-26- أضواء باهرة

4.1K 368 436
                                    

"هلا توقفتِ عن الحركة ولو لثانية وحدة!"
هتفت لاتشيا بحنق وهي تحاول وضع مشبك الشعر الذي تم ترصيعه بألماسات زرقاء بين خصلات شعر شارلوت التي تم رفعها للأعلى على شكل كعكة تركت عدة أمواج منه تتدلى على جانبي وجهها.

وضعت المقصودة يديها فوق رأسها على شكل مظلة بدفاع وهي تنظر للاتشيا بوعيد قائلة:
"أنتِ كنتِ تغرسينه في جمجمتي، أشعر بالذكاء يتسرب من الحفرة التي خلفتها بفعلتكِ أيتها الشريرة."

"أي ذكاء هذا؟"
سخرت لونا من جهة أخرى وهي تقوم بقلب صفحة الكتاب الذي كانت تقرأه برقة وكأنها تمسك بقطعة هشة من الزجاج بين يديها لتستدير شارلوت نحوها متذمرة:
"لما لاتساعدينني هنا؟ ألستِ من أرغمني على هذا؟ لقد أخبرتكما بأنني أنسحب سابقاً!"

"على السيدة النبيلة ألا تخلف أقوالها. أنا طلبت منكِ مرافقة أليجاه وأنتِ وافقت."
لونا تحدثت وهي تغلق الكتاب قبل أن تنهض نحو المرآة الكبيرة التي كانت جالسة شارلوت أمامها مردفة:
"وبالتالي يجب أن تتزيني لحضور مثل هذا الحفل المهم."
قامت بمد يدها نحو لاتشيا التي دحرجت عينيها وسلمتها المشبك هش القوام لتضعه بلطف على رأس شارلوت فوق الكعكة مستطردة:
"عمل خمسة أيام استحق النتيجة."

وضعت يديها على كتفي شارلوت ناظرة إلى انعكاسهما في المرآة مردفة:
"والآن هلا حصلنا على ابتسامة؟"

شارلوت رمشت ببطء اتجاه إنعكاسها بشيء من الاستنكار قبل أن تقول بشفاه صُبغت بالوردي المحمر:
"إنها مساحيق التجميل فحسب، أنا لا أملك جمالاً مميزاً، كما أنني لم أعش بطبيعية لذا نظريتي عن الجمال مشوشة قليلاً."

"تحاول أن تكون متواضعة."
بصقت لاتشيا وهي تزيح شعرها للخلف قبل أن تستدير وتسحب فستانها الفضي مكشوف الظهر طويل الذيل خلفها لتسير مبتعدة. لونا ضحكت عندما عقدت شارلوت حاجبيها وشرحت المقصد:
"لاتشيا تعني بأنكِ جميلة ولم نحتج الكثير من مساحيق التجميل لإبراز هذا."

"أنتِ المتواضعة لاتشيا، كان بإمكانكِ قول هذا ببساطة."
نطقت شارلوت وهي تعقد ذراعيها أمامها نحو لاتشيا التي همهمت متسائلة:
"أمن المفترض أن تكون هذه شتيمة؟"

"أياً كان..."
رفعت كفها في الهواء وكأنها غير مهتمة بالجواب ليبرز السوار الذهبي الرفيع الذي التف حول ساعدها.
"بما أننا انتهينا هنا فسأرحل الآن."

"شكراً على مساعدتكِ."
شارلوت غمغمت لتشيح سريعاً تاركة شبح ابتسامة ليظهر على شفاه الأخيرة قبل أن تختفي من المكان.

"أنا يجب أن أذهب أيضاً."
تحدثت لونا وهي تمسك بيدي شارلوت لتساعدها على الوقف وينسدل فستانها الحريري سماوي اللون بعنفوان على جسدها.

قامت لونا بتركيز أطواق الزهور الصغيرة البيضاء أعلى كتفيها والتي تم خياطتها من الحرير ببراعة لصدر الفستان وللأسفل حتى الخصر ليلتف حوله بنعومة.

نيـوتروبيـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن