-3- مصيدة الثعلب

9K 514 111
                                    


"من الأفضل لك أن تتوقف هنا وتتراجع."
شارلوت تحدثت وساعداها تصالبا أسفل صدرها. كانت الفاصل الوحيد بين مصاصي الدماء ومعسكر البشر المكتظ، كان هذا السبب الأكبر لمواجهة هذا الكائن العتي.

"لديك من الثقة ما يستحق الوقوف والتأمل للحظات."
تحدث أخيراً، صوته المتجلد جعل بدنها يقشعر بالكامل. ابتسامتها ارتعشت وبدأت نبضات قلبها تتسارع عندما اقترب أكثر.
خلع أحد قفازيه الجلديين على مهل وأظفاره تطاولت حين عرض يده عليها مردفاً:
"سأمنحك موتاً سريعاً خالي من الألم والمسخ ليليق بموقفكِ النبيل أيتها البشرية الفتية فلم أقابل بمثل شجاعتكِ من قبل."

رغبته المشوهة التمعت في عينيه الزرقاوان مع ابتسامة متهكمة بالكاد بسطت شفتيه وجعلت شارلوت تزفر متحسسة كتفها الأيمن الذي تلقى الضربة الصخرية، ومن جهة أخرى قدماها تؤلمانها بسبب السقوط من سطح المبنى وتقريباً الطابق الثالث.
"أرفض كرمك."
عاندت.

قام بالتحرك بسرعته المنافية للطبيعة ليجذب يده اليمنى في محاولة لغرسها في معدتها إلا أن يسراها كانت متهيئة لإنتشال سيفها من غمده وإيقافه.

كوّر أصابع الأخرى على شكل قبضة ما أن لاحظ فضة نصلها الخالصة تلتمع لنور الغسق وقام بتسديد لكمته بدقة نحو صدرها جاعلاً جسدها يحلق بعيداً قبل أن يلتقفه جدار مبنى قريب.

نهضت على قدميها مجدداً لاعنة القوة الوحشية التي وضعها لضربها بلا تردد، لم تتوقع قوته ولم تفكر مرتين بكم أهانته حين رفضت عرضه. سمعت صوت صفارات الإنذار تطلق في المعسكر القريب فرفعت رأسها تستعيد أنفاسها التي ضاعت بين أضلعها المحطمة.

شعرت بأن الأرض تتمايل بها وتدور، شعور الإعياء الذي كان يباغتها من فترة لأخرى هاجمها وكم هو كريه.
"ليس وقتك."
تذمرت ومسحت طرف فاهها الذي خرجت منه الدماء لتستقيم بجذعها كاملاً ببطئ كاتمة أنين الألم.

لم تظن بأن النبلاء أقوياء بهذه الطريقة، أرادت الظن بأن هيرو يبالغ بحسب حسابات لهم ولكنها أدركت الخطورة من الهالة وحسب ثم تهورت بالإصطدام معه في قتال مباشر والآن إن تركته ليعبر قطعة واحدة فلن يكتفي بأسر أو أذية من في المعسكر بل سيحطمهم إن قاوموا.

في جهة أخرى جايدن كان يركض في زقاق مغلق. بندقيته تهتز على ظهره وعيناه تحاولان اكتشاف أقرب طريق قد يصل من خلاله لشارلوت حين رأها بمنظاره المقرب.

لعن نفسه، إذ ما يحدث لها الآن بسببه وحده، لم يكن عليه الكذب، كان يجب أن يصارحها. ظن بأنها تستطيع تحمل أي شيء ولم يتوقع بأن الشيء الذي سيجرها نحوه هو وحش لم يرى مماثلاً له من قبل.

تعثر وكاد أن يصطدم رأسه بالأرض بشدة لكن تلك الذراع التي التقفت حزام بندقيته الذي أحاط جسده منعت حصول الأسوأ.

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now