-17- مشارف الموت

4.3K 347 469
                                    

جهاز الإنذار دوى بجنون عبر مكبرات الصوت المزروعة في كل زاوية من زوايا الممرات الباردة مع صوت صارخ أخذ يردد منذراً:
"هجوم من الفئة ألفا، يرجى من الجميع الاستعداد!"

"لم أسمع بهذا قط!"
تمتم جايدن بدهشة وهو ينهض من مكانه قبل أن يلتفت نحو ماي التي صرخت بزميلتها بجزع:
"لوسيا لقد سكبتِ الشاي الساخن على نفسك!"

نهضت المقصودة من خلف مكتبها بملامح وجه باهتة متجاهلة ألم الحروق التي سببتها لنفسها قبل أن تقول بعملية:
"لا وقت لهذا، نحن نتعرض للغزو."

ما أن وصلوا الساحة الخارجية بعد عدة دقائق من الركض الهالع مع من حولهم حتى واجهوا آلان الذي كان يتنفس بصعوبة يقف مطرقاً برأيه أمام أليجاه الذي سأل:
"كيف يبدو الأمر؟"

رأس آلان ارتفع لتظهر عيناه اللتان تبدل لون بياضهما للأسود قبل أن يخفضه مجدداً ويهزه للجهتين ببطء مجيباً:
"نصف ساعة كأقصى حد وسيصلون المجمع."

"عددهم التقريبي؟"
أردف أليجاه بسؤال أخر ليجيب آلان بصعوبة كمن يختنق:
"آلاف."

حاجبا أليجاه تقاربا حين أخرج يده من جيب بنطاله وأمسك بمقبض سلاحه الفضي بقوة. عيناه حدقتا بالسماء التي بدأت شمسها بالإنخفاض بسرعة ومن ثم تنهد ليستدير ويتخطى الثلاثة معطياً لوسيا نظرة واحدة سريعة قبل أن يختفي ظله في داخل المبنى.

أسند جايدن آلان لكتفه في حين كانت ماي تزيل خصلات شعره التي غطت جبينه المتعرق بلطف أما لوسيا فيداها ارتعشتا هامسة بألم:
"المقدم لم يصدر أي أوامر، لا فرصة لنا أمام هكذا عدد."

الجنود بدأوا بتهيئة أنفسهم وشحن أسلحتهم لكن بيأس وبلا أمل، علامات الفزع بدت جلية على وجوههم واستنجادهم غدا صوته عالياً من كل حدب وصوب.

"ليس لدينا الوقت لطلب الدعم من بقية المجمعات!"
"هل نستطيع قتل النصف بالدفاع فقط؟!"
"لا نملك ما يكفي من الذخيرة!"

"ماذا عن الإخلاء؟"
سألت ماي ولوسيا هزت رأسها قبل أن تجيب بتجلد:
"البروتوكول ينص على أن إخلاء المدنيين والأطفال له الأولوية، لن يخرج المجندون من هذا المكان دون قتال."

"فالتحافظوا على رباطة جأشكم يا رفاق."
آلان تحدث وهو يستقيم، عيناه تسيران في وجوه رفاقه قبل أن يستطرد:
"نحن خط الدفاع الأول، إن فشلنا بإيقافهم فحتى الإخلاء لن يكون منه أي فائدة."

"من السهل العزم على قول هذا عندما تمتلك القوة."
جايدن غمغم من أسفل أنفاسه وآلان طقطق بلسانه.
"لست مختلفاً عنكم بالكثير، أنا كالعث بالنسبة لمصاصي الدماء بالمثل."
نطق بحنق.

"لا وقت للمشادات الكلامية."
ماي رفعت كفيها في الهواء بأسى ولوسيا جذبت الأبصار حين أصدرت الأوامر لفرقتها:
"سنعود للتشكيل القديم، فالتستعدوا للإشتباك."

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now