-45- سالب

8.5K 431 1.5K
                                    

كناريا كانت في مهمة بحث جعلتها تهرول في الأنحاء علها تتقفى أثار سيثروس الذي اختفى تاركاً لها رداءه لتجعده أناملها بسبب ضغطها المستمر.

أوقفت عدة خادمات للسؤال ولحسن الحظ المعطف الأبيض الذي أعطتها إياه ماشميا ساعدها على الحصول على تعاون الخادمات وإجابات صريحة منهن.
"سموه؟ لا أدري بحق."
"هو لا يستعمل جناحه منذ زمن طويل، لن تجديه هناك أنا متأكدة."
"لم ألمحه، لا هو لا يسمح لنا بأن نلمحه أصلاً."

الهرولة تحولت لعدو عشوائي فالدموع المبهمة التي تعلقت على أهدابها غطت على بصرها وأزعجتها، لم تكن من النوع الذي يواسي أحدهم. كانت تستطيع الكذب كما تفعل دوماً لكن عندما تعلقت الأمور بمثاليات قصصها بدا التكذيب كالإثم العظيم.

حبل أفكارها سريعاً ما إنقطع حين وجدت نفسها تصطدم بقوة بجسد لم تشعر بحضور صاحبه ليتعثر كلاهما ويقع أرضاً.

"آسفة."
اعتذرت وهي تزحف على الأرضية متراجعة عن الشخص الذي ارتطمت به فظلام الممرات التي أنيرت بشموع خافتة وضوء القمر لم يساعداها على الرؤية كثيراً.

"لا بأس عليكِ."
الصوت الأنثوي اللطيف هدأها وجعل ملامحها ترتاح قليلاً لظنها بأنها مجرد خادمة أخرى لكنها سرعان ما شهقت كل نفسها من رؤية قلنسوة العباءة المخملية على رأس محدثتها تنزلق ليظهر شعرها الماروني الداكن.

"أميرة!"
نبست كناريا بصوتها المبحوح وأخذت تقوم بالزحف مجدداً لكن هذه المرة باتجاه سكارليت التي تلعثمت وهي تميل متراجعة آخذة بدفن نفسها أسفل ردائها مجدداً:
"لـ لا، أنا فقط شـ شخص يشبهها."

"اعتذر عن الاصطدام بـ..."
كناريا لم تستطع استكمال كلامها بسبب آلم حنجرتها فأخذت تسعل بشدة لتقوم الأميرة المتوترة بتسيير بصرها سريعاً على محدثتها قبل أن تحشر كفيها في جيوب ملابسها وتخرج مكعباً من السكر البلوري.

أمسكت سكارليت بكف كناريا التي ارتعشت بخوف من فعلتها ثم وضعت المكعب في كفها.
"تناوليها، ستساعدك على استعادة صوتكِ."
نظرت لسكارليت بدهشة وبطريقة متوترة محرجة لكنها وضعت المكعب في فاهها لتتذوق حلاوته عن طريق قضمه مراراً.

"على مهلكِ"
سكارليت أطلقت ضحكة قصيرة أما تلك فتصنمت على الظن بأنها قامت بشيء خاطئ.
"قومي بالسماح للسكر بالتحلل، الكميات القليلة ستساعد على تهدئة التهيّج."
ابتسمت الأميرة وكناريا أومأت برأسها عدة مرات لتفنذ بهدوء وقد كانت تلك محقة.
"آسـ ـفة."
نطقت الفتاة.

حاجبا سكارليت ارتفعا وكأنها تذكرت ما حصل وأنهما مازالتا جالستين على الأرضية.
"لا داعي لإجبار نفسكِ على الحديث أو الاعتذار، كنتُ لامبالية بخطواتي."
الأميرة تحدثت معتذرة بدورها وهي تنهض من على الأرضية لتعرض كفها على الفتاة التي تعثرت بها، لا تصدق أن هذا حصل حتى في مثل هذا الوقت المتأخر من المساء حين حاولت ألا يلحظها أي شخص.

نيـوتروبيـاWhere stories live. Discover now