناريا سألت بتوجس وشارلوت لوحت بسبابتها لولبياً في الهواء.
"ليس دون إذن منكِ على الأقل."
باختصار أجابت.

"بإمكانك أن تعتبري ما حدث لكِ ليلة البارحة العقاب الذي قررته بحقك لسرقة أشياء الناس الخاصة."
لم تستطع الفتاة المعارضة بل وانكمشت في مكانها أسفل أنظار شارلوت المؤنبة.

"أنتم، الخليط، العرق الثالث، لا أحد ود التعامل معكم في ترابثيا لذا وجدت نفسي أهتم، ولأنني أهتم غدوت أكثر كرماً بالبحث عنكم، أحرركم من حياة الخوف في الظلال وأقبض على الذين يحاولون أذيتكم ثم أخضعهم لمحاكمة عادلة."
شارلوت تحدثت وكأنها تروي قصة. أناملها تنسل أسفل فكها لتسنده لقبضتها وترتاح في مكانها أكثر.
"البارحة واجهنا مجموعة متاجرة كبرى تتنقل من مكان لآخر، لم أستطع سوى تتبع نشاطاتهم عن بعد إذ أنه من غير صلاحياتي التدخل بشؤون الأراضي الأخرى كما أنهم كانوا كثيرين ومتفرقين فاحتجتهم أن يتجمعوا. علمت بأنهم سيختارون يوتوبيا كمحطة لهم في مرحلة ما فكونها بلا حاكم جعلها تبدو كلقمة سائغة وبقعة ملائمة لمكسب كبير."

"هذه المنشأة في مؤسسة قامت بشكل أساسي على حماية أمن عاصمة السلام والتأكد من أنها ستبقى فيوتوبيا كوجه لتعايش العرقين كان ومازال يتوجب عليها أن تكون مثالية، فاضلة."
ملامح وجه شارلوت انخفضت فبدا الترقب واضحاً على خاصة كناريا التي تراجعت في مقعدها أكثر وغاصت به.

"النقطتان تلتقيان هنا مجدداً. توجب علي الحصول على يد عاملة، يد غريبة لا تنحاز لأي من الطرفين وبالآن ذاته أجد طريقة لتأمين حياة كريمة لهؤلاء المضطهدين الذين تم رفضهم من المجتمع الحالي."
عينا شارلوت ارتفعتا نحو كناريا عندما لاحظت تحديقها المبالغ به لتجفل الأخيرة باستدراك وتشيح للأسفل. حين تورد خداها شارلوت ابتسمت فحسب.

نيـوتروبيـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن