-15- شتاء بحلة الخريف الأحمر

4.4K 349 309
                                    

أخذت شارلوت تحدق حولها بعينين ديقتين ما أن غطى الضباب الأبيض على عينيها أكثر وشوش رؤيتها. رغم ذلك لم يستطع حجب سمعها فأنصتت للهمسات، شعرت بحرارة أجساد الكثير من الأشخاص الغريبين يتحملقون حولها هي وسيلست التي التصقت بها بصمت حذر.

لم تستطع تحديد إن كانوا بشر أم مصاصي دماء لكنها أدركت بأنها سارت في منطقة الخطر.

حصى رُميت اتجاهها لترتطم بجسدها ثم تهبط أرضاً وسيلست تفادت التي وجهت نحوها بسهولة قبل أن تنظر في الاتجاه التي أتت منه الحصى بضيق.

"تستطيعين تحديد أماكنهم؟"
سألت شارلوت بخفوت لتجيب المقصودة بإمتعاض وبلا راحة:
"كل فرد منهم."

صوت نباح شرس أتى من جهة أخرى جعلها تحاول رؤية ما يكمن خلف الضباب. سارت خطوة اثنتان ألحقتهما بثالثة فاستدركت الكائن الذي يركض على أربعة أطراف نحوها.
عينا شارلوت التقت بالعينان الحمراوان فغمغمت:
"ما هذا الآن؟"

"ابتعدي!"
سيلست هتفت بها لكن في لحظة واحدة كانت شارلوت قد تم طرحها أرضاً من قبل الكلب المسعور الذي أطلق زمجرة تناثر فيها لعابه في الأرجاء.

"مقرف!"
هتفت شارلوت وهي تحاول إبعاد وجهها عن فم الكلب الذي كان مستعداً لنهش جلدها.

أمسكت بفكيه لتطبقهما معاً بعنف هاتفة:
"ألم يقم سيدك بغسل أسنانك من قبل؟!"
قبل أن تقوم بدفع قدميها في معدته متسببة بطيرانه في الهواء.

هبط على شكل قطعتين، الرأس في جهة والجسد في جهة أخرى.
"دماء هذا الكائن مقرفة."
سيلست قامت بمسح الدماء عن وجهها بطرف قميصها ثم أضافت قائلة:
أشعر وكأنني سأتقيأ، جسده مشبع بدماء أبناء جلدتي."

من جهة أخرى نفضت شارلوت يديها بتقزز وهي ترد بتذمر:
"على الأقل لم تلمسي شيئاً أكثر قرفاً كلعابه."

"أنتِ من أراد التقدم."
رمقتها بنظرة مؤنبة لتشيح شارلوت بوجهها كطفل يتهرب من العقاب.

"اقتلوهما!"
صدح صوت مستهجن.

"ماذا الآن؟"
تذمرت شارلوت.

"وحوش!"

"اللعناء!"

"عفواً! أنا بشرية مريضة تم تلبسي من قبل مصاص دماء لا أسمح لكم بالتحدث عني هكذا...
أشارت ليسلست
....ربما عن سيلست، لكن عني فأبداً!"

"نبيلة! فالتموتي!"
الأصوات بدأت بالثوران أكثر.

"لا يبدو أنهم اقتنعوا."
سخرت سيلست مكتفة يديها لصدرها لتقول شارلوت:
"ألديك خطة أفضل؟"

"لنعد فحسب؟"
أجابت سيلست على شكل سؤال قبل أن يقابل اقتراحها بـ:
"لا! أتينا لنرى المعتوه المسؤول عن هذا والآن لن أرحل حتى أقابله."

بدأت بعض الظلال لأشخاص بالاقتراب من حولهما ليحاصروهما فإندفعت سيلست لقرب شارلوت مستعدة للهجوم.

نيـوتروبيـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن