-13- سليل السلف الأول

4.4K 356 218
                                    

"هاك."
تلفظت شارلوت وهي تمد يدها بكوب احتوى أوراق شاي خضراء تم سكب مياه ساخنة عليها لسيلست التي تناولته منها بهدوء قبل أن تستنشق رائحته وتعود للتحديق بالأخيرة مجدداً.

"لم أضع فيه شيئاً مريباً، وحتى إن فعلت فلن تتأثري ما لم تكن صهارة فضة أو كرات من الزئبق، يمكنكِ شربه."
أضافت شارلوت بابتسامة جانبية وهي تقوم بسكب كوب لنفسها من الإبريق ذاته لتأخذ سيلست رشفة دون أن تحيد بعينيها الكهرمانيتين عنها.

"أيمكننا الحديث الآن؟"
سألت شارلوت وهي تسحب مقعداً خشبياً لتجلس قبالة سيلست التي توسطت بملابسها الواسعة الفراش الصغير. هزت المخاطبة برأسها كإجابة بالموافقة وشارلوت لم تستغرب صمتها المفاجئ، مصاصة الدماء كانت تدرسها مجدداً.

"كيف وصلتِ لأيدي البشر؟"
سألت بفضول لتقطب سيلست حاجبيها مباشرة. شارلوت علمت من ردة فعلها أنها قد لا تود التحدث عن هذا لكن الفضول يغلبها، هي نبيلة وبالتأكيد تملك من القوة مالا يستهان به كما أظهرت سابقاً رغم وهنها.
"ما قصتكِ؟"
أضافت وهي ترتاح للكرسي المتهالك على مهل.

"منذ عقد من الزمن تم خيانة ملكاي و.... تم قتلهما من قبل مصاصي دماء يمتلكون مبادئ وأفكار تعارض إرادتهما."
وضعت سيلست الكوب في حجرها ثم أسدلت أهدابها مضيفة:
"أولئك الذين رفضوا أن يتخلوا عن ولائهم لعائلة السلف الأول، للعائلة المالكة...عانوا ومازالوا يعانون. منهم من قرر الهروب، منهم من مازال غالباً يناضل في الخفاء حتى اليوم وأنا... كوني شقيقة الملكة الراحلة الأصغر وُضعت أمام خيارات قاسية."

"أنتِ ملكية؟!"
شارلوت هتفت مشدوهة وهبت واقفة على ساقيها بحماس ليسقط الكرسي من خلفها وتتهاوى مسامير أطرافه الهشة ليصبح قطعاً. تنفست الشابة دهشتها بصوت عال ثم لوحت قبضت كفيها أمامها في الهواء مضيفة:
"هذا قد يغير الكثير!"
شددت على كل حرف كانت قد نطقته.

"دعيني أكمل..."
تحدثت سيلست وهي تهز رأسها للجهتين فخبا إتقاد شارلوت من رؤية محدثتها تقبض على ملابسها بعنف بكف وذراعها التي حملت الكوب الساخن ترتجف.

الشخص الذي تعرض للغدر كان شقيقتها وشارلوت استنتجنت بأن هذه النبيلة أمامها يندرج اسمها على اللوحة السوداء في المملكة الآن.

تنحنحت شارلوت ومن ثم اقتربت بحرج من سيلست لتجلس على طرف السرير بقربها بصمت.

سيلست حدقت بوجه الفتاة المتأسفة أمامها ومن ثم استأنفت القصة على مهل.
"لا أستطيع العيش هناك، حيث تم إقتلاع قلب شقيقتي من جسدها، لكنني لم أستطع الموت أيضاً لذا قررت الهرب والارتحال وعندما ظننت أنني وصلت نهاية رحلتي...البشر تدخلوا، ظننت أنهم سيرسلوني بعيداً لكنهم منعوني من الرحيل."

"كلماتك مبهمة يا سيلست."
تحدثت شارلوت بغير فهم لكنها لم تود الحفر في جروح شخص كالتي أمامها فما كان منها سوى أن تتفوه بالواضح:
"يبدو أننا كلتانا منبوذتنا لدى بني جلدتنا الواحدة الآن أي أننا يمكن أن نصبح رفاقاً."
أضافت وهي تهز قدميها أمامها كطفة جاعلة شبح ابتسامة يظهر على شفاه سيلست التي أضافت مباغتة إياها.
"لكن ما يزال لدينا فرصة لإستعادة العرش."

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now